أنقرة (زمان التركية) – اعتبر المحلل الأمني الروسي، بافل فيلغنهاور، أن الهجوم الذي أسفر عن استشهاد 33 جنديا تركيا في إدلب مساء الخميس الماضي أفسد خطط الرئيس فلاديمير بوتين لإبعاد نظيره التركي رجب أردوغان عن الغرب.
وفي مقاله بصحيفة Novaya Gazeta الروسية تطرق فيلغنهاور إلى العلاقات التركية – الروسية، حيث ذكر فيلغنهاور أن حلم الكرملين كان يتمحور حول إبعاد أردوغان عن الغرب وإضعاف الناتو بهذه الطريقة.
وأضاف فيلغنهاور أن روسيا أنفقت على هذا الأمر أكثر ما أنفقته على أولمبياد سوتشي، وضرب أمثلة على هذا بمحطة أقويو النووية وخط الغاز ومنح قرض إلى تركيا للحصول على منظومة الاس 400 دون معرفة ما إن كانت ستتمكن من سداده أم لا، كما لفت إلى أن بوتين تباحث شخصيا مع أردوغان وغفر له إسقاط مقاتلة روسية من طراز سوخوي 24 في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام.
وقال منتقدا: “كل هذه الجهود وعشرات المليارات من الدولارات ذهبت هباء باستهداف الجيش السوري للرتل التركي في إدلب”.
هذا وأفاد فيلغنهاور أن هذا الهجوم قد يكون حركة استفزازية نفذتها حكومة الأسد عن عمد لدفع روسيا وتركيا إلى الاصطدام ضد بعضهما البعض.
وبالأمس أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، انطلاق عملية “درع الربيع” في شمال غرب سوريا، كما قررت أنقرة عدم عرقلة اللاجئين الراغبين في العبور إلى أوروبا.
ومن المقرر أن تزور ممثلة أمريكا الدائمة لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، أنقرة مساء اليوم الاثنين.
ومع زيادة حدة الاشتباكات بين قوات الجيش السوري والقوات المسلحة التركية والتي أسفرت الخميس عن استشهاد أكثر من 30 جنديا تركيا، هددت موسكو باستهداف الطائرات التركية في أجواء إدلب.
وقالت تقارير إن واشنطن ربما تقدم دعما عسكريا محدودًا لتركيا لمواجهة أزمة إدلب الآخذة في التصاعد.
وطلبت تركيا من الولايات المتحدة نشر صواريخ باتريوت الأمريكية على حدودها الجنوبية مع سوريا، لتوفير الغطاء الجوي لها في إدلب، إلا أن واشنطن لم تبدي موقفا متحمسا حيال ذلك.
من جهة أخرى قالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم غلق المجال الجوي فوق إدلب في شمال شرق سوريا بقرار من الحكومة السورية، مؤكدة أنها بذلك لا تضمن الأمان للطائرات الاعتراضية التابعة لتركيا.
وقال رئيس مركز التصالح بين الأطراف في سوريا، التابع لروسيا، أوليج جورافليوف: “إن الحكومة السورية اضطرت إلى إعلان غلق المجال الجوي، نظرًا للتدهور المفاوجئ في الأوضاع في المجال الجوي لإدلب”.
من جهة أخرى، أحبطت اليونان دعم الناتو تركيا، وقالت إن على أنقرة الاتزام أولا باتفاقية اللاجئين الموقعة بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة من أجل حصولها على تعزيزات عسكرية من حلف الناتو.
وعقب المكالمة الهاتفية بين أردوغان وترامب، قال محللون إن الدعم الأمريكي المتوقع لتركيا غرضه الحد من النفوذ الروسي في شمال سوريا، حيث انها القوة العسكرية الأكبر هناك.
وتعرقل روسيا حتى الآن أي هجوم كبير لتركيا في إدلب، وتلوم أنقرة على دعمها للمعارضة السورية المسلحة.
–