انقرة (زمان التركية) – قال الكاتب الصحافي والمحلل الاقتصادي التركي، مراد أوغلو، إن الوضع الاقتصادي في تركيا يضع الحكومة أمام خيران، إما اللجوء إلى صندوق النقد الدولي أو تطبيق التقشف، خصوصًا على القصر الرئاسي.
وكان وزير الخزانة والمالية برات ألبيراق، أعلن أنه: “سيتم تطبيق حزمة من الدعم والتدابير لدعم جميع القطاعات، على رأسها القطاعات الأكثر تضررًا” يأتي ذلم في ظل سيطرة الرعب على الشارع التركي، مع الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد.
وأعلن أمس عن أول وفاة بفيروس كورونا في تركيا، وارتفع عدد المصابين بالمرض إلى 98، بعد أن كان 47 في اليوم السابق.
الكاتب التركي قال: “للأسف، قمت بالبحث والتقصي، لم أجد طريقًا سهلًا للتعامل مع الأزمة. الاقتصاد التركي في وضعه الحالي لا يمكنه تحمل تداعيات هذا الفيروس”.
وأوضح أن رجال المال والأعمال لا يثقون في الحكومة التركية، مؤكدًا أنه لن يقوم أي مستثمر أجنبي بضخ استثمارات بالعملة المحلية التركية.
مراد أوغلو قال أيضًا: “لم يعد أمامنا المزيد من الخيارات! الوضع الحالي في تركيا يشير إلى أنها ستتجه إلى صندوق النقد الدولي… ألم يكونوا يسخرون ويقولون إن الصندوق طلب قرضًا من تركيا؟!”.
وأكد أنه على تركيا إتاحة قروض جديدة إذا كانت تريد تضميد جراحها سريعًا، قائلًا: “في الوقت الذي تكتسي الميزانيات باللون الأحمر بسبب الديون المتعثرة، يجب البحث عن حلول… ألا وهي توفير مصدر للتمويل. إذا قلنا إن البنوك قامت بالتخلص من ديونها المتعثرة، من سيتحمل ذلك؟ موازنة الدولة لا يمكنها تحمل ذلك! دون الدخول في المزيد من التفاصيل؛ ولكن يظهر في الأفق وكأن صندوق النقد الدولي يقدم يد العون لتركيا. لنقل إن صندوق النقد الدولي قبل بإقراض تركيا، ماذا سيكون حينها مصير 12 قصرًا رئاسيًا، و13 طائرة خاصة؟ سيقول لهم الصندوق وسيفرض عليهم الشروط: عليكم أن تديروا الاقتصاد بهذا الشكل، وتقطعوا المصروفات، ولا تزيدوا الرواتب، وإلا لن أقوم بإقراضك”.
أضاف: “سيقوم بتدقيق جميع الدفاتر الاقتصادية… سيقول أيضًا اكشف عن كافة اتفاقيات التجارة السرية الموقعة مع الموالين… هل يمكنه أن يقول ويطلب ذلك؟ نعم.. فهو من سيدفع ويسدد إن لم تقم الحكومة بذلك، سيقوم هو بالسداد بدلًا منها. لذلك ستحاول الحكومة التركية جاهدة التحمل والصمود حتى لا تلجأ إلى صندوق النقد الدولي وتنكشف اتفاقياتهم السرية. ولكن هل ستكون هذه الخطوة هي نهاية حزب العدالة والتنمية؟” هناك كثير من الأمثلة على تحولات وتقلبات أردوغان، لذا أعتقد أنه سيجد ذريعة لإضفاء الشرعية على طلب المساعدة من الصندوق”.
–