إدلب (زمان التركية)ــ قصفت مروحيات حربية اليوم الإثنين، محيط نقطة مراقبة تركية أخرى في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وتعرضت نقطة المراقبة التركية المنشأة حديثا في منطقة كنصفرة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، لقصف جوي تضارب الأنباء حول تنفيذه من قبل سلاح الجو السوري أو الروسي دون معلومات عن وقوع عن خسائر بشرية.
من جانبها ردت القوات التركية بقصف صاروخي مكثف على مواقع جيش النظام السوري بريفي إدلب الشرقي والجنوبي. وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
يأتي ذلك بعدما قصفت المقاتلات الحربية الروسية أمس محيط نقطة مراقبة تركية في بلدة “إحسم” بجبل الزاوية.
وكان الجيش التركي أنشأ خلال الساعات الماضية أربعة نقاط عسكرية جديدة بريف إدلب الجنوبي، الأولى بالقرب من احسم وبالقرب من كنصفرة وبين كنصفرة والبارة وبالقرب بسامس الواقعة جميعها بريف إدلب الجنوبي.
من جهة أخرى قصقت المقاتلات الروسية قرى كوكبة والفطيرة بجبل الزاوية، بالتزامن مع اشتباكات متواصلة بين مسلحين مدعومين من تركيا، وقوات النظام.
وتقدم الجيش السوري في ريف غدل الجنوبي مسيطرا على 9 مناطق على الأقل خلال الساعات الماضي، ليرتفع عدد المناطق التي باتت خارجة عن سيطرة المعارضة في محافظة إدلب منذ بدء الهجوم البرية في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي إلى 111.
اتهم المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، تركيا بإمداد مسلحي المعارضة السورية بأسلحة ثقيلة بما يخالف اتفاقية سوتشي التي تم التوصل لها قبل عام.
وقال ديميتري بيسكوف: “بعض المعدات العسكرية الخطيرة يتم انتقالها إلى أيادي الإرهابيين الموجودين في إدلب. وكل هذا لا يساعد في عودة الأمور إلى طبيعتها في المنطقة”.
وتتصاعد الأحداث بينما من المقرر أن يلتقي رجب أردوغان مع فلاديمير بتوين وأنجيلا ميركل وإيمانويل ماكرون في 5 مارس/ آذار المقبل، في قمة رباعية، لاحتواء الأزمة في إدلب.
انسحاب مبدئي
ومع الهجوم البري الواسع للجيش التركي، ارتفع عدد النقاط التركية في منطقة “خفض التصعيد” إلى 43، وفي هذا السياق قال الباحث المصري محمد أبو سبحة، المتخصص في الشأن التركي إن خريطة النفوذ في مدينة إدلب السورية ومحيطها حتما ستتغير، ولن تعود إلى ما كانت عليه قبل بدء الهجوم البري الواسع من قبل الجيش السوري قبل ثلاثة أشهر.
وقال إنه يعتقد أن موسكو ستفاوض تركيا على قبول منطقة نفوذ جديدة داخل الحدود السورية تأوي النازحين ومقاتلي المعارضة المدعومين منها، بدلا من عبورهم إلى تركيا.
أبو سبحة قال إن تأسيس نقاط مراقبة تركية جديدة خارج اتفاق سوتشي، “خطوة وإن بدت دفاعية لكنها أيضا بمثابة انسحاب مبدئي من مناطق النفوذ السابقة، إذا أن نقاط المراقبة القديمة باتت معطلة وخطوط الإمداد البرية مقطوعة عنها، ولن تسمح روسيا للطيران التركي بالتحليق فوقها لتوفير الإمدادات اللوجستية لها”.
وزاد أنه في ظل موقف حلف الناتو السلبي تجاه أنقرة؛ فإن مهمة الجيش التركي سيكون صعبة، ولن يستطيع أن يدخل في مواجهة مباشرة مع الجيش السوري، رغم تهديد أردوغان فعليا بذلك، حتى أن هجمات القوات التركية دائما ما تنحصر على الأغلب في الرد على مصدر النيران، هو ما يكفله لها اتفاق سوتشي، لذلك لجأ الجيش التركي إلى زيادة دعم وتسليح فصائل المعارضة السورية لمحاولة إبطاء تقدم الجيش السوري قدر الإمكان، من أجل إعطاء فرصة للمفاوضات الدبلوماسية لتثبيت وقف إطلاق النار.
–