دمشق (زمان التركية)ــ قال خبير عسكري سوري إن سيطرة الجيش الحكومي على طريق حلب- دمشق الدولي “انجاز تاريخي” وأنه قضى على تخطيط تركي خطير، معتبرا أن وقوع أي مواجهة عسكرية بين الجيش السوري والتركي سيكون بمثابة “كارثة” على أنقرة، معتبرا أن الرئيس رجب أردوغان يخدع المعارضة وينسق مع روسيا.
وقال الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش السوري علي مقصود في حوار مع وكالة (تسنيم) الإيرانية للأنباء، إن إنهاء مهمة استراتيجية على محور استراد حلب –دمشق بتحرير مساحة تزيد عن 1300 كلم مربع بدءاً من خان شيخون وصولاً إلى خان طومان ومن ثم إلى حلب، إنجاز نوعي وتاريخي ينهي هذا الوجود الإرهابي في آخر بؤرة ارهابية وايضا الامر الاخر يعني بأنه اتلف وفتت المشروع التركي بإقامة امارة لجبهة النصرة في مدينة ادلب فهذا الشريان لا يمكن ان نتحدث عن استعادة الحياة إليه ونبض الحياة إليه إلا عندما ننظر الى تطهير وتنظيف محيط هذا الشريان غرباً وشرقاً وبالتالي إزالة هذا الوجود الإرهابي الذي عطل العمل والحياة في هذا الشريان.
وحول الأهمية الاقتصادية لطريق حلب دمشق الدولي قال “هذا الشريان الدولي الحيوي باستعادته بعد قرابة 8 سنوات تعود الحياة الطبيعية الى عاصمة سوريا الاقتصادية والصناعية لذلك هذا الشريان سيعيد دورة الحياة الاقتصادية وعجلة الصناعة ويختصر الزمن بشكل كبير وايضا يؤمن ترابط المدن السورية وخاصة الشمال السوري مع بقية المدن لان تحرير هذا الطريق أمن فتح الطريق الاخر حلب – اللاذقية وحالياً تنتظر جسر الشغور واريحا دخول الجيش دون قتال”.
وعن المرحلة القادمة في ادلب، قال الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش السوري علي مقصود، أتوقع أن التركي الذي استقدم تعزيزات للمرة الثالثة ونشر نقاط مراقبة خارج تفاهمات واتفاقيات سوتشي هذه الخطوات جاءت في اعقاب فشل المجموعات الارهابية في الاحتفاظ بمعاقلها وتحصيناتها ورغم كل الخطوات التي قام بها التركي من استقدام الانغماسيين والمفخخات واستهداف محور الرسول الاعظم وقصر العظم وجمعية الزهراء ولكن دمرهم الجيش وكبدهم خسائر فادحة فتركيا ايضا التي حاولت ان توقف تقدم الجيش وان ينهي كل هذه المدن الكبرى خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب فأنا بتقديري عندما نشر نقاط مراقبة في بنش ومعرة مصرين وتفتناز الهدف رسم خطوط حمراء امام تقدم الجيش خاصة باتجاه مدينة إدلب.
وحول تهديد الرئيس التركي بمواجهات عسكرية مع الجيش السوري، قال: تركيا تريد مدينة إدلب ان تكون هي المنتج حاليا لصياغة جديدة لاتفاقيات سوتشي وأستانة وبالتالي تكون المنتج ايضا للعودة اتفاقيات اضنة مع وجود وتأثير تركي على الساحة السورية من خلال الاحتفاظ بمدينة ادلب. لذلك هذه التهديدات في الحقيقة لا يمكن أن تدخل في مواجهة مع الجيش لأنها ستكون كارثية على تركيا ولكن قد يحصل احتكاك مواجهة محدودة كما حصل ولكن رسائل الجيش عندما احتوى الارهابية يوم امس وقبلها باتجاه مطار النيرب حيث خرجت من مطار تفتناز ومن محور سرمين هذه المجموعات ومعهم جنود اتراك ولكن عندما احتواهم الجيش بهذا الكمين اوقع قتلى وجرحى في صفوفهم وعندما تحركت 4 عربات تركية لإنقاذ المصابين ايضا استهدفها الجيش لانها تدعم وتقاتل مع الارهابيين. لذلك انا بتقديري تهديدات اردوغان لا يمكن ان تذهب من هذا المستوى الذي تريد تركيا بعد انهيار المجموعات الارهابية والخوف التركي من أن تخرج هذه المجاميع الارهابية مدحورة مهزومة مع أسرهم .
وعن مصير مقاتلي المعارضة المسلحة، قال الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش السوري، إن الجانب التركي الذي نقل قسم من هؤلاء المقاتلين باتجاه ليبيا وأماكن أخرى كان ينظر إلى العملية العسكرية التي بدأها الجيش بأنها أيضا ورقة اضافية للتركي لتضغط على الفصائل التي تمردت على المطالب والموقف التركي لذلك هذه العملية غيرت في الحقيقة في سلوك هذه الفصائل واصبحت اكثر طواعية بيد تركيا ولكن الجانب التركي الذي فشل في استقراء حدود وابعاد هذه العملية كان يعتقد بأنها لا يمكن أن تحقق هذه الانجازات بهذه السرعة وايضا لا يمكن لهذه العصابات الارهابية بأن تنهار السرعة. فإن انهيارها واندحارها باتجاه تركيا دون أن تكون قادرة على الاشراف عليهم وان تضبط تحركاتهم هذا يعني انتقال البيئة الحاضنة للإرهاب من ادلب باتجاه تركيا وبالتالي تشكل تحدياً وتهديداً للأمن التركي.
واعتبر أن تركيا تخدع المعارضة، وقال: بتقديري تصعد تركيا من جهة وبالتالي توصل رسائل الى المسلحين بأنها تؤازرهم وبأنها ستقوم بإجراءات لحمايتهم وبنفس الوقت اعتقد بأنها تتنسق مع روسيا لكي يقتل المتطرفون عبر دفعهم لتنفيذ عمليات انتحارية امام الجيش العربي السوري ومن ثم تستخدم من ينتقل بإشرافها وتحت سيطرتها الدول الاوروبية بأن تستثمر بهم بدعم تركيا مالياً.