دمشق (زمان التركية)ـــ قال الرئيس السوري بشار الأسد إن هناك شروطًا قبل الحديث عن عودة العلاقات بين سوريا وتركيا مجددًا ووجه رسالة إلى الشعب التركي، معتبرا أن الرئيس رجب أردوغان “يقتل جنوده في سوريا”.
وفي لقاء مع قناة (روسيا 24) أذيع بذات اليوم الذي توصل فيه الرئيسان التركي والروسي لاتفاق خلال قمة موسكو الثنائية بوقف إطلاق النار في إدلب، بشار الأسد ردا على سؤال المذيع يفغيني بريماكوف، حول إن كان هناك “أمل في حصول تواصل بين تركيا وسورية بالتدريج” اشترط الأسد اولا أن تبتعد تركيا عن “دعم الإرهابيين”.
وقال بشار الأسد مشيرا إلى وجود لقاءات سابقة على المستوى الاستخباراتي غرضها إبعاد تركيا عن دعم مسلحي المعارضة “بالنسبة لنا في سورية، وبالنسبة لكم -روسيا-، تركيا هي بلد جار، ومن الطبيعي أن تكون لديك علاقات سليمة مع الدولة الجارة.. من غير الطبيعي تحت أي عنوان، أو بسبب أي ظرف، أن تكون العلاقات سيئة. فإذاً سؤالك، هل من الممكن؟ طبعاً ممكن.. لكن لا يمكن أن نصل إلى هذه النتيجة وأردوغان يدعم الإرهابيين.. لابد من التخلي عن دعم الإرهاب.. عندها تعود الأمور. لأن العداء غير موجود بين الشعبين.. العداء سببه أحداث سياسية، أو سياسات ترتبط بمصالح خاصة، أما على مستوى الوطن السوري وعلى مستوى الوطن التركي، فلا يوجد خلافات ولا توجد تناقضات، لذلك نعم، الجواب: لابد أن تعود هذه العلاقات طبيعية”.
بشار الأسد اعتبر أن أردوغان استجاب للسياسة الأمريكية المتمثلة في استبدال “الأنظمة العلمانية” بأنظمة إخوانية، وقرر أن يبني تعامله مع سوريا بهدا المبدأ، قائلا: “لم نقم بأي عمل ضدهم.. لم ندعم أي قوى ضدهم.. كنا نعتقد بأنهم جيران وإخوة. لكن الانتماء الإخواني لأردوغان أقوى من كل هذا الكلام.. فهو عاد إلى انتمائه الأصلي، وبنى سياسته مع سورية بناءً على هذه الحالة.. أي الانتماء للإخوان المسلمين. والمعروف أن الإخوان هم أول مجموعة اعتمدت العنف واستخدام الدين من أجل الوصول إلى السلطة”.
أضاف الرئيس السوري في الحوار الذي جاء بعد مقتل أكثر من 30 جنديا تركيا بغارة سورية في إدلب “الآن لو طرحنا سؤالاً، لماذا يموت الجنود الأتراك في سورية؟ ماهي القضية؟ ما هو الخلاف؟ لا توجد قضية.. حتى أردوغان غير قادر على أن يقول الآن للأتراك لماذا يرسل جيشه ليقاتل في سورية.. لأن القضية وحيدة، هي قضية إخوانية لا علاقة لها بالمصالح العليا التركية، وإنما لها علاقة بإيديولوجيا أردوغان، وبالتالي على الشعب التركي أن يموت فقط من أجل هذه القضية، لذلك هو لا يستطيع أن يشرح الآن للشعب التركي لماذا يُقتل جنوده في سورية”.
بشار الأسد وجه رسالة إلى الشعب التركي “الشقيق”، قال فيها: “أنا أسأل الشعب التركي، ماهي قضيتكم مع سورية؟ وما القضية التي يستحق أن يموت من أجلها مواطن تركي؟ ما العمل العدائي الصغير أو الكبير الذي قامت به سورية تجاه تركيا خلال الحرب أو قبل الحرب؟ غير موجود على الإطلاق. هناك تزاوج، هناك عائلات مشتركة، هناك علاقة مصالح يومية بين سورية وتركيا، هناك في تركيا مجموعات أصلها عربي سوري، وهناك مجموعات في سورية أصلها تركي.. فهذا التداخل موجود عبر التاريخ، لذلك من غير المنطقي أن يكون هناك خلاف بيننا وبينهم”.
يشار إلى أن هناك طيفا من المعارضة التركية يمثلها حزب الشعب الجمهوريت ترى وجوب عودة العلاقات مع دمشق مجددًا وضرورة سحب القوات التركية من سوريا.
حول هجوم الرئيس أردوغان الدائم عليه وانقلاب العلاقة بعد الصداقة إلى العداء، قال بشار الأسد “التقيت بشخصيات تنتمي للإخوان المسلمين من دول عديدة، هو واحد منهم من تركيا.. هناك من كان من مصر.. هناك من كان من فلسطين وغيرهم، الكل قام بالعمل نفسه، كان يقول كلاماً جميلاً جداً عن سورية أو عن علاقة شخصية معي، ولكن عندما تتغير الأمور هو ينقلب ضده؟؟ هؤلاء هم الإخوان المسلمون، لا توجد لديهم أخلاق سياسية ولا أخلاق اجتماعية ولا أخلاق دينية. بالنسبة لهم الدين ليس خيراً وإنما عنف.. هذا هو مبدؤهم، لذلك من الطبيعي أن يقوم أردوغان بما قام به طالما أنه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين. الانتهازية.. عدم الوضوح.. الكذب المستمر.. هذا جزء من طباعهم”.
يذكر أن الرئيسان الروسي والتركي توصلا خلال قمة موسكو الخميس الماضي، إلى اتفاق ينص على الاعتراف بوحدة الأراضي السورية، ويتبنى وقف إطلاق النار في إدلب وإنشاء ممر آمن وتسيير دوريات مشتركة روسية تركية، وذلك بعد أن كان أردوغان يصر على تراجع الجيش السوري عن المناطق التي دخلها مؤخرا والخروج من مناطق خفض التصعيد، بعد محاصرة نقاط المراقبة هناك.
–