أنقرة (زمان التركية) – هاجم نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، خلال الحفل التأسيسي لحزبه الجديد “الديمقراطية والتقدم (DEVA)” الذي عقد أمس الأربعاء، نظام الحكم الرئاسي في تركيا، مؤكدًا على ضرور الاعتراف بحقوق الأكراد.
علي باباجان انتقد التعديلات الدستورية التي أجريت بموجب الاستقتاء الشعبي عام 2017، والتي نقلت البلاد إلى نظام الحكم الرئاسي الذي جعل البرلمان والأجهزة القضائية غير فعالة، لافتًا إلى أن كافة المشكلات التي تواجهها تركيا في الوقت الراهن هي نتيجة تحول البلاد إلى النظام الرئاسي بدلًا من النظام البرلماني.
وجه باباجان انتقادات لبعض مؤسسات الدولة، وأولها مجلس التعليم العالي (YÖK)، موضحًا أنه سيقوم بغلقه بسبب تحوله إلى معوق لعملية التعليم في تركيا.
لم يكن تصريح باباجان بخصوص مجلس التعليم العالي، هو الوحيد، وإنما أثار موجة كبيرة من الجدل، بعد أن أعلن أنه سيقوم بإلغاء كافة المراسيم الجمهورية الصادرة عن رئيس الجمهورية أردوغان، في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016.
كما أوضح باباجان أنه في حالة وصوله إلى سلطة البلاد سيقوم بإلغاء نظام التجنيد القائم حاليًا، الذي يقوم بتطبيق نظامي التجنيد الإجباري والإعفاء من التجنيد مقابل سداد مبالغ مالية، مشيرة إلى أهمية وضرورة الانتقال إلى بالجيش إلى نظام احترافي.
وتطرق باباجان إلى أزمة الحريات في البلاد، خاصة حرية الصحافة، مؤكدًا أن حزبه سيجعل الديمقراطية وحرية الصحافة حجر الأساس لنظامه، لتحقيق الحريات والتعددية في المجتمع التركي.
وتأتي خطوة تأسيس حزب الديمقراطية والتقدم بعد ثمانية أشهر من إعلان نائب رئيس الوزراء الأسبق، علي باباجان، استقالته من المجلس التأسيسي لحزب العدالة والتنمية، مرجعا ذلك إلى “خروج الحزب عن مسيرته ومبادئه التي أسس عليها”.
وانتقد رئيس الحزب الجديد حظر حكومة حزب العدالة والتنمية الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وحجبها، بسبب المنشورات والآراء المنتقدة لها، مؤكدًا أنه سيقوم بإجراء تعديلات على القوانين المنظمة للإنترنت ليكون متوافقًا مع المعايير الدولية، وبشكل لا يشكل تضييقًا على حرية التعبير.
كما شدد على أن الديمقراطية ستكون العامل الرئيسي في حل الأزمة الكردية، مقدمًا وعودًا بحرية استخدام المواطنين للغاتهم الأصلية دون التقيد باللغة التركية.
وفصل باباجان قائلا: “لن نجعل الاعتراف بحقوق الأكراد رهينة مكافحة تنظيم حزب العمال الكردستاني.. بل سنعترف بكل حقوقهم من جانب وسنكافح التنظيم الإرهابي من جانب آخر”.
وتوقفت مفاوضات السلام بين حكومة الرئيس رجب أردوغان وحزب العمال الكردستاني بشكل مفاجئ في 2015، ورفض أردوغان استئنافها مجددا رغم مطالبات العديد من التيارات لإنهاء حالة الصراع المستمرة منذ أكثر من 30 عاما.
ويضم حزب باباجان، وزراء سابقين من حزب العدالة والتنمية وأعضاء حاليين بالبرلمان هم: سعد الله أرجين، ونيهاد أرجون، وسلمى عليا كاواف، بالإضافة إلى النائبان السابقان عن حزب العدالة والتنمية محمد أكمين وإدريس شاهين والنائب المستقل مصطفى ينير أوغلو.
وتقول معلومات إن لجنة مؤسسي الحزب تضم 90 إسما وأن 27 من مؤسسي الحزب من النساء، وأن عدد النساء والشباب يشكلون 50 بالمائة من القائمة.
ويعتبر علي باباجان ثاني رئيس حزب سياسي يدخل الساحة السياسية في 2020 من رحم حزب العدالة والتنمية الحاكم.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو أعلن نهاية العام الماضي عقب انشقاقه هو الآخر عن العدالة والتنمية تأسيس حزب المستقبل.