بقلم: ماهر المهدي
(زمان التركية)ــ من الإنجازات الإنسانية الجيدة التي رأيتها مؤخرًا وعايشت أثرها المدني والإنساني، وجود محطة لتوليد الطاقة الكهربائية على ظهر سفينة ترسو في البحر وقبالة ساحل المنطقة أو الدولة المراد إمدادها بالطاقة الكهربائية.
والطاقة المتولدة على ظهر سفينة الطاقة تعتمد على الغاز الطبيعي أو الوقود الثقيل، وتوفر كهرباء قابلة للإستخدام مباشرة والدخول على شبكة الكهرباء المتلقية للطاقة. ويتم فقط إقامة عدد من أبراج الكهرباء – بحسب الحاجة – لتمتد خطوط المد الكهربائي من السفينة المولدة للكهرباء إلى الشبكة المتلقية عالية في الجو، ودون الحاجة إلى إقامة بنية تحتية خاصة والاستثمار فيها كثيرا أو قليلا . وبالتالي ، فسفينة الطاقة الكهربائية هى بمثابة عملية نقل دم مناسب وفوري إلى شخص يحتاج إلى إسعاف حقيقي وجاد ومنجز. وهو الأمر الذي قد يكون أيضا بمثابة العصا السحرية – بالنسبة إلى سياسيين كثر في دول كثيرة تعاني نقصا من الطاقة الكهربائية في جزء أو في كل أراضيها – ولا يمكن لأحد بالطبع أن ينتظر لأيام مديدة، ناهيك عن الانتظار لسنوات طويلة ريثما تقوم الحكومات المعنية بتدبير المصادر المالية وبناء البنية التحتية اللازمة وجلب الخبرات الفنية اللازمة لإدارة محطات الكهرباء بكفاءة ومد البلاد بحاجتها من الطاقة، من أجل الأنشطة الحياتية اليومية، ومن أجل الأنشطة الاقتصادية المختلفة وأهمها التصنيعية. وبالتالي، فقد يستطيع اليوم زعيم سياسي أو قائد ما في بلد ما أن يعد أهل بلده بتوفير الطاقة الكهربائية لهم خلال أسابيع أو شهور قد لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ، ويتحقق ما وعد به بالفعل، وتنار القرى والمدن بالكهرباء المنتظمة وتدب الحياة في أوصال المناطق التي لم تر نورا من قبل .
توفر سفينة الطاقة حلا طيبا لمشكلة التمويل، من خلال التعامل بنظام التحصيل الشهري من الجهة المتعاقدة التي تتولى توزيع الكهرباء وبيعها وتحصيل الفواتير واجبة السداد من المستهلكين جميعا، ثم تقوم بسداد المبالغ المطلوبة إلى سفينة الطاقة لستمر في عملها الرائع إنسانيا. فسفينة الطاقة، وإن كانت مشروعا تجاريا، إلا أنها تقوم بعمل إنساني مؤداه توفير حق إنساني أصيل في النفاذ إلى الطاقة الكهربائية واستخدامها في كافة مناحي الحياة الطيبة.
بعد ذلك، يظل من المثير أيضا أن سفينة الطاقة الكهربائية لا تحتل مساحة من الأرض أبدا ، ولكنها تنتج الكهرباء بكفاءة أعلى من مصانع تشغل مساحات شاسعة في بعض البلاد.
هناك عدة شركات تعمل في مجال توليد الطاقة من محطات لتوليد الطاقة على ظهر سفن، ولكن ما شاهدته وأعجبني كان على ظهر السفينة التركية كاربورشيب KARPOWERSHIP التي بدأت عملها لأول مرة في عام 2009. ففكرة وجود محطة للطاقة الكهربائية على ظهر سفينة عائمة هى فكرة جديدة حديثة. وقد أحببت أن أكتب عن كاربورشيب، تقديرا لاجتهاد الفكر الإنساني في خدمة الإنسانية وتسهيل حياة الإنسان، وخاصة في المناطق والبلاد ذات القدرات والإمكانات المحدودة والناجية من الحروب والأزمات.