أنقرة (زمان التركية) – بينما تتجه الأنظار نحو روسيا للبحث عن دورها في القصف السوري الذي أوقع 36 عسكريًا تركيًّا -بحسب الأرقام الرسمية- في إدلب، يثير موقف أنقرة الصامت تجاه موسكو علامات استفهام.
المثير أن الرئيس التركي رجب أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية يتجنبان توجيه أي اتهامات مباشرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو استهدافه بشكل مباشر، بينما ترى وسائل الإعلام الدولية أن روسيا هي من تقف وراء الهجوم.
الكاتب الصحافي في جريدة “حريت” الموالية لأردوغان، سدات أرجين، لفت إلى تجنب أردوغان توجيه أي تصريحات صريحة لروسيا، قائلًا: “إن الجهات الرسمية التركية تتصرف وكأن روسيا ليس لها دور في الخسائر التي تحدث في إدلب منذ فترة طويلة، ويلقون بالمسئولية كاملة على نظام بشار الأسد. ولكن قد حان الوقت منذ زمن أن نعلن أن روسيا هي المسؤولة عما يحدث في روسيا”.
أرجين وجه انتقاداته لروسيا، قائلًا في مقاله المنشور أمس السبت الموافق 29 فبراير / شباط: “الطائرات الحربية السورية هي من نفذت الهجوم. ولكن لا يمكننا أن نتجاهل حقيقة الدور الروسي المتحالفة مع نظام بشار الأسد، والمشاركة له في ذلك. الاستراتيجية العسكرية المتبعة في إدلب منذ بداية الأحداث، تدور حول القيام بتعاون عسكري في ضو التخطيط المشترك للعمليات بالتعاون بين الروس والسوريين”.
وأوضح أن الأسبوع الماضي شهد أيضًا استشهاد اثنين من الجنود الأتراك داخل دبابة في مدينة سراقب، إثر تعرضهم لقصف من قبل طائرات روسية، لافتًا إلى أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت في اليوم نفسه، وأمام العالم أجمع، أنها ضرب دبابة في إدلب من خلال قصف جوي.
وأكد أرجين على وجود حاجة ملحة، لا يمكن تأجيلها أكثر من ذلك، لإعادة النظر في السياسات الخارجية بشكل كلي، مشددًا على ضرورة أن تكون العلاقات التركية الروسية أكثر توازنًا.
وأوضح أن تركيا تطلب الدعم من حلف الناتو للوقوف أمام الهجمات الروسية التي تشنها على القوات التركية المتواجدة في شمال سوريا، وخاصة في إدلب، مما يدل على أنها ليس بمقدورها التصدي لهذه الهجمات بمفردها.
وتعرقل روسيا حتى الآن أي هجوم كبير لتركيا في إدلب، وتلوم أنقرة على دعمها للمعارضة السورية المسلحة.
وقال الرئيس التركي رجب أردوغان، اليوم السبت، متحدثًا لأول مرة بعد مقتل 33 جنديًا في غارة جوية استهدفت القوات التركية في إدلب شمال سوريا، إنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إفساح الطريق للجيش التركي ليتعامل مع النظام السوري بشكل مباشر.
وتشير تصريحات أردوغان إلى منع القوات الروسية أي هجوم عسكري تركي مباشر على الجيش السوري.