دمشق (زمان التركية)ــ وجه رئيس النظام السوري بشار الأسد رسالة، غير مباشرة إلى نظيره التركي رجب أردوغان، أكد فيها استمرار معركة ريف حلب وإدلب حتى استعادة كامل الأراضي السورية، واصفا تهديدات الجيش السوري بأنها “فقاعات صوتية فارغة”.
وقال بشار الأسد في كلمة متلفزة تزامنا مع إعلان الجيش السوري توسع سيطرته في ريف حلب، على حساب الفصائل المسلحة المعارضة المدعومة من حلب:
“نعي تماما أن هذا التحرير لا يعني نهاية الحرب، ولا يعني سقوط المخططات، ولا زوال الإرهاب، ولا يعني استسلام الأعداء… لكنه يعني بكل تأكيد تمريغ أنوفهم بالتراب كمقدمة للهزيمة الكاملة، عاجلاً أم آجلاً”.
أضاف الأسد: “وهو يعني أيضاً ألا نستكين، بل أن نحضر لما هو قادم من المعارك، وبالتالي فإن معركة تحريرِ ريفِ حلب وإدلب مستمرةٌ بغض النظر عن بعض الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال، كما استمرارُ معركة تحرير كلِ التراب السوري وسحق الإرهاب و تحقيق الاستقرار”.
وأكد رئيس النظام السوري: “أن جيشنا العربي السوري لن يتوانى عن القيام بواجباته الوطنية، ولن يكون إلا كما كان، جيشاً من الشعب وله… فالتاريخُ لم يعرفْ جيشاً انتصر… إلا عندما توحد معه الشعبُ في معركته، وعندما توحد هو مع الشعب في رؤيته وفي قضيته، وهذا مارأيناه في حلب وغيرها من المدن السورية… حين احتضنتم الجيش حماكم ودافع عنكم وضحى من أجلكم.
وتحاول تركيا الضغط على روسيا من خلال مفاوضات دبلوماسية لإقناع الأسد بوقف الهجوم العسكري البري الذي بدأه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي في الشمال السوري، والتراجع إلى ما خلف نقاط المراقبة التركية التي تعرضت اثنان منها على الأقل خلال شهر لقصف أودى بحياة 13 تركيا.
وكان الجيش السوري، وجه رسالة غير مباشرة إلى تركيا، بأن هناك إصرارًا على استمرار التقدم للسيطرة على ما تبقى من حلب وكامل محافظة إدلب التي يتحصن بها عناصر مسلحة مدعومة من تركيا.
وقالت القيادة العامة للجيش، أمس الإثنين، في بيان “بخطوات مدروسة محكمة وعمليات نوعية مركزة تابع أبطال الجيش العربي السوري تقدمهم مصممين على اقتلاع الإرهاب التكفيري من جذوره والقضاء على القتلة المسلحين..”.
أضاف البيان في تأكيد على عدم وقف العملية العسكرية، إن “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ تعلن عن تحرير هذه المساحات الجديدة من أرض الوطن فإنها تؤكد استمرار الجيش في تقدمه الميداني وإصراره على متابعة مهامه المقدسة والنبيلة في القضاء على ما تبقى من تنظيمات إرهابية أينما وجدت على امتداد الجغرافيا السورية”.
وقال في رسالة إلى الداعم التركي للعناصر المعارضة المسلحة في إدلب، “لا بقاء للإرهاب على ثرى الوطن وإن ارتفعت أصوات رعاته وحماته وداعميه وسيبقى الجيش العربي السوري عند حسن الظن به عيناً ساهرة ودرعاً حصينة لحماية أمن الوطن والمواطنين”.
وسيطر الجيش الحكومي السوري بدعم من روسيا وإيران خلال الأشهر الثلاثة الماضية على 2000 كم من حلب وإدلب.
وجدد الرئيس التركي رجب أردوغان، أمس الأول الأحد تهديده للنظام السوري بإجباره على الانسحاب من المناطق التي سيطر عليها حديثا والعودة إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية، إذا لم يفعل ذلك من تلقاء نفسه قبل نهاية الشهر الجاري.
وأضاف الرئيس التركي خلال مشاركته في مراسم الترحيب بانضمام أعضاء جدد للحزب في إسطنبول:”يحرم علينا النوم الهادئ طالما لم نقم بتطهير سوريا تمامًا من المنظمات الإرهابية وظلم النظام السوري. ونقول لمن يتساءلون ويقولون إن تواجد تركيا في سوريا لم يتم بناء على دعوة رسمية –نقول لهم- يا ترى! هل بإمكانكم وصف وتعريف أنشطتكم وفعالياتكم التي تقومون بها يمينًا ويسارًا في جميع أنحاء العالم دون دعوة توجه لكم بنفس وصفكم للتواجد التركي في سوريا؟”.
ومنذ أطلق الرئيس التركي أردوغان، تهديده الأول بإمهال القوات السورية حتى نهاية شباط/ فبراير الجاري، للإنسحاب إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية في المنطقة، وسع الجيش النظامي السوري نطاق سيطرته في حلب وإدلب.
وتخشي تركيا من أزمة إنسانية بسبب نزوح أكثر من 700 ألف سوري في الفترة الأخير في ظل المعارك الدائرة، في ظل عدم قدرتها على استقبال المزيد من النازحين الذي يتواجد جزء كبير منهم على الحدود في الوقت الحالي.