برلين (زمان التركية)ـــ تعتبر تركيا أكثر الدول اعتقالًا للصحافيين بين 180 دولة حول العالم، ويواجه الخطر ذاته كل من هو معارض سواء كان فنانا أو أكاديميا أو حتى مواطنا عاديا.
كل من يعارض الرئيس رجب أردوغان أو حكومته يكون مصيره الاتهام بتهم مجهزة مسبقا مثل الانتماء لتنظيم إرهابي، أو إهانة الرئيس، أو دعم الانقلاب، لتكون هذه أكثر فترات تركيا سوادًا.
بحسب تقارير الحريات الصادر عن منظمة “Freedom House” في السنوات الثلاث الأخيرة، فإن تركيا انتقلت من تصنيف الدول الحرة جزئيًا إلى الدول غير الحرة.
آخر ضحايا نظام أردوغان كان مجموعة الصحفيين من موقع (أودا تي في) وصحيفتس (يني تشاغ) و(يني ياشام) بتهمة الكشف عن هوية ضابط استخباراتي قتل في ليبيا من خلال الأخبار التي نشروها.
كل هذا التدهور في ملف الحريات في تركيا، حذر منه رئيس مجموعة سامان يولو الإعلامية، التابعة لحركة الخدمة هدايت كاراجا، المعتقل في سجون أردوغان منذ سنوات.
في عام 2015 حيث كانت حكومة أردوغان تستعد للاستيلاء على بعض المجموعات الإعلامية، مثل مجموعة إيباك وفضاء التي كانت تنضوي تحتها أكبر القنوات والصحف التركية، مثل صحيفتي زمان وبوجون ووكالة جيهان للأنباء، كان كاراجا حذر زملائه الصحفيين من السكوت على محاولات قمع الإعلام الحر، مؤكدا أن السلطة إذا ما خوفت اليوم بعض الصحفيين ووسائل الإعلام فإنها ستتشجع على تكميم أفواه جميع القنوات والصحف في المستقبل، داعيا إياهم إلى التضامن في هذا الصدد.
تحذيرات هدايت كاراجا، جاءت في صورة خطاب من داخل محبسه في إسطنبول، في شهر مارس/ أذار 2015، ونشر في جريدة “NRC Handelsblad” الهولندية.
كارجا أكد في خطابه أن كافة وسائل الإعلام والصحف في خطر كبير، قائلًا: “ضمان بقاء حرية الصحافة، مرتبط بوقوف المؤسسات الإعلامية وراء القيم الديمقراطية، بالرغم من الضغوط التي تتعرض لها”.
وشدد كاراجا على أنه سيواصل نضاله من أجل أن تكون تركيا أكثر ديمقراطية وأكثر حرية، وأكثر قابلية للعيش، وأن تمتلك البلاد ديمقراطية وفقًا لمعايير الاتحاد الأوروبي، وأن تحترم حريات التعبير.
إلا هذه التحذيرات لم تجدِ نفعا ولم تجدْ آذانا صاغية لها في ذلك الوقت وتمكن نظام أردوغان من الاستيلاء على أقوى وسائل الإعلام في تركيا وسط سكوت مطبق من وسائل لإعلام الأخرى، وبذلك قام بإزالة أحجار عثرة كانت تقف أمام مؤامرة الانقلاب الفاشل في غياب الإعلام الحر المؤثر ليفرض أردوغان نظام الرجل الواحد بكل سهولة دون أي مقاومة.
لكن سكوت بعض وسائل الإعلام بل دعمها لما فعل بشقيقاتها قبل 5 سنوات لم ينقذها حيث بدأت آلة القمع تتوجه اليوم إليها أيضا وكأنها تصدق المثل التركي القائل: “لا تضحك على جارك فتصاب بما أصابه”.
–