أنقرة (زمان التركية) – سحبت السلطات في تركيا مذكرة اتهام ضد موظفين بالتلفزيون التركي في قضية مقتل السفير الروسي في تركيا عام 2016.
وكانت النيابة العامة أصدرت مذكرة ادعاء ضد ستة موظفين في التلفزيون التركي على خلفية إذاعة لقطات اغتيال سفير روسيا لدى تركيا أندريه كارلوف عبر بث مباشر.
المدعي العام آدم أكينجي كان رفع دعوى قضائية ضد 28 شخصا بشأن مقتل كارلوف في عام 2016، ثم بدأ يجري تحقيقا مستقلاً بشأن بث لقطات الاغتيال مباشرة على الهواء على قناة تي أر تي 1 الإخبارية الرسمية.
وزعم المدعي العام أكينجي في مذكرته وجود علاقة بين الشرطي منفذ الاغتيال، مولود مرت ألتناش، والتلفزيون التركي، وذلك بعد بثه الاغتيال أمام عدسات الكاميرات في الوقت الذي كانت فيه احتمالية اغتيال كارلوف قائمة.
وأشار أكينجي في مذكرة الادعاء إلى وجود علاقة بين استخدام التلفزيون التركي لنظام “البث المباشر”، والهجوم الذي وقع على السفير الروسي، مفيدا أنه لا يمكن تفسير هذا الأمر بمفاهيم الصحافة وصناعة الخبر.
وأثناء إجرائه تحقيقا ضد العاملين بالتلفزيون التركي، طالب أكينجي باعتقال مقدم الأخبار آنذاك أرهان شاليك، وبالفعل توجهت عناصر الشرطة إلى منزله، غير أن الشرطة لم تعثر عليه.
وبتدخل وزير الداخلية، سليمان سويلو، في وقت لاحق، أصدرت السلطات قرارًا بإلغاء قرار اعتقال شاليك، غير أن أكينجي قام باستدعاء شاليك إلى مكتبه في أنقرة وحصل على إفادته.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أنهى المدعي العام أكينجي التحقيقات، وأعد مذكرة ادعاء بحق 6 عاملين بالتلفزيون التركي، بينما صدر قرار بعدم ملاحقة أرهان شاليك.
غير أن الدائرة الرابعة عشر لمحكمة أنقرة الجنائية، التي نظرت الملف، قررت إعادة مذكرة الادعاء المشار إليها بحجة “إجراء تحقيق غير كامل”، بحسب ما ذكرت صحيفة جمهوريت.
وتشير مذكرة الادعاء إلى تدخل وزارة العدل في الأمر، بناء على مبادرة لنائب سابق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، وبناء على هذا سحبت النيابة العامة ملف اتهام التلفزيون التركي من المدعي العام أكينجي.
جدير بالذكر أن النيابة العامة وبتعليمات من حزب العدالة والتنمية الحاكم عملت على إظهار أن ألتين تاش على علاقة بحركة الخدمة، وذلك من خلال إفادات تم الحصول عليها لاحقا، لكن وفق تحقيق لموقع (نورديك مونيتور) السويدي فإن السلطات التركية تتعمد تجاهل دور إمام مسجد مُتطرف في قضية اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة عام 2016، في حين كانت حركة الخدمة التركية كبش الفداء في هذا الحادث.
وذكر “نورديك مونيتور” أن الإمام رجب أوغوز الملقب بأبي حذيفة التركي، مسؤول عن تطرف وتدريب مولود مارت ألتن طاش الذي اغتال السفير، ومع ذلك فهو ما يزال مدرجًا ضمن قوائم الموظفين الحكوميين لدى السلطة التركية، التي لم تحقق معه في أنشطته المشبوهة.
وبدلا من أن تبحث السلطات التركية والنيابة العامة وراء القاتل الحقيقي وتوجهاته سارعت باتهام حركة الخدمة، بالوقوف وراء مقتل السفير الروسي، دون أن تقدم النيابة العامة وفرق التحقيق دليلا واحدًا، ولازالت تصر على ذلك.
وينحدر أبو حذيفة من بلدة جميلي، في محافظة دينزيلي، غربي البلاد، ومن الأمور المثيرة في التحقيق، أن الرجل ما زال موظفًا تابعًا لإدارة الشؤون الدينية في مقاطعة “ييني محلي” بالعاصمة أنقرة.
وفي شهادته أمام المحققين الأتراك، في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2016، أكد الإمام أنه كان يعرف مولود ميرت ألطنطاش، 22 عامًا، ضابط الشرطة التركي الذي أطلق النار على السفير الروسي أندري كارلوف وأرداه قتيلا.
وأكد أبو حذيفة أن ألطنطاش دأب على قصد مسجده إلى جانب عشرات المصلين الآخرين. وطلب سركان بجار، وهو صديق الشرطي القاتل، من الإمام أن يعلمهما العربية وهو ما وافق عليه أبو حذيفة. بحسب ترجمة شبكة (سكاي نيوز) للتحقيق السويدي.
ويتولى الإمام المتشدد البالغ من العمر 47 سنة، مهامه بشكل رسمي في المقاطعة التي يوجد بها مقر المخابرات التركية، وبالتالي، فإن أسئلة تطرح حول ما إذا كان بقاء أبي حذيفة في منأى عن التحقيق محض صدفة أم إنه تجاهل مقصود من السلطات.
ويقوم أبو حذيفة التركي بجمع مبالغ كبيرة عن طريق شبكة من الجمعيات فضلا عن مؤسسة “ديانت” التي يصل رصيدها إلى مليارات الدولارات.
–