إسطنبول (زمان التركية) – هاجم الصحفي التركي المعروف على الصعيد الدولي، حسن جمال الرئيس رجب أردوغان الغاضب من ببراءة “عثمان كافالا” في قضية احتجاجات “جيزي”.
حسن جمال المعروف بتوجهاته الليبرالية والممنوع من السفر في ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، أعلن دعمه للمتهمين في قضية “جيزي بارك”، ثم وجه خطابًا للرئيس أردوغان عبر تويتر، جاء فيه: “أولاً، أنا أؤيد المتظاهرين السلميين في أحداث جيزي بارك؛ ثانيًا، هذا لا يعني أنني غافل وعدو للدولة والأمة؛ ثالثًا، القول: حاولوا تبرئة عثمان كافالا من خلال مناورة، ضربة قاتلة للقانون والقضاء؛ رابعًا، الدفاع عن العدالة والحرية ليست خيانة للوطن”.
يذكر أن أردوغان كان قد انتقد في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه العدالة والتنمية أمس الأربعاء قرار المحكمة ببراءة عثمان كافالا و8 آخرين وإخلاء سبيله، قائلاً “حاولوا تبرئة عثمان كافالا من خلال مناورة”، الأمر الذي اعتبره الرأي العام تدخلا صارخًا في عمل القضاء.
وكانت المحكمة قضت يوم الثلاثاء الماضي ببراءة عثمان كافالا ومن معه من المتهمين الآخرين البالغ عددهم 8 أشخاص، من جميع التهم المنسوبة لهم في إطار قضية احتجاجات “جيزي بارك” التي اندلعت في إسطنبول عام 2013، لكن كافالا أوقف مجددا بتهمة أخرى قبل أن يتنفس أجواء الحرية ولو بضع دقائق.
ومن ثم قرر مكتب الادعاء العام مساء أمس الأربعاء إعادة اعتقال كافالا ليبقى بالسجن بتهمة أنه أخذ دورًا في محاولة الانقلاب عام 2016 الغير مكتملة.
وأفادت الأنباء أن هيئة المحكمة المكونة من رئيس المحكمة “غالب محمد بارك” واثنين من أعضائها وهما “أحمد طارق تشيفتشي أوغلو” عضو أول و”طالب أرجان” عضو ثان، سيتم فتح تحقيق بحقهم.
ووافق مجلس القضاة والمدعين العموميين على تكليف محقق لدرس الإجراء الذي أدى إلى تبرئة متهمي قضية “جيزي بارك”، بعدما أبدى أردوغان انزعاجه.
وقال أردوغان أمس خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه العدالة والتنمية، إن أحداث “جيزي بارك” في عام 2013 ليست احتجاجات عادية وإنما كانت تستهدف الإطاحة بالحكومة التي كان على رأسها، معتبرا أنه “حاولوا أمس الإفراج عنهم (عثمان كافالا) من خلال مناورة”.
وفي الوقت الذي كان أقارب ومعارف ومحبو عثمان كافالا ينتظرون إتمام عملية الإفراج عنه من سجن “سيليفري” بمدينة إسطنبول فوجئوا بقرار صادر من نيابة إسطنبول يأمر باعتقاله مجددًا بتهمة الصلة بحركة الخدمة التي تزعم أنقرة أنها مدبرة الانقلاب الفاشل في 2016.
ويبدو أن الروائية البارزة أصلي أردوغان كانت محقة في قرارها عدم العودة من ألمانيا إلى تركيا، بعد حصولها الجمعة الماضي على قرار بالبراءة من تهم “محاولة المساس بسلامة الدولة” و”الانتماء إلى مجموعة إرهابية”، حيث عبرت عن خوفها من ملاحقتها بتهم جديدة.
ويعتبر مصير عثمان كافالا مشابها، للصحافي والروائي أحمد ألتان، الذي أعيد اعتُقاله في نوفمبر/ تشرين الثاني بعد أيام معدودة من الإفراج عنه بعدما طعن المدّعون بقرار للمحكمة قضى بالإفراج عنه وعن صحافية أخرى مخضرمة هي ناظلي أليجاك.
وأدان الاتحاد الأوروبي إعادة توقيف عثمان كافالا معتبرًا أنه “قرار يقوض بشدة مصداقية القضاء في تركيا”.