(زمان التركية)ـــ استفزت بلدية إيطالية الحكومة التركية بمنحها زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل في تركيا منذ سنوات عبد الله أوجلان “المواطنة الفخرية”.
ومنحت بلدية “فوسالتو” أوجلان المعتقل في سجن جزيرة إمرالي قرب مدينة بورصا غرب تركيا منذ عام بمنح 1999 “المواطنة الفخرية”.
واعتبرت وزارة الجارجية التركية، إجراء البلدية الإيطالية بمثابة “تطور يبعث على الخجل و يتجاهل الجرائم الخطيرة ضد الإنسانية التي ارتكبها هذا القاتل”.
أضافت الخارجية في بيان “إن محاولات شرعنة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، وهي مسؤولة عن قتل أكثر من 40 ألف شخص بريء ولها سجل حافل بالجرائم مثل الاتجار بالمخدرات والبشر وغسيل الأموال واختطاف الأطفال وغيرها والمدرجة في قائمة المنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي، وكذلك شرعنة زعيمها، هي محاولات عقيمة. هذه المحاولات تتعارض كليا مع روح التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب”.
وطالب البيان الحكومة المركزية “بإبداء التعاون في المكافحة ضد المنظمة الإرهابية حيال هذه المحاولة التي تشكل أحدث مثال لقرارات مماثلة اتخذتها بعض الحكومات المحلية في إيطاليا، وكذلك محاولات مماثلة قد تحدث بعد ذلك”.
يذكر أن الحكومة التركية رفعت الأسبوع الماضي العزلة المفروضة على زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، واثنان من القادة الأكراد المعتقلين، وسمحت لهم بلقاء عائلي وفق ما أفاد محاموهم.
مكتب “عصرين” للمحاماة الذي يتولى الدفاع عن أوجلان المعتقل منذ عام 1999، قال في بيان خطيّ تعليقًا على السماح بلقاء عائلي لكل من عبد الله أوجلان والقياديين السابقين في حزب العمال الكردستاني عمر خيري كونار وفيسي أكتاش وعائلاتهم، إن اللقاء جاء بعد رفع العزلة المفروضة على المعتقلين في سجن إمرالي، نتيجة تصاعد ردود الفعل من قبل المجتمع الديمقراطي، وعلى رأسهم الشعب الكردي، عقب نشوب حريق بالقرب من سجن جزيرة إمرالي حيث يقبع فيه أوجلان.
وأكد البيان أن سياسات العزلة المفروضة على المعتقلين في سجن إمرالي حرمتهم من حقوقهم القانونية للقاء محاميهم وأسرهم، مشيرًا أن الأمر يوصف بأنه ابتزاز للمعتقلين وذويهم، كما أنه يعتبر ضربة موجهة إلى إرادة الشعوب في أمن وسلام جنبًا إلى جنب، على حد قوله.
وكانت جزيرة امرالي تعرضت في 27 فبراير/ شباط الماضي إلى حريق ورفضت السلطات السماح للمحامين وأسر السجناء بزيارة زويهم للإطمئنان عليهم، الأمر الذي سبب قلقا عند الأسر وعند أنصار أوجلان.
وكشف البيان أن القياديين أكدوا لأسرهم عن حدوث حريق قرب السجن، إلا أن الحالة الصحية لهم جيدة ولم يتأثروا بالحريق.
يذكر أن بعض المحللين يشيرون إلى احتمالية توجه الرئيس رجب أردوغان إلى العودة لمفاوضات السلام الرامية إلى حل المشكلة الكردية في تركيا بعد 5 سنوات من الانقطاع، وذلك بالتزامن مع تحول أردوغان من الحاضنة الروسية إلى الحاضنة الأمريكية التي تعتبر نفسها حامية الأكراد في المنطقة.
_