مرسين (زمان التركية) – مع اتساع دائرة انتشار فيروس كورونا داخل تركيا، تتصاعد صرخات أهالي المعتقلين للمطالبة بالإفراج المؤقت عن ذويهم بسبب نقص شروط النظافة والتعقيم والتغذية والرعاية الطبية داخل السجون.
بحسب المصادر من دخل السجون التركية، فقد سجلت العديد من حالات الإنفلونزا والسعال الحاد بين المعتقلين، خاصة مع اكتظاظ السجون أكثر من طاقتها الاستعابية.
أحد أقارب المعتقلين قال: “تحدثت مع قريبي قبل قليل. الغرفة الواحدة تضم نحو 16 سجينًا، بينهم المصابون بأمراض الربو والسعال الحاد وآخرون لديهم أعراض الأنفلونزا. لا تتوافر لديهم أي مواد للتعقيم أو النظافة الشخصية”.
بالنسبة لسجن طرسوس في ولاية مرسين التركية فيضم نحو أربعة آلاف سجين جميعهم باتوا مهددين بالإصابة بفيروس كورونا، حسب ما أوضح نجل أحد المعتقلين داخل السجن.
وقال في تصريحاته: “والدي كبير في السن، يتواجد في سجن يضم نحو 4000 سجين. لا يقومون بالتعقيم بشكل دوري. رجال الأمن في السجن أيضًا لا يبالون بأي معايير للنظافة”.
النائب البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي والناشط الحقوقي، عمر فاروق جرجرلي أوغلو، أوضح أنه تلقى أنباء من داخل سجن أدرنة تشير إلى فرض حجر صحي بالسجن بعدما جاءت نتائج تحاليل ثلاثة من أفراد الشرطة إيجابية.
وقالت أنباء غير مؤكدة إن سجن كبسوت بمدينة باليكسير ظهرت به إصابة على الأقل بفيروس كورونا.
وزعمت سيدة في تصريح لموقع BOLD Medya أن زوجها المعتقل في سجن كبسوت منذ عام أصيب بفيروس كورونا، قائلة: “اتصل بي زوجي وأخبرني بثبوت إصابة بالفيروس داخل السجن ووضع الجميع داخل الحجر الصحي”.
وأعلنت تركيا الأحد تسجيل 289 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا “كوفيد -19” ، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 1236 حالة إصابة مؤكدة، كما سجلت 9 حالات وفاة جديدة ليرتفع عدد الوفيات إلى 30 حالة.
يشار إلى صدور مناشدات عدة من برلمانيين وحقوقيين بضرورة الإفراج عن المعتقلين في تركيا لمنع إصابتهم بفيروس كورونا الآخذ في الانتشار، وتحول السجون إلى بؤرة لانتشار المرض.
النائب المعارض جيهانجير إسلام، المستقيل مؤخرا من حزب السعادة التركي، حذر من أن فيروس كورونا قد ينتشر بين المعتقلين والمسجونين بسرعة كبيرة، مع استمرار انتشاره في الشارع التركي بوتيرة كبيرة.
قال جيهانجير إسلام: “يجب أن يخضع المعتقلون إلى معاملة مختلفة في مواجهة هذا التهديد الخطير، بموجب مبدأ احترام حقوق الإنسان. هناك من هم مصابون بالسرطان، ومن هم يعانون من أمراض مزمنة، ومن هم في سن أكثر من 40 عاما، كذلك يوجد داخل السجون الحوامل، والأطفال، وهناك من لا يجب محاكمتهم. يجب الإفراج بشكل عاجل عمن لا يوجد خطر من هروبهم”.
وكان عضو المجلس العلمي لمكافحة كورونا، ألباي أزاب، أشار إلى توقعات بأن “ترتفع معدلات الإصابة إلى نحو 5 آلاف حالة في غضون 3-4 أسابيع، لكن هذه النسبة الحساسة قد تبلغ 30 ألف حالة. لذا على المواطنين اتخاذ الإجراءات اللازمة والانصياع للتحذيرات. حينها فقط قد نتمكن من حصر الإصابات بين 3-4 آلاف حالة”.
وفي السياق المطالبة بالإفراج عن المعتقلين، دعا النائب عمرو فاروق جرجرلي أوغلو، في وقت سابق إلى إرجاء تنفيذ جميع أحكام الاعتقال في تركيا.
جرجرلي أوغلو قال: “في إيران تم إخلاء سبيل 70 ألف معتقل وفي البحرين تم إخلاء سبيل نحو ألف و500 شخص كانوا يقبعون داخل السجون. على تركيا أن تحذو حذوهما أيضا”.
وأضاف النائب وعضو لجنة تقصي حقوق الإنسان بالبرلمان: “يجب التفكير أولا في إخلاء سبيل ممن ترتفع احتمالات إصابتهم بالفيروس وهم كبار السن والأمهات بأطفالهن والمرضى. يمكن محاكمة هؤلاء الأشخاص من خارج القضبان على أية حال. يمكن إرجاء محاكمتهم لنحو عام على الأقل في ظل هذه الأوضاع”.
–