إدلب (زمان التركية)ـــ اضطرت الدورية التركية الروسية المشتركة الأولى على طريق اللاذقية – حلب الدولي “M4” في إدلب شمال سوريا، لاختصار مسارها بسبب قطع سكان إدلب الطريق رفضا لاتفاق موسكو بين الرئيسين رجب أردوغان وفلاديمير بوتين.
وزارة الدفاع الروسية، قالت في بيان اليوم، إن أول دورية مشتركة مع تركيا انطلقت على جانب من طريق M4 لكنها اختصرت مسارها “بسبب استفزازات مخططة من قبل عصابات مسلحة متطرفة غير خاضعة لتركيا”.
البيان قال “الإرهابيين حاولوا، من أجل تنفيذ استفزازاتهم، استخدام السكان المدنيين دروعا بشرية، بما في ذلك النساء والأطفال”.
ويقطع سكان إدلب طريق M4 لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على اتفاق موسكو الذي يحرمهم من العودة إلى المناطق التي نزحوا منها بسبب استمرار تواجد قوات الجيش الحكومي السوري بالمناطق التي وصلوا إليها.
الدفاع الروسية ذكرت أنه “تم منح وقت إضافي للجانب التركي لاتخاذ إجراءات خاصة بتحييد التنظيمات الإرهابية، وضمان أمن الدوريات المشتركة على الطريق M4”. وفق موقع (روسيا اليوم).
مسار الدورية الأولى المشتركة على الطريق M4، بدء من بلدة ترنبة الواقعة على بعد كيلومترين من مدينة سراقب، لكنها فشلت في بلوغ بلدة عين الحور.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد في وقت سابق باستمرار تجمهر مدنيين على طريق اللاذقية – حلب الدولي M4، وقطع الطريق بالإطارات المطاطية، بغرض لإعاقة سير الدورية الروسية – التركية المشتركة، وسط تحليق مكثف لطائرات استطلاع في سماء المنطقة.
وظهر اليوم عدد من المقاتلين في مقطع فيديو وتحدث أحدهم: “بأنهم متواجدين على M4 ويتوعدون الدورية المشتركة باستهدافها في حال جرى تسييرها”.
وكانت هيئة تحرير الشام أعلنت رفضها ما تم التواصل إليه بين الرئيسان التركيّ والروسي في قمّة موسكو بشأن إدلب ودعت في بيان عنوانه “اتفاقية موسكو.. سرابٌ جديد”، مسلحيها بـ “الاستمرار في خوض المعارك” ضد النظام والقوات الروسية.
ويخدم اتفاق موسكو تركيا في وقف تدفق المهاجرين ومنع سقوط المزيد من القتلى من الجنود الأتراك، لكنه يعزز أيضا المكاسب الأخيرة التي حققتها القوات الحكومية السورية بينما لا تزال نقاط المراقبة التركية محاصرة، فيما يحرم سكان إدلب من العودة إلى المناطق التي نزحوا منها.
وبعد ما كان أردوغان يهدد بمواجهة عسكرية مع الجيش الحكومي السوري إذا لم ينسحب من منطقة خفض التصعيد، توصل خلال لقاء موسكو في الخامس من الشهر الجاري مع الرئيس فلاديمير بوتين إلى اتفاق لم تعلن كل بنوده، نص على وقف إطلاق النار في إدلب، وإنشاء ممرا آمنا بطول 6 كم إلى شمال وجنوب الطريق “M4” في سوريا، ووصفت عدة أطراف هذا الاتفاق بأنه غامض وهش.
وأعلنت روسيا وتركيا أنه تم الاتفاق يوم الجمعة على تفاصيل “اتفاق موسكو” الأخير بشأن إدلب شمال سوريا، والذي توصل إليه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب أردوغان، بعد تعرض قوات الجيش التركي في سوريا لخسائر بشرية ومحاصرة نقاط مراقبته.
وقتل 59 جنديا تركيا في اشتباكات بالمنطقة منذ الشهر الماضي لكن وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير منذ الخامس من مارس /آذار.