إسطنبول (زمان التركية) – هاجم رئيس حزب السعادة التركي “صفقة القرن” التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي تغتصب جزءً كبيرا من الأراضي الفلسطينية لصالح إسرائيل، وتمنح الفلسطينيين دولة بلا سيادة.
وفي كلمته خلال الاجتماع قال “كرم الله أغلو”: أقول بكل جسارة نابعة من اعتقادنا؛ أيها الظالمون أيها الصهاينة؛ أيها الأمبرياليّيون العنصريون، إن فلسطين كانت منذ الأزل وستظل إلى قيام الساعة بلدة من البلدان الإسلامية، فليعلم الجميع ذلك”.
وتابع “كرم الله أوغلو” تصريحاته قائلًا: “إن تلك الصفقة التي فرضت على الفلسطينيين والعالم الإسلامي هي خرق للقانون الدولي ودوس عليه؛ متجاهلين كل البشر والضمائر، ليس من أجل الاستقرار أو السلام وإنما من أجل الحرب والفوضى؛ وليست صفقة القرن وإنما خيانة القرن؛ وإننا بإذن الله سنجعلها في مزبلة التاريخ”.
ونظم أمس الأحد مؤتمر “القدس الكبيرة” في منطقة “يني قابي” بمدينة إسطنبول بدعوة من حزب السعادة ضد صفقة القرن التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وشارك في المؤتمر كل من الرئيس العام لحزب السعادة تمال كرم الله أغلو، والرئيس العام لحزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، والرئيس العام لحزب المستقبل أحمد داوود أغلو، والرئيس العام لحزب الدعوة الحرّة إسحاق صاغلام، بالإضافة إلى رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أغلو، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المواطنين.
وخلال المؤتمر رفع المشاركون الأعلام التركية والفلسطينية، كما رددوا هتافات تندد بـ”صفقة القرن” وتدعو لإسقاطها من أبرزها “القدس ستبقى إسلامية”، وحملوا لافتات عليها عبارات من قبيل: “فلسطين في كل مكان”، و”قادمون”، و”انهض يا مسلم”.
من جانبه، قال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في كلمته: “مهما كانت آراءنا ومواقفنا السياسية فإننا وقفنا جميعا إلى جانب الشعب الفلسطيني منذ اليوم الأول وسنواصل هذا الموقف بعد الآن كذلك”.
وتابع إمام أوغلو: “يتحدثون عن خطة السلام المزعومة بين إسرائيل وفلسطين، لكننا لا نستطيع أن نرى فيها حقوق الفلسطينيين، فهم وضعوها دون اعتبار رأي الجانب الفلسطيني.. عليهم أن لا ينسوا أن القضية الفلسطينية قضية كل العالم الإسلامي”.
وقد وصف مراقبون تنظيم هذه الفعالية بمشاركة أحزاب علمانية بأن رموز المعارضة بدأوا يخطفون من الرئيس رجب أردوغان قضية الدفاع عن القدس، التي لطالما صدرها للعالم الإسلامي، بينما يرفض قطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل.
ومن المثير أن الشيخ المعروف باسم جبلي أحمد القريب من حزب العدالة والتنمية زعم أن المشاركة في هذه الفعالية غير جائز، زاعمًا أن المنظمين لهذه الفعالية يتعاونون مع اليهود من وراء الستار، على حد تعبيره.
الرئيس التركي رجب أردوغان، وصف أمس في رسالة بعثها إلى المؤتمر الثالث لرابطة “برلمانيون لأجل القدس”، المنعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور “صفقة القرن” بأنها مجرد وهم يهدد السلام والطمأنينة في المنطقة و”لن نسمح بتحقيقه”.
وقال أردوغان: “إن الخطة التي دخلت الأجندة العالمية تحت مسمى “صفقة القرن” المزعومة، والتي تعلن القدس عاصمة لاسرائيل، مجرد وهم يهدد السلام والطمأنينة في المنطقة، ولن نسمح بتحقيقه”.
وأردف :” لا نعترف بهذه الخطة التي تعني ضم الأراضي الفلسطينية والقضاء على فلسطين بشكل تام والاستيلاء على كامل القدس”.
من جانبه شكر موسى عكاري، مسؤول ملف القدس في حركة “حماس”، الحكومة والبرلمان التركي بكل أطيافه وأحزابه لوقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد “صفقة القرن”.
وقال عكاري، في كلمته، إن “الشعب الفلسطيني لن يركع أبدا للمحتل؛ فبطولاته واضحة في ساحات القدس، ومن خلال جهاد أهالي الضفة الغربية وصمود أهالي غزة أمام الحصار الإسرائيلي”.