نيويورك (زمان التركية) – تناولت وسائل الإعلام والصحف العالمية القمة الثنائية بين تركيا وروسيا بشأن إدلب، بالتحذير تارة وبالسخرية من الرضوخ التركي تارة أخرى.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية حذرت من أن الاتفاق الموقع بين تركيا وروسيا بشأن إدلب يوم الخميس الماضي، قد يحتوي على مخاطر كبيرة.
أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فقد رأت أن موافقة فلاديمير بوتين على تطبيق وقف إطلاق النار هي محاولة من الرئيس الروسي لحماية مشروعه لتقسيم حلف الناتو. الصحيفة بدأت خبرها بعبارة: “في الوقت الذي يستقبل فيه الرئيس الروسي نظيره التركي في موسكو، يقوم بحماية مشروعه الخاص بتقسيم حلف الناتو على المدى البعيد”.
وتوقعت الصحيفة ألا ينجح هذا الاتفاق بشكل كبير في إيقاف الاشتباكات والصراع في سوريا، كغيره من الاتفاقيات السابقة.
مدير مركز كارنيجي الروسي، دكتور ديمتري ترينين، أكد أن العلاقات بين بوتين وأردوغان تطورت عقب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، قائلًا: “الوفاء هو الشيء الأهم بالنسبة لبوتين. سلام سيء أفضل من حرب جيدة. بوتين الذي يرى نفسه ويراه من حوله ملكًا، يرى أن العلاقات الدولية هي عمل الملوك أنفسهم. بوتين يريد أن يكون قيصر روسيا، وأردوغان يريد أن يكون سلطان تركيا”.
أما مجلة “واشنطن إكزامينر”، الداعمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سخرت من أردوغان في مقال لها بعنوان “أردوغان ركع لبوتين”.
في حين أن وكالة ديوتيش فيليه الألمانية أوضحت أن هذا الاتفاق سبقه العديد من الاتفاقيات وقرارات وقف إطلاق النار، ولكن لم يطبق أي منها، مشيرة إلى أن فتح تركيا حدودها مع اليونان وبلغاريا، تسبب في توتر علاقات أنقرة مع الاتحاد الأوروبي.
جريدة “Middle East Eye” البريطانية أوضحت أن قوات النظام السوري وروسيا وتركيا ثلاثتهم الفائزون في الاتفاق، وأن الخاسرين هم المعارضة السورية والمهاجرون السوريون.
وتوصل أردوغان وبوتين خلال قمة موسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب وممر آمن وتسيير دوريات مشتركة روسية تركية، وذلك بعد أن كان أردوغان يصر على تراجع الجيش السوري عن المناطق التي دخلها مؤقتا والخروج من مناطق خفض التصعيد، بعد محاصرة نقاط المراقبة هناك.
وكان الباحث المتخصص في الشأن التركي، محمد أبو سبحة، قال: “ما أراه أن أردوغان عاد خاوي الوفاض من قمة موسكو ولم ولن يوقف جيش النظام السوري عن التقدم في إدلب وما عاد بإمكانه استعادة منطقة خفض التصعيد ولا فك الحصار عن نقاط المراقبة التركية، وتهديداته السابقة ثبت أنها جعجعة فارغة. الاتفاقات مع روسيا كلها مسكنات، وفي النهاية لن يجد بُدا من الرحيل عن سوريا، قرارات أستانا وسوتشي استفادت منها موسكو وطهران ودمشق وأي اتفاقات قادمة بالمثل، ستظل المعارضة السورية تخسر ما في يديها بسبب انسياقها وراء أردوغان..”.
https://www.facebook.com/abosebha/posts/2752494564798221