برلين(زمان التركية) _حول التمويلات الضخمة التي يخصصها الرئيس التركي رجب أردوغان لإدارة أنشطة استخباراتية في أوروبا تحت ستار ديني، تناول الكاتب د. أيمن سمير في مقاله بصحيفة “البيان” انتباه فرنسا لمخطط حكومة حزب العدالة والتنمية الذي فضحته من قبل ألمانيا والسويد.
وجاء في المقال:
تدخلات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب والمتطرفين لا تقتصر على المنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا، بل وصلت للدول الأوروبية بعد أن كشف نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عن «خلايا وميليشيات أردوغانية» تعبث بالأمن الأوروبي، وتسعى لتقويض الدولة الوطنية الأوروبية من خلال نشر بؤر ومجموعات شديدة التطرف عبر القارة الأوروبية.
فإذا كانت ميليشيات منظمة «صادات» و«اللواء مراد» تنشر الإرهاب والمرتزقة في المنطقة العربية هناك منظمة «ديتيب» و«الذئاب الرمادية» تنشر المتطرفين وجواسيس أردوغان في القارة الأوروبية، فكيف فضحت باريس المخطط الأردوغاني في أوروبا ؟ وما هي خيارات النمسا وألمانيا وهولندا وغيرها من الدول الأوروبية لمواجهة ميليشيات أردوغان في أوروبا.
تمويلات ضخمة
رغم تقارير المفوض الأوروبي لمكافحة الإرهاب، والتي أشارت خلال السنوات الأخيرة إلى قيام تركيا بزرع عناصر وخلايا إرهابية تحت مسمى دعم العمل الإنساني والمساجد في أوروبا، إلا أن زيارة ماكرون الأخيرة لتولوز كشفت عن سعي تركي حثيث لتقويض الدول الأوروبية عبر تمويلات ضخمة وصلت لأكثر من 35 مليون يورو للنشاط السياسي لمسجد واحد يضم عشرات العملاء الذين يتجسسون على معارضي أردوغان، وينشرون الفكر الإرهابي في أقصى جنوب غرب فرنسا بعد أن حول أردوغان المساجد لمقرات سياسية تدعو لـ«العثمانية الجديدة» وتأوي المتطرفين والمتشددين.
واللافت لفرنسا أن هناك تماهياً كاملاً بين أجندة الإرهابيين في أوروبا وأجندة أردوغان، حيث لاحظت مخابراتها قيام المساجد التابعة لأردوغان مثل مسجد النور الكبير في تولوز بالترويج لمشروعات أردوغان السياسية، إذ نشر هذا المسجد خريطة لتركيا العثمانية وهي تضم أراضي من الموصل والعراق شرقاً حتى المغرب غرباً، ومن الصومال وإريتريا جنوباً حتى شبه جزيرة القرم شمالاً، والأمر ذاته في ألمانيا وبلجيكا والنمسا.
حيث وصفت المخابرات الألمانية البؤر الإرهابية التركية بأنها ساحة لنشر الأفكار الخاصة بأردوغان وليس لهم علاقة من قريب أو بعيد بالدين الإسلامي، وحذرت المخابرات الألمانية من دعم أنقرة للأئمة الأتراك وتمويل المساجد والجمعيات الإسلامية للقيام بأدوار سياسية ودعم المتشددين، وهو ما دفع الكثير من الدول الأوروبية لإغلاق عدد كبير من المساجد التي يديرها أتراك.
والامتناع عن استقبال أئمة جدد من تركيا بعدما تأكد لديها أن الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية منظمة «ديتيب» تمول أنشطة مشبوهة، ويستخدم أردوغان المنظمة كجزء من شبكات التحكم في الأتراك المغتربين من أجل أهدافه الخاصة، كما تشكل منظمة «الذئاب الرمادية القومية» التركية خطراً كبيراً على الأمن الأوروبي، حيث تعمل في فرنسا والنمسا وألمانيا وبلجيكا.
عبء كبير
لقد أصبح وجود الأتراك الموالين لأردوغان عبئاً أمنياً كبيراً على أوروبا، حيث هناك تقديرات أمنية أوروبية تقول أنه لو قام كل شخص من الملايين الأتراك الثلاثة بمراقبة 500 شخص أوروبي بما يعني أن خطر هذه الجماعات كبير للغاية.
_