أنقرة (زمان التركية)ــــ بينما جمدت وزارة الداخلية التركية حسابات بنكية أعلنت بلديات يقودها عُمد منتمين إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض، أنها ستتلقى من خلالها تبرعات لمواجهة فيروس كورونا، تمارس بلديات يديرها حزب العدلة والتنمية الحاكم الأمر ذاته دون أي قيود.
وحتى مساء الأربعاء ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا في تركيا إلى 15 ألفًا و679 حالة إصابة مؤكدة، بالإضافة إلى 277 حالة وفاة.
بلديات إسطنبول وأنقرة وإزمير، أطلقت حملات لجمع تبرعات، من خلال حسابات بنكية خاصة بها، إلا أن وزير الداخلية سليمان صويلو أصدر قرارًا بتجميد هذه الحسابات وفتح تحقيقات بشأنها، وحظر أي نشاط لجمع تبرعات بأي شكل من الأشكال.
لكن على الجانب الآخر تبين أن بلدية شانلي أورفا، التي يديرها عمدة منتمي لحزب العدالة والتنمية تجمع التبرعات من المواطنين في حملة خاصة بها، دون أن تواجه أي مضايقات من الحكومة.
البرلماني السابق عن حزب الشعب الجمهوري الكاتب الصحافي باريش ياركاداش، نشر تغريدة تحتوي على مستند يظهر جمع بلدية شانلي أورفا تبرعات من المواطنين، مؤكدًا أن التبرعات التي كانت تجمعها بلديات حزب الشعب الجمهوري كانت أيضا قانونية لكن تم عرقلتها.
الرئيس رجب أردوغان رغم أنه نفسه أطلق حملة تبرعات لمواجهة فيروس كورونا، وأعلن عن حسابات بنكية لتلقي التبرعات، إلا علق على قرار تجميدحسابات ببلديات المعارضة، قائلًا: “لا يمكن أن يكون هناك دولة داخل الدولة”.
وزير الداخلية سليمان صويلو قال تعليقا على قرارًا تجميد حسابات البلديات التي يديرها عمد منتمين إلى حزب الشعب الجمهوري: “إذا قمت بفتح حساب لجمع التبرعات دون الحصول على موافقة والي المدينة، فإنك بذلك تقول إنك تريد أن تشكل حكومة جديدة”.
وانضمت المديرية العامة للأوقاف في تركيا إلى المؤسسات التي دعت موظفيها للتبرع لحملة أطلقها الرئيس رجب أردوغان لمواجهة فيروس كورنا، وأرسلت خطابًا إلى جميع الأوقاف التابعة لها، بما في ذلك الأقليات، طالبتهم بالمساعدة والتبرع في الحملة.
وكانت وزارة التعليم التركية قد أصدرت تعليمات إلى موظفيها بالتبرع لحملة التضامن الوطني التي أطلقها الرئيس، وذلك عقب إبلاغ شركة أنابيب البترول التركية موظفيها بخصم 400 ليرة من راتب شهر أبريل/ نيسان الجاري للتبرع للحملة.
ويأتي إطلاق أردوغان حملة تبرعات لمواجهة تداعيات كورونا، بعد حديثه في خطابات سابقة عن أن الأمور في تركيا تحت السيطرة، وإعلانه إطلاق حزمة اقتصادية لمواجهة كورونا تحت اسم “درع الاستقرار الاقتصادي”، بقيمة 100 مليار ليرة (قرابة 15.5 مليار دولار).
ويبدو أن ازمة كورونا في تركيا كانت أكبر من مكابرة أردوغان الذي تلجأ حكومته في كل أزمة فادحة للمواطن لينتشلها منها، بدلا من العكس.
حملة التبرعات التي دعا لها أردوغان هي الثانية في تركيا خلال ثلاثة أشهر، بعد حملة التبرعات التي أعقبت زلزال ألازيغ في يناير/ كانون الثاني الماضي لمساعدة متضرري الزلزال، والتي لم تسلم من الانتقادات خصوصًا وأن الحكومة تحصل منذ سنوات على ضرائب ورسوم من المواطنين تحت مسمى مواجهة الكوارث.
وواجه أردوغان انتقادات كبيرة من شخصيات سياسية، بعد أن أعلن عن تخصيص حساب بنكي لتلقي التبرعات من المواطنين لمواجهة وباء فيروس، معتبرين أن الحكومة عليها مساعدة مواطنيها وليس العكس.
وانتقد رئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو حملة التبرعات التي أطلقها الرئيس رجب أردوغان لمواجهة فيروس كورونا،
أحمد داود أوغلو نشر تغريدة على تويتر، قال فيها: “إن شعبنا محب للتضحية، لا يتكاسل عند الحاجة في تقديم روحه قبل ماله فداءً. تاريخنا مليء بأمثلة على ذلك. في مواجهة فيروس كورونا، دول العالم تقوم بتوزيع الأموال على مواطنيها، ولكننا نجمع من المواطنين التبرعات. ألا يوجد هنا شيء غير طبيعي؟”.
وفي السياق ذاته كانت رئيسة حزب الخير القومي، ميرال أكشنار قالت منتقدة: “في الوقت الذي كنا ننتظر فيه السيد أردوغان ليخرج علينا بمساعدات نقدية للمحتاجين، ماذا وجدنا؟ وجدناه يقول: تبرعوا بالأموال إلى الحساب رقم كذا، ولم يقل سنحول إلى حساباتكم البنكية الأموال”.
كما دعت أكشنارالرئيس أردوغان إلى التبرع بطائرته الفاخرة التي حصل عليها هدية من أمير قطر إذا كان صادقا في حملته.
–