أنقرة (زمان التركية)ـــ أعلن الرئيس التركي رجب أردوغان وقوع خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، الذي تم التوصل إليه خلال اتفاقية موسكو الأسبوع الماضي، ووجه رسالة إلى النظام السوري.
وقال أردوغان في اجتماع الكتلة النيابية لحزب “العدالة والتنمية” بالبرلمان: “منذ الآن بدأ خرق وقف إطلاق النار بإدلب ولو بشكل بسيط، وننتظر من روسيا اتخاذ التدابير اللازمة حيال هذا الأمر”.
أردوغان قال أن موافقة تركيا على وقف إطلاق النار المؤقت “ليست بسبب عجزها عن مواجهة النظام السوري والتنظيمات الإرهابية، بل لرغبتها في إيجاد حل لأزمة إدلب يمكن قبوله من كافة الأطراف” بحسب وكالة (الأناضول).
وبعد ما كان أردوغان يهدد بمواجهة عسكرية مع الجيش الحكومي السوري إذا لم ينسحب من منطقة خفض التصعيد، توصل خلال لقاء موسكو في الخامس من الشهر الجاري مع الرئيس فلاديمير بوتين إلى اتفاق لم تعلن كل بنوده، نص على وقف إطلاق النار في إدلب، ووصفت عدة أطراف هذا الاتفاق بأنه غامض وهش.
وقال أردوغان اليوم إن تركيا لن تكتفي بالرد المماثل على أصغر هجوم قد تتعرض له نقاط المراقبة التركية بسوريا، بل سترد بقوة أكبر.
وتابع الرئيس التركي، فيما يبدو أنه قلق من هجوم محتمل: “نراقب عن كثب تحشّد النظام السوري وداعميه من الميليشيات قرب خط وقف إطلاق النار، وسنوجه لهم ضربات قاسية حال مخالفتهم لوعودهم”.
ولفت إلى أن مدى التزام النظام السوري وداعميه من الميليشيات الطائفية باتفاق وقف إطلاق النار “ليس معلوما”.
وأشار إلى أن العمليات التي أجرتها تركيا في إدلب بشكل فعلي طيلة شهر كامل وعملية “درع الربيع” التي أطلقتها هناك، كلها تعكس عزم أنقرة على منع التهديدات القائمة على الحدود التركية.
واستطرد قائلا: “عازمون على إبعاد التنظيمات الإرهابية وقوات النظام الأسدي الطائفي عن حدودنا الجنوبية، والأسد الذي يقتل الأطفال والمدنيين تلقى درسا قويا في عملية درع الربيع ورأى بعينه قوة جيشنا”.
وأكد أن إنهاء الأزمة السورية “يكمن في إيجاد حل دائم يضمن وحدة أراضي هذا البلد، وعلى المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهود في هذا الخصوص”.
الحل سهل في إدلب!
وفيما يخص القوات الكردية، قال أردوغان: “لا يمكن طمس وإخفاء الحقائق من خلال إطلاق اسم قسد أو ي ب ك على منظمة بي كا كا الإرهابية” في إشارة انتماء العناصر الكردية المسلحة لحزب العمال الكردستاني.
أردوغان خاطب النظام السوري في موقف نادر قائلا: “أدعو النظام السوري وداعميه إلى تحرير ثلث سوريا من احتلال تنظيم ي ب ك/ بي كاكا الإرهابي، وعندما تتمكنون من ذلك، فإن حل الازمة القائمة في إدلب وباقي المناطق سيكون سهلا”.
وأكد أن أمن نقاط المراقبة التركية الموجودة في إدلب تأتي في مقدمة أولويات تركيا، وأن أنقرة تعمل حاليا على جعل وقف إطلاق النار في إدلب دائما.
ولفت إلى أن تركيا لا تنوي احتلال الأراضي السورية ولا مواجهة القوى الموجودة بالمنطقة، بل تسعى لحماية الحدود التركية وحماية حياة ملايين الأشخاص في إدلب.