أنقرة (زمان التركية) – زعم الصحفي التركي فاتح عطايلي، أن وزير الصحة لو كان يمتلك الصلاحيات الكافية لأصدر على الفور قرار فرض حظر التجوال، لمواجهك تفشي كورونا، ما يشير إلى خطورة الوضع.
وفي مقاله بصحيفة (خبر ترك) تناول الكاتب “عطايلي” تفاصيل لقائه مع وزير الصحة، فخر الدين كوجا، تحت عنوان “محادثة طويلة مع وزير الصحة”.
وأوضح عطايلي أنه تواصل هاتفيا مع وزير الصحة الذي قدم له معلومات بشأن معايير الفحوصات، كما ذكر عطايلي أنه استشعر خلال محادثته مع كوجا حرص الأخير على فرض حظر للتجوال أو تقييد حركة المواطنين قائلا: “ما استشعرته من حديثه مع كوجا أن حملة التصدي الفعلية للفيروس لم تبدأ بعد. لم يذكر الوزير هذا صراحة لكن هذا ما استشعرته” .
أضاف “يرى كوجا أن الإصابات ستتزايد وأن أهم عنصر في التصدي لهذا الفيروس هو الحجر الصحي والعزل الاجتماعي والمسافة الاجتماعية. بالتأكيد بعد نظافة اليدين! لم يصرح بهذا لكن كان هذا انطباعي… أثق أنه سيطبق حظر للتجوال أو تقييد مغادرة المواطنين لمنازلهم إن مُنح الصلاحية كاملة للتصرف في هذا الأمر”.
وكانن وزير داخلية تركيا، سليمان صويلو، قال يوم الأربعاء، إن فرض حظر التجول متعلق بدرجة التزام الشعب بالتدابير الاحترازية التي أعلنتها الحكومة لمواجهة وباء كورنا، الذي تقترب عدد الإصابات به محليا من 2000 إصابة.
الوزير التركي صرح خلال مقابلك مع قناة محلية في تركيا، بأن الكثافة داخل المدن انخفضت بنسبة 65%، فيما بلغت هذه النسبة بين الولايات أو المدن، 83%، معتبرًا ذلك إيجابيا.
وتعليقًا على نية الحكومة فرض حظر التجول في عموم تركيا، قال وزير الداخلية إنه “في حال التزم المواطنون بالتدابير الحالية التي أعلنتها الجهات المعنية في البلاد، لن يكون هناك داعٍ لحظر التجول”. وفق صحيفة (ديلي صباح) التركية.
أضاف: “إلا أنه في حال لم يكن الأمر كذلك، لا شك أننا سنضطر إلى اتخاذ خطوات وتدابير إضافية.”
تابع: “هذه المرحلة ديناميكية، ونتابعها لحظة بلحظة، ونتصرف وفق تعليمات وزارة الصحة واللجنة العلمية الخاصة بـ كورونا.”
وأوضح أن هناك بعض التدابير الأخرى التي يدرسونها حالياً، قبل فرض حظر التجول.
وكانت وزارة الداخلية التركية أصدرت الأسبوع الماضي قرارا بفرض حظر تجوال على كبار السن ممن يبلغون من العمر 65 عاما فيما فوق ويعانون من أمراض مزمنة، مع تسجيل جميع حالات الوفاة لكبار في السن.
وأمس الأول فرضت السلطات التركية، تدابير جديدة لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وزارة الداخلية التركية أصدرت تعميمًا لكل الولايات والأقضية بتحديد مواعيد العمل بجميع المحلات التجارية بين 9 صباحا وحتى 9 مساء كحد أقصى، كما ألزم تعميم الداخلية وسائل النقل العامة بتخفيض طاقتها الاستيعابية من الركاب إلى النصف.
وأعلنت وزارة الداخلية إغلاق كافة المرافق الخدمية العامة في عموم البلاد.
الوزارة حددت كذلك عدد الزبائن داخل المتاجر، بشكل يمنع الازدحام، كما أشارت في تعميمها إلى الحيلولة دون دخول زبونين في آن واحد إلى الدكاكين الصغيرة، وفرضت الداخلية على أصحاب المتاجر وضع إعلان بعدد الزبائن المسموح لهم التواجد داخل المتجر، وذلك بناء على مساحته.
وفي الشأن ذاته ألمح عمدة بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، في مقابلة تلفزيونية أمي إلة إن التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، يمكن أن تشمل فرض حظر تجوال شامل خلال الأيام المقبلة.
أكرم أوغلو أوضح لقناة “Fox TV”،أكد أن حظر التجوال المفروض على كبار السن في تركيا لا يعني أن الفيروس يصيب كبار السن فقط، مشددا على أن البلاد قد تضطر لاتخاذ قرارات أكثر تشددًا من بينها فرض حظر تجوال شامل.
وقال عمدة إسطنبول منتقدًا: “وصلني أمس عدد من مقاطع الفيديو، يظهر فيها مواطنين يلعبون كرة القدم، وآخرين يمارسون الرياضة… كل هذا إشارة على مدى استهتار الناس بالوضع. أقولها بشكل واضح: فرض حظر تجوال على كبار السن فوق سن 65 عامًا فقط، لا يعني أننا لن نفرض حظر تجوال شامل. لقد حدث ذلك في مناطق بالعالم. علينا أن نتعامل جميعًا مع الوضع بجدية”.
وفي السياق ذاته كان البروفيسور التركي خلوق شوك اوغراش، عضو هيئة التدريس بكلية جراح باشا للطب، قال إن تركيا التي سجلت أكثر من 1000 إصابة بفيروس كورونا، لم يعد أمامها خيار آخر سوى إعلان حظر التجوال في عموم البلاد لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد وإلا فإن أعداد الإصابات والوفيات ستتجاوز ما في إيطاليا.
وفي حوار على قناة (خبرترك) قال شوك أوغراش: “أعرف أن هناك جوانب صعبة لتنفيذ هذه الخطوة ولكن لم يعد هناك خيار آخر. لن نستطيع عرقلة انتشار هذا الفيروس بطريقة أخرى. أمامنا نموذج إيطاليا، وإن استمر الوضع في تركيا على هذا المنوال ستمتلئ وحدات العناية المركزة في غضون أسبوع أو أسبوعين. الاكتفاء بمطالبة المواطنين بملازمة منازلهم لن يفي بالغرض. إن استمرت معدلات الإصابة على هذا المنوال سنتجاوز إيطاليا في غضون أسبوع أو أسبوعين. التصدي للفيروس لن يتم بالرجاء والتمني”.
يشار إلى أنه صدرت تحذيرات من انهيار المنظومة الصحية في تركيا عقب انتشار فيروس كورونا.