أنقرة (زمان التركية) – ناقش الكاتب الصحافي أحمد تاكان، احتمالية وجود مواد سرية في الاتفاقية الموقعة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حول إدلب السورية.
تكان نشر مقالا جريدة كوركوسوز (Korkusuz) بتاريخ 7 مارس/ أذار الجاري، تحت عنوان “هل هناك مواد سرية في اتفاقية موسكو؟.
قمة موسكو، عقدت يوم الخميس الماضي، بين كل من الرئيس رجب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وخلصت إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الأطراف في إدلب بشكل خاص، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن بنود الاتفاقية ستعلن بشكل كامل خلال أسبوع.
يبدو أن العواصف قد هدأت حاليًا بين أردوغان وبوتين، بعد أن اشتعلت وكادت أن تصل إلى حرب بين البلدين، عقب الهجوم على تمركز للقوات التركية في إدلب أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين من الجنود الأتراك.
الكاتب الصحافي أحمد تاكان أوضح أنه تم الإعلان عن ثلاث مواد (فقط) في الاتفاق، وأنه كان اسمًا دون مسمى، مستدلاً على ذلك بـ”ظهور بوتين أمام الشاشات بابتسامته الخبيثة المعتادة التي يستلذ فيها بمذاق النصر”.
وأشار الكاتب، الذي سبق أن عمل مستشارًا للرئيس السابق عبد الله جول، إلى أنه بالتوقيع على هذا الاتفاق لن يكون هناك وجود لاتفاق سوتشي السابق، وستحل محلها “اتفاقية موسكو”، ولفت إلى تصريح مثير صدر من رئيس معهد القرن الـ21 التركي الخبير الاستراتيجي جاهد أرماغان ديلاك، حيث نقل عنه قوله: “أعتقد أنه لا توجد اتفاقية على أرض الواقع. لقد أعلنوا إقامة منطقة آمنة حول طريق M4 من أجل إنقاذ اليوم فقط. من المحتمل أن الاتفاقية تتضمن بنودًا سرية، واتخذ الطرفان بعض القرارات لكنهما لم يكشفاها للرأي العام، بل سنطلع عليها عند تطبيقها على أرض الواقع”.
وكذلك نقل تاكان عن الخبير الاستراتيجي ديلاك تأكيده على أن الاتفاق بين أردوغان وبوتين لا يحتوي على أي مادة أو إشارة إلى سحب قوات الجيش السوري من مناطق تواجده الحالية، وأن الدليل على ذلك هو أن الدوريات الأمنية التي سيتم تسييرها بالتعاون المشترك بين القوات التركية والروسية ستبدأ من غرب مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، بمعنى أن ما حصل عليه الجيش السوري على الساحة سيبقى تحت سيطرته.
واليوم قالت وزارة الدفاع التركية إن وفدا عسكريا روسيا سيلتقى بآخر تركي غدا الثلاثاء في العاصمة أنقرة لبحث بنود الاتفاقية التي تم التوصل إليها عقب اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في الخامس من مارس/آذار الجاري في موسكو.
ووفق وزارة الدفاع التركية “سيبدأ الاجتماع ، الذي سيعقد مع اللجنة العسكرية الروسية في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في موسكو في 5 مارس 2020 ، يوم الثلاثاء 10 مارس في أنقرة”.
وكانت تقارير قالت إن الوفدان سيركزان على التنسيق الأمني في محيط طريق أم 4 البري وإخلاء “هيئة تحرير الشام” للمنطقة والتي تفرض نفوذها بها.
وذكرت صحيفة جمهوريت التركية أمس أن الوفدين سيجتمعان هذا الأسبوع في أنقرة لبحث التنسيق الأمني في محيط طريق أم 4 البري في إدلب، حيث سيشهد اللقاء وضع خارطة طريق لانسحاب هيئة تحرير الشام والجماعات التابعة لها من مساحة 6 كم بشمال وجنوب طريق أم 4 البري الذي يمر من منتصف إدلب وتسيطر عليه هيئة تحرير الشام والجماعات التابعة لها وجماعات المعارضة المسلحة المعتدلة.
وخلال المرحلة الأولى سيتوجب التمييز في محيط طريق أم 4 البري بين الجماعات المتعاونة مع الجيش التركي والجماعات المدرجة ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية الخاصة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ومن المنتظر أن يبحث الوفد التركي الإجراءات المتخذة في حال رفض هيئة تحرير الشام والجماعات التابعة له الانسحاب من المنطقة خلال اللقاءات التي سيجريها مع الوفد الروسي في أنقرة، حيث ستكون هذه الإجراءات حاسمة للدوريات التي سيبدأها الجنود الأتراك والروس بامتداد خط أم 4 في إدلب.
هذا ومن المنتظر أن تشهد إدلب أولى الدوريات المشتركة بين تركيا وروسيا في الخامس عشر من مارس/ آذار الجاري.
من جانبها أعلنت هيئة تحرير الشام رفضها ما تم التواصل إليه بين الرئيسان التركيّ والروسي في قمّة موسكو بشأن إدلب.
“تحرير الشام” أصدرت أمس السبت بيانا عنوانه “اتفاقية موسكو.. سرابٌ جديد”، وطالبت مسلحيها بـ “الاستمرار في خوض المعارك” ضد النظام والقوات الروسية.
لكن الهيئة قدمت كذلك الشكر إلى تركيا، معتبرة أن أنقرة “ستنقض الاتفاق لسببين، الأول يكمن في سعي موسكو تمكين الأسد بالسيطرة على إدلب، فيما يتمثل السبب الثاني بـ”غموض الاتفاق”.
–