أنقرة (زمان التركية) – دعا الرئيس التركي، رجب أردوغان، حلف الناتو إلى تلبية طلب تركيا للحصول على دعم الحلف بدون تأخير.
وعقد أردوغان مؤتمرا صحفيًا عقب اللقاء المغلق الذي استمر لنحو ساعة مع الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ.
ننتظر دعما ملموسا
وأوضح أردوغان أن الدول الأوروبية لا تتمتع برفاهية عدم المبالاة بالأزمة الإنسانية والمواجهات المندلعة في سوريا، قائلا: “نحن عضو الناتو الوحيد الذي اشتبك وجها لوجه مع تنظيم داعش الإرهابي وقدم شهداء في سبيل هذا. ننتظر دعما ملموسا من سائر حلفائنا. نحن في عصر يستوجب إظهار الناتو تضامنا مع حلفائه. السيد الأمين العام للحلف أفاد أن الأعمال مستمرة داخل الحلف وأن الحلف يتابع الأحداث الجارية. أبلغناه بتقييماتنا لمسألة الهجرة غير النظامية.
أضاف أردوغان تعليقا على الانتقادات الموجهة له بالسماح للمهاجرين، بعبور الحدود نحو أوروبا: “اتهام أحد حلفاء الحلف ودولة مجاورة له تركيا بالتسبب في موجة الهجرة غير النظامية أمر غير منطقي. تركيا تعزز قوة الناتو والناتو أيضا يعزز قوة تركيا. ما نطالب به هو إسهام الناتو في الدفاع عن تركيا. ومن المهم تقديم الحلف للدعم الذي طالبنا به دون تأخير”.
الناتو: سنتدخل لاحقًا
من جهته أبدى أمين عام حلف الناتو ينس ستولتينبيرج تعاطفًا مع ما تواجهه تركيا في شمال سوريا، إلا أنه لم يقدم وعدا صريحا بتوفير الدعم الذي تطلبه أنقرة، وقال إن الحلف سيتدخل لاحقا بعدما توجد تركيا حلا طويل الأمد للأزمة في سوريا.
وتطلب أنقرة من الناتو فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا لحماية القوات التركية في إدلب والتي تعرضت لهجمات مباشرة الأسبوعين الماضيين سقط فيها بحسب ما أعلن الرئيس التركي مؤخرا 59 جنديًا.
الرئيس التركي رجب أردوغان شارك في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف الناتو جينس ستولتينبيرج، عقب إجراء مباحثات مع الممثلين الدائمين لدول الاتحاد الأوروبي في الحلف.
ستولتينبرج قال في تصريحاته: “لقد تحدثنا قبل قليل عن وضع خطير للغاية. وقف إطلاق النار مستمر في إدلب، وقد رأينا تراجعا في معدلات العنف خلال الأيام الماضية”.
وأوضح أن تركيا هي الدولة الأكثر تأثرًا وتضررًا بأعمال العنف، قائلًا: “لم يتأثر أي من حلفائنا بهذه الأحداث مثل تركيا. عمليات القصف التي تقوم بها قوات الأسد والقوات الروسية، دون التفرقة بين المدنيين والمسلحين، تتسبب في كارثة إنسانية. تركيا تتحمل عبئا ثقيلا”.
وحول الدعم الذي تنتظره تركيا من حلف الناتو قال ستولتينبرج “على تركيا أن تقوم بما يقع على عاتقها من أجل إيجاد حل طويل الأمد للأزمة. وسيقوم حلف الناتو بلعب الدور الذي سيقع على عاتقه فيما بعد”.
وكان الرئيسان التركي والروسي رجب أردوغان توصلا خلال قمة موسكو في الخامس من الشهر الجاري إلى اتفاق لم تعلن جميع بنوده بعد يقضي بوقف إطلاق النار في إدلب، وهو ما دخل حيز التنفيذ بالفعل، إلا أن الاتفاق وصف من أطراف متعددة بالهش والغامض الذي لا يخدم الاستقرار طويل الأمد في شمال سوريا.
أردوغان كان قد دعا أعضاء حلف الناتو إلى اجتماع طارئ في يوم 28 فبراير/ شباط الماضي، أي بعد يوم واحد لسقوط العشرات من قواته في قصف جوي على إدلب، وقال: “لقد شاركنا المعلومات مع حلفائنا، واستشرنا في الأمر”.
وقال ستولتينبرج: “لقد أكدت في اجتماع الناتو على أهمية تحقيق الدعم الإضافي الذي طلبه حليفنا من الناتو، بشكل عاجل. إن تركيا هي حدود سوريا، وفي الوقت نفسه هي الحدود الجنوبية الشرقية لحلف الناتو. إن الأزمة السورية، تهدد منطقتنا وكذلك كافة أوروبا ببعديها الأمني والإنساني”.
وفي تصريحات سابقة قال الأمين العام لحلف الناتو، جينس ستولتينبيرغ، حول تولي حلف الناتو دورا في فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، “من غير الصحيح وضع أي تخمين في هذا الأمر”، مشيرًا إلى أن الأهم في هذه المرحلة هو تحقيق تقدم في المباحثات السياسية.
وقال ينس ستولتينبيرغ في تصريحاته أن حلف الناتو يقدم الدعم “بالفعل” لتركيا، مذكرا بنشر بطاريات صواريخ الدفاع الجوي باترويت التابعة لإسبانيا في جنوب تركيا في وقت سابق.
–