أنقرة (زمان التركية) – طالبت النيابة العامة في مولدوفا بالسجن 6 سنوات لرئيس المخابرات لمسئوليته عن اختطاف سبعة مدرسين أتراك كانوا يعملون في مدارس “أوريزونت Orizont” التي تديرها حركة الخدمة، كما اعتذر النائب العام من المدرسين المختطفين وأسرهم أمام عدسات الكاميرات.
وانتهت التحقيقات التي بدأتها نيابة مولدوفا في أغسطس/ آب الماضي بشأن المدرسين الأتراك الذين تم اختطافهم في سبتمبر/ أيلول 2018. وخلال مذكرة الادعاء طالبت النيابة العامة بحبس رئيس المخابرات آنذاك، فيصل بوتناري، ست سنوات.
وخلال مؤتمر صحفي كشف النائب العام المولدوفي، ألكساندر ستويانوغلو، آخر تطورات التحقيقات، وفي مستهل كلمته أرسل ستويانوغلو رسالة إلى المدرسين الأتراك وأسرهم قائلا: “أعتذر عن عجز مولدوفا عن حماية حقوقكم الأساسية، وأتمنى أن تكون هذه الواقعة درسا لنا جميعا”.
اعتراف رئيس المخابرات
وستقوم محكمة كيشيناو بالنظر في ملف القضية خلال 15 يوما وستقرر ما إن كانت ستقبله أو ستعيده.
وتطالب النيابة العامة بعدم تعيين بوتناري المتهم بإساءة استخدام منصبه في بعض المناصب الحكومية على مدار 10 سنوات بجانب حبسه لمدة 6 سنوات، كما تطالب النيابة العامة بتحصيل العقوبة المالية، التي فرضتها المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، على مولدوفا عقب هذه الواقعة من رئيس المخابرات السابق.
وتوضح الأنباء المتداولة في الصحافة المولدوفية أن مذكرة الادعاء تضمنت اعتراف رئيس المخابرات السابق بجرمه وحديثه عن أن الموظفين الآخرين تحت قيادته لم يكونوا على علم بالعملية غير القانونية.
وعلى خلفية اعترافات فيصل بوتناري هذه تقرر عدم ملاحقة الموظفين الآخرين في جهاز المخابرات ومكتب الهجرة.
في صباح السادس من سبتمبر/ أيلول عام 2018 تبين أنه تم اقتياد 7 أتراك أتراك يعملون في مدارس أوريزونت بالقوة ووضعهم داخل سيارات ومن ثم تم تسليمهم إلى تركيا في اليوم التالي، بسبب اتهامهم بالانتماء إلى حركة الخدمة، التي تقول انقرة انها مسئولة عن انقلاب 2016.
وفي الحادي عشر من يونيو/ حزيران قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بتغريم مولدوفا لانتهاكها الحقوق الأساسية للمدرسين الأتراك، ودفعت الحكومة المولدوفية 25 ألف يورو تعويضات على كل مدرس.
وفي تركيا قضت السلطات التركية بالسجن من 7 وحتى 12 عاما على المدرسين المرحلين من ملدوفا والذين تم سجنهم جميعا.
ومؤخرًا قوبل طلب الرئيس التركي رجب أردوغان، من الحكومة في دولة مولدوفا، نقل تبعية مدارس حركة الخدمة إلى وقف المعارف الحكومي الذي يديره نجله بلال، بالرفض القاطع من قبل وزارة التعليم.
طلب أردوغان كان موجهًا إلى نظيره رئيس دولة مولدوفا إيجور دودون، عندما زار العاصمة التركية أنقرة، بتاريخ 30 ديسمبر/ كانون المنصرم؛ حيث طلب منه نقل تبعية مدارس أورزونت “Orizont” الخاصة التابعة لحركة الخدمة إلى وقف المعارف.
طلب أردوغان تسبب في إحراج نظيره دودون الذي تعرض لانتقاداتًا لاذعة بسبب صمته أمام الطلب التركي. وزارة التعليم في مولدوفا علقت على الطلب، وأكدت في بيان لها أن هذه المدارس استثمارات خاصة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال نقل تبعيتها.
وقال وزير التعليم كورناليو بوبوفيجي: “لا يمكننا أن نمارس ضغطًا على شكل وطبيعة ملكية هذه المدارس؛ فأغلب رأسمالها قادم من خارج البلاد”.
يشار إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية، أسست عام 2017 وقف معارف وتولى بلال نجل الرئيس أردوغان إدراته، للاستيلاء على المؤسسات التعليمة التابعة لحركة الخدمة في الخارج، بشكل غير قانوني.
وكان مدير وقف المعارف التركي، بيرول أكغون، أعلن في يوليو/ تموز 2019 تسلمهم 218 مدرسة تابعة لحركة الخدمة من أصل 767 مؤسسة تعليمية في مختلف دول العالم.
–