برلين (زمان التركية)_ في تناقض عجيب؛ يعيد الرئيس التركي رجب أردوغان طرح فكرة استخراج البترول من شمال سوريا لتمويل إنشاء مشروع “المنطقة الآمنة” من عائداته، بعد أن تفاخر قبلها بأيام بأن تركيا الوحيدة التي لا تفكر في الاستفادة من النفط السوري، ليكرر تصريحاته المتناقضة وينفيها كلما اقتضت الظروف.
أردوغان قال إن تركيا طلبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تبادل إدارة حقول النفط في محافظة دير الزور السورية “بدلا أن يديرها الإرهابيون” في إشارة إلى الأكراد، وذكر أن “بوتين يدرس عرض إدارة حقول دير الزور وقد نتقدم بعرض مماثل لترامب”. نقل ذلك صحفيون رافقوا أردوغان خلال رحلة عودته اليوم من بروكسل.
والتقى أردوغان مع بوتين الخميس الماضي في قمة موسكو التي اتفق فيها الجانبان على وقف إطلاق النار في إدلب، فيما لا تزال البنود الكاملة للاتفاقية غير معلنة.
يأتي ذلك بعدما قال أردوغان يوم 29 فبراير/ شباط الماضي في حديثه باجتماع المشرعين في إسطنبول إن تركيا لا تسعى إطلاقاً لمغامرة في سوريا أو توسعة حدودها، وأنها تريد فط إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كم شمال سوريا للاجئين، ووجه رسالة إلى دمشق، قائلا “لا داعي لقلق سوريا بشأن النفط أو الأرض، فنحن نريد تأمين حدودنا بمنطقة آمنة”.
تصريح أردوغان الذي أكد فيه أنه لا يطمع في نفط سوريا، سبقه تصريح متناقض تماما في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي خلال مشاركته في المنتدى العالمي الأول للاجئين في جنيف، طرح فيه أردوغان نفس المقترح الذي يعرضه اليوم لضمان سرعة إنشاء مشروع “المنطقة الأمنة” في ظل عدم دعم الاتحاد الأوربي، وقال وقتها: “تعالوا لنستخرج البترول الموجود في هذه الآبار التي يسيطر عليها الإرهابيون في سوريا. ونسكن هؤلاء اللاجئين في المساكن والمدارس التي سنقوم بإنشائها” وقصد أردوغان بالإرهابيين المقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب الكردية.
جاء ذلكذلك بعد أن كرر أردوغان في الأشهر السابقة لهذا الاجتماع الحديث عن أن بلاده الوحيدة التي لم تفكر في الانتفاع من البترول السوري وأن كل ما يهمها حياة الإنسان، وذكر أن تركيا رفضت جميع العروض التي تقترح عليها تقاسم النفط السوري.
ومع حديث أردوغان عن أنه سيعرض أمر تقاسم البترول على الرئيس دونالد ترامب، تجدر الإشارة هنا إلى أن وزارة الدفاع الروسية اتهمت الولايات المتحدة العام الماضي بتأمين عمليات تهريب النفط السوري إلى خارج البلاد، ونشرت أدلة على ذلك، مرفقة بصور من الأقمار الصناعية ترصد تحرك صهاريج نفط من سوريا إلى خارج الحدود.
–