موسكو (زمان التركية) – أثار تقرير روسي موجة من الجدل حول سيادة تركيا على ولاية هطاي الحدودية مع سوريا، في ظل حديث عن أطماع أنقرة لضم إدلب إلى أراضيها.
وكالة سبوتنيك الروسية وصفت في نسختها الإنجليزية، “هطاي” بأنها “الولاية المسروقة”، وطرحت سؤالًا: “لماذا منحت فرنسا تركيا هذه المدينة الواقعة على أطراف سوريا قبل 80 عامًا؟”.
وقالت الوكالة في تقريرها: “إن مدينة هطاي انتقلت إلى السيادة التركية، عن طريق استفتاء مثير للجدل ومشكوك فيه في عام 1939″، وأضافت: “لقد خسرت تركيا إجمالي 54 عسكريًا في إدلب خلال شهر فبراير / شباط الماضي. أما الأسد وحلفاؤه الروس، فيتهمون تركيا بأنها لا تنفذ تعهداتها التي تنص على الفصل بين الجماعات المتشددة والمقاتلين الآخرين”.
يأتي التقرير بالوقت الذي خرجت فيه مطالبات بضم مدينة إدلب إلى تركيا عقب قصف الجنود الأتراك فيها الأسبوع الماضي، لكن الرئيس اردوغان قال في خطاب له أمس إن تركيا ليس لديها أطماع توسعية في سوريا لا تفكر في استخراج النفط منها.
وأوضح تقرير الوكالة أن لواء الإسكندرون الواقع في أطراف الحدود السورية كان تابعًا للدولة السورية، ولكنه دخل ضمن السيادة التركية، ويمثل للأتراك أهمية كبيرة، مشيرة إلى أن المنطقة التي يطلق عليها ولاية هطاي التي تضم لواء الإسكندرون وأنطاكيا تعرضت لإبادة جماعية للأرمن.
وأشارت إلى أن مصطفى كمال أتاتورك وقع على اتفاقية لوزان في عام 1923 والتي تحدد حدود الدولة التركية، لافتة إلى أن منطقة هطاي انتقلت فجأة إلى السيادة التركية في عام 1939 لتصل إلى الوضع الحالي.
وأوضحت أن هطاي كانت تحت السيطرة الفرنسية، إلى أن تم توقيع اتفاقية لوزان، ولكنها نظمت استفتاءً مثيرا للشكوك قبل الحرب العالمية الثانية مباشرة، وانتقلت هطاي للسيادة التركية.
وفي عام 1945 حصلت سوريا على استقلالها، ورفضت الاعتراف بأن هطاي جزر من الأراضي التركية، إلا أنه لم يتم الحديث عن هذا الأمر كثيرًا إلى أن جُرَّ الجيش التركي للحرب في سوريا.
ولفتت “سبوتنيك” إلى أن مدينة هطاي كانت تضم قبائل تركية وعربية وتركمانية وعلوية وأرمنية ويونانية، ولكن أنقرة أحدثت تغييرا ديموغرافيا من خلال توطين الأتراك فيها لتتريكها، مشيرة إلى أن العلاقات السورية التركية كانت متوترة بسبب أزمة هطاي لعشرات السنوات.
يذكر أن حكومة أردوغان اعتقلت الكاتب والأكاديمي المشهور دوليًّا سدات لاجينير في عام 2015 بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، وذلك لمجرد انتقاده سياستها الخاصة بسوريا، من خلال نشر صورة تظهر فيها مدينة هاطاي ضمن الأراضي السورية معلقًا عليها: “آمل أن لا نفقد مدينة هاطاي في الوقت الذي نسعى إلى ضمّ أجزاء من الأراضي السورية إلى أراضينا”.
وفي الوقت الحالي ينقل الجنود الأتراك ومعداتهم العسكرية بعد تجميعهم في هطاي إلى شمال سوريا، وباعتبارها أقرب نقطة يزور الولاية وزير الدفاع وقائد الجيش والرئيس في أوقات الأزمات لمتابعة العمليات العسكرية في سوريا عن قرب.
–