نيويورك (زمان التركية) – تعليقا على دفع تركيا اللاجئين للهجرة نحو أوروبا من أجل الضغط على الاتحاد الأوروبي لتوفير مساعدات مالية وعسكرية؛ نشرت وكالة (بلومبرج) الأمريكية مقالًا حول الأزمة، أوضحت فيه أن تركيا لا توجد لديها أي نية لترك اللعب بورقة أزمة المهاجرين التي تستخدها في مواجهة الاتحاد الأوروبي.
وأكدت “بلومبرج” أن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي تراجعت بنسبة كبيرة، بسبب تهديدات أردوغان لليونان، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي مشغول في الوقت الحالي بمواجهة فيروس كورونا المستجد.
أردوغان كان قد قال في تصريحات جديدة له أول أمس الأحد: “بعد التطورات الأخيرة في إدلب، خلقنا فرصًا للاجئين للذهاب إلى المكان الذي يريدونه”.
وأشارت الوكالة إلى أن الأزمة والتوترات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ازدادت سوءًا وتصعيدًا بعد سماح أردوغان للاجئين بالعبور إلى الأراضي الأوروبية، مشيرة إلى أن قوات الأمن اليونانية تصرفت بعنف مع المهاجرين غير الشرعيين، الأمر الذي دفع الأحزاب السياسية اليمنية في دول الاتحاد الأوروبي للتعاطف معهم وتقديم الدعم لهم.
وقال أردوغان ”الأزمة النابعة من سوريا، بجوانبها الأمنية والإنسانية تهدد منطقتنا بل وكل أوروبا… لا تملك أي دولة أوروبية رفاهية أن تواصل التعامل بلامبالاة“.
وأضاف ”نتوقع دعما ملموسا من كل حلفائنا في المعركة التي تخوضها تركيا بمفردها… حلف الأطلسي يمر بمرحلة حرجة ينبغي خلالها أن يظهر دعما واضحا“.
ولا يوجد لدى الاتحاد الأوروبي ما يقدمه فيما يتعلق بالدعم العسكري في سوريا، التي ندد بتورط تركيا فيها. ولوح التكتل المؤلف من 27 دولة، حيث معظم الدول حلفاء لأنقرة في حلف شمال الأطلسي، بخيار تقديم المزيد من المساعدات لكن في الوقت المناسب وبشروط.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قبل المحادثات مع أردوغان ”تشير الأحداث على الحدود اليونانية التركية بوضوح إلى ضغط بدوافع سياسية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي“.
وأضافت في مؤتمر صحفي يوم الاثنين ”التوصل إلى حل لهذا الموقف يتطلب تخفيف الضغط الموجود على الحدود“.
* شرط مسبق
في الوقت ذاته، يحاول الاتحاد الأوروبي دعم اليونان حيث يقول إن 42 ألف مهاجر تقطعت بهم السبل على الجزر بينهم نحو 5500 طفل دون مرافقين.
وعرضت فرنسا والبرتغال وفنلندا وألمانيا ولوكسمبورج استقبال بعضهم، وقالت برلين إن بوسعها استقبال ما يصل إلى 1500 قاصر في المجمل. ومن المقرر أن يبحث وزراء الهجرة في الاتحاد الأوروبي المسألة في بروكسل يوم الجمعة.
ويحرص الاتحاد الأوروبي على تجنب تكرار أزمة المهاجرين التي وقعت في عامي 2015 و2016 وشهدت دخول أكثر من مليون لاجئ، أغلبهم من الشرق الأوسط وآسيا، إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر تركيا واليونان.
وأوقف الاتفاق الذي أبرمه التكتل مع تركيا في 2016 هذا التدفق إلى حد كبير، وهو اتفاق يأمل الاتحاد الأوروبي في إنقاذه، على الرغم من أن تركيا تخشى الآن وصول موجة لاجئين جديدة إليها بسبب تصاعد القتال في سوريا.
ويقول الاتحاد الأوروبي إنه دفع حتى الآن نحو نصف المبلغ الذي تعهد به وهو ستة مليارات يورو لمساعدة تركيا على توفير مساكن ومدارس ومراكز طبية للاجئين على أراضيها. ولوح التكتل باحتمال تقديم مزيد من المساعدات.
وينص اتفاق عام 2016 أيضا على استقبال الاتحاد الأوروبي آلاف اللاجئين السوريين بشكل مباشر من تركيا ومنح الأتراك حق دخول التكتل دون تأشيرات وتحقيق تقدم أسرع في محادثات انضمام تركيا للاتحاد.
لكن العلاقات بين الجانبين توترت بعد محاولة انقلاب في تركيا في يوليو تموز 2016. وانتقد الاتحاد الأوروبي نطاق الحملة الأمنية التي نفذها أردوغان ضد المعارضة بعد الانقلاب الفاشل وجمد فعليا محاولة تركيا الانضمام لعضويته.
وقالت فون دير لاين بعد نحو 40 دقيقة من المحادثات ”عبرنا للرئيس أردوغان بشكل واضح عن التزامنا بتحقيق تقدم في هذه القضايا بشرط أن يكون الأمر متبادلا“.
وأبلغ الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج اجتماعا مع أردوغان بأن التحالف استثمر بالفعل أكثر من خمسة مليارات دولار في تركيا بما في ذلك على قواعد عسكرية ومواقع رادارات.
–