أنقرة (زمان التركية) – تنازل أحمد داود أوغلو رئيس حزب المستقبل عن القضايا الجنائية المتعلقة بجرائم ارتكبت ضد شخصه ولا تحمل طابعًا عامًا، باستثناء جميع أنواع القضايا المتعلقة بالتنظيمات الإرهابية.
نائب رئيس حزب المستقبل أيهان سفر أوستون، اوضح أن الهدف من ذلك القرار هو رغبة داود أوغلو في ترك الماضي خلف ظهره وتطلعه إلى المستقبل؛ وتابع قائلًا: “إن تركيا تمر بفترة تم تسيّس القضاء فيها وأصبحت استقلالية القضاء ونزاهته مجروحة. إن بلدنا متعب ومستقطب بالنقاشات حول القضاء، وللعبور إلى فترة جديدة لا بد من ترك المناقشات والنزاعات القديمة وراء ظهورنا، ومن الأهمية بمكان أن يخطو الجميع خطوات للأمام نحو هذا الأمر” في إشارة إلى استغلال رموز النظام في تركيا القضاء للانتقام من معارضيهم.
وتابع: “ومن هذا المنطلق قام السيد أحمد داوود أوغلو بالتنازل عن جميع القضايا الجنائية التي ارتكبت في حقه الشخصي آملاً ألا تتكرر مرة أخرى وذلك باستثناء الجرائم المتعلقة بالإرهاب وفقًا لقانون العقوبات التركي. إضافة إلى أنه لن يتقدم بشكوى بخصوص أولئك الذين لم تتم مقاضاتهم بعد؛ كما أنه لن تكون هناك متابعة للقضايا المعلقة.
وأكد أوستون على ضرورة أن يكون هناك قضاء مستقل ونزيه من أجل التعايش سويًا في إطار مبدأ حرية التعبير والفكر وثقافة الاختلاف والنقاش.
هذا وذكر أوستون أنه من القضايا التي تنازل عنها داود أوغلو قضية “جيزي بارك” الخاصة بالتظاهرات التي اندلعت في 2013 من أجل الاحتجاج على تخطيط الرئيس أردوغان لتحويل المنطقة الخضراء في ميدان تقسيم إلى مركز تسوق وبناء ثكنة عسكرية ثم خرجت عن مسارها بالتدخل العنيف لقوات الشرطة.
يأتي ذلك بينما، حققت الدعاوى القضائية المقامة بتهمة إهانة الرئيس التركي، رجب أردوغان، رقما قياسيًا خلال عام 2018 لتتجاوز 5 ألاف قضية.
وارتفع عدد التحقيقات بتهمة إهانة أردوغان في عام 2018 إلى 26 ألف و115 بزيادة عن عام 2017 الذي كان يبلغ فيه الرقم 20 ألف و539 في عام 2017، والعام الماضي تم محاكمة 5 آلاف و223 شخص من بينهم 168 طفلا خلال عام واحد.
جدير بالذكر أنه منذ عام 2011 بلغ مجموع قضايا التعويضات التي رفعها الرئيس التركي رجب أردوغان، ضد رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كليجدار أوغلو، 36 قضية تعويض، نظر القضاء منها 21 دعوى قضائية تم الحكم في 18 منها لصالح كليجيدار أوغلو.
–