أنقرة (زمان التركية) – عصفت أجواء متوترة بالاجتماع الذي جمع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، ورئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، واستمر لنحو ساعة و45 دقيقة.
وذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن أردوغان، الذي يُزعم مغادرته للاجتماع أمس فجأة، طالب قادة الاتحاد الأوروبي بتقديم مزيدًا من الدعم المادي إلى تركيا من أجل اللاجئين وهو ما أثار توترات خلال اللقاء.
وجاءت زيارة أردوغان إلى بروكسيل بعد قراره فتح حدود تركيا أمام عبور المهاجرين واللاجئين الموجودين ضمن أراضيها.
وخصصت التايمز البريطانية مساحة كبيرة لجولة أردوغان في بروكسل يوم الإثنين، حيث أفادت الصحيفة أن أردوغان ومسؤولي الاتحاد الأوروبي عجزوا عن التوصل لاتفاق خلال اللقاء الذي تم بينهم بالأمس وأن أردوغان لم يقدم أية تعهدات بشأن وقف تدفق اللاجئين على اليونان.
وأضافت التايمز البريطانية أن أردوغان غادر اللقاء ولم يكمله بعد مطالبته الاتحاد الأوروبي بتقديم مزيد من الدعم المادي لأجل اللاجئين.
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن لقاء أردوغان مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، ورئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، الذي استمر لنحو ساعة و45 دقيقة شهد أجواء متوترة، حيث اتهم أردوغان الاتحاد الأوروبي بعدم استقبال اللاجئين بأعداد كافية وعدم تقديم الدعم المادي الكافي لتركيا لإيواء اللاجئين وعدم الالتزام باتفاقية اللاجئين الموقعة بين أنقرة وبروكسل في عام 2016 ومن ثم غادر الاجتماع فجأة.
أردوغان يطالب بمزيد من الدعم المادي
وذكر موقع بي بي سي في نسخته التركية نقلا عن صحيفة التايمز أن أردوغان طالب الاتحاد الأوروبي بتجديد الاتفاقية التي تقترح تقديم مساعدات مادية بقيمة 6 مليارات يورو إلى تركيا بجانب تقديم مزيد من الدعم المادي إلى أنقرة.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، قد أشارت في تصريحاتها عقب اللقاء إلى اختلاف وجهات النظر مع تركيا بشأن المغزى الفعلي من الاتفاق الموقع في عام 2016 والبنود التي لم يتم تنفيذها.
وكان رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، قد أعلن أن مسؤولي الطرفين سيجتمعان خلال الأيام المقبلة لتوضيح عملية تنفيذ الاتفاق وبحث ما إن كانوا يقفون على أرض مشتركة أم لا.
وتداولت الصحف الإنجليزية الأخرى العديد من الأخبار بشأن زيارة أردوغان إلى بروكسل، حيث ذكرت الجارديان أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي أقروا بخوضهم في محادثات صريحة مع أردوغان.
ومن جانبها ذكرت الفايننشال تايمز أن الاتحاد الأوروبي طالب بعقد اتفاق مع تركيا لن يتأثر بالتغييرات المحتملة مستقبلا.
هذا وأشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى احتمالية تقديم الاتحاد الأوروبي مزيدا من الدعم المادي إلى تركيا شريطة إبقائها اللاجئين خارج حدود الاتحاد.
وقال أردوغان ”الأزمة النابعة من سوريا، بجوانبها الأمنية والإنسانية تهدد منطقتنا بل وكل أوروبا… لا تملك أي دولة أوروبية رفاهية أن تواصل التعامل بلامبالاة“.
وأضاف ”نتوقع دعما ملموسا من كل حلفائنا في المعركة التي تخوضها تركيا بمفردها… حلف الأطلسي يمر بمرحلة حرجة ينبغي خلالها أن يظهر دعما واضحا“.
ولا يوجد لدى الاتحاد الأوروبي ما يقدمه فيما يتعلق بالدعم العسكري في سوريا، التي ندد بتورط تركيا فيها. ولوح التكتل المؤلف من 27 دولة، حيث معظم الدول حلفاء لأنقرة في حلف شمال الأطلسي، بخيار تقديم المزيد من المساعدات لكن في الوقت المناسب وبشروط.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قبل المحادثات مع أردوغان ”تشير الأحداث على الحدود اليونانية التركية بوضوح إلى ضغط بدوافع سياسية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي“.
وأضافت في مؤتمر صحفي يوم الاثنين ”التوصل إلى حل لهذا الموقف يتطلب تخفيف الضغط الموجود على الحدود“.
* شرط مسبق
في الوقت ذاته، يحاول الاتحاد الأوروبي دعم اليونان حيث يقول إن 42 ألف مهاجر تقطعت بهم السبل على الجزر بينهم نحو 5500 طفل دون مرافقين.
وعرضت فرنسا والبرتغال وفنلندا وألمانيا ولوكسمبورج استقبال بعضهم، وقالت برلين إن بوسعها استقبال ما يصل إلى 1500 قاصر في المجمل. ومن المقرر أن يبحث وزراء الهجرة في الاتحاد الأوروبي المسألة في بروكسل يوم الجمعة.
ويحرص الاتحاد الأوروبي على تجنب تكرار أزمة المهاجرين التي وقعت في عامي 2015 و2016 وشهدت دخول أكثر من مليون لاجئ، أغلبهم من الشرق الأوسط وآسيا، إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر تركيا واليونان.
وأوقف الاتفاق الذي أبرمه التكتل مع تركيا في 2016 هذا التدفق إلى حد كبير، وهو اتفاق يأمل الاتحاد الأوروبي في إنقاذه، على الرغم من أن تركيا تخشى الآن وصول موجة لاجئين جديدة إليها بسبب تصاعد القتال في سوريا.
ويقول الاتحاد الأوروبي إنه دفع حتى الآن نحو نصف المبلغ الذي تعهد به وهو ستة مليارات يورو لمساعدة تركيا على توفير مساكن ومدارس ومراكز طبية للاجئين على أراضيها. ولوح التكتل باحتمال تقديم مزيد من المساعدات.
وينص اتفاق عام 2016 أيضا على استقبال الاتحاد الأوروبي آلاف اللاجئين السوريين بشكل مباشر من تركيا ومنح الأتراك حق دخول التكتل دون تأشيرات وتحقيق تقدم أسرع في محادثات انضمام تركيا للاتحاد.
لكن العلاقات بين الجانبين توترت بعد محاولة انقلاب في تركيا في يوليو تموز 2016. وانتقد الاتحاد الأوروبي نطاق الحملة الأمنية التي نفذها أردوغان ضد المعارضة بعد الانقلاب الفاشل وجمد فعليا محاولة تركيا الانضمام لعضويته.
وقالت فون دير لاين بعد نحو 40 دقيقة من المحادثات ”عبرنا للرئيس أردوغان بشكل واضح عن التزامنا بتحقيق تقدم في هذه القضايا بشرط أن يكون الأمر متبادلا“.
وأبلغ الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج اجتماعا مع أردوغان بأن التحالف استثمر بالفعل أكثر من خمسة مليارات دولار في تركيا بما في ذلك على قواعد عسكرية ومواقع رادارات.
–