أنقرة (زمان التركية) – قال كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، المعارض في تركيا، إن مجلس إدارة الهلال الأحمر يجب أن يستقيل، على خلفية تقديمه تبرعا بقيمة 8 ملايين دولار من شركة الغاز إلى وقف “أنصار” المقرب من حزب العدالة والتنمية الحاكم.
كليجدار أوغلو قال في اجتماع لحزبه أمس الثلاثاء: “لقد أصبح من الواجب على إدارة الهلال الأحمر أن تقدّم استقالتها”؛ ثم تابع قائلًا: “الهلال الأحمر يقوم بالتبرع لصالح وقف أنصار ويتحول إلى وسيط، أليس الهلال الأحمر في الأساس جهة تحصل على التبرعات فلماذا تقوم بالتبرع لجهة غيرها؟ ثم إنه بهذه التبرعات تقام ناطحة سحاب للطلاب في أغلى مكان بأمريكا، فهل سيكون للطلاب فعلاً أم أن مؤيدي القصر/الحكومة يقومون بتأمين مستقبلهم؟ في هذ العام هناك ما يقرب من ستين ألف طلب للحصول على سكن طلابي لم يتم الاستجابة له لعدم توافر أماكن؛ فلماذا تترك الحكومة تركيا ومن ثم تفتتح سكنًا للطلاب في أمريكا يا ترى؟”
وأعلن كليجدار أوغلو أن حزبه سيتابع مصير هذا التبرع، حيث قال: “إن ممثلنا في أمريكا يحقق في الأمر؛ فهل جاءت مثل هذه الأموال إلى مؤسسة خدمات الشباب والتعليم التركية تورجيف بالفعل؟ حتى الآن لم يتوصل إلى شيء بعدُ. وكيف لمؤسسة مثل الهلال الأحمر أن تصبح ذريعة وحيلة كهذه للتهرب من الضرائب، وعلاوة على ذلك فإن المؤسسة التي منح لها هذا التبرعات هي مؤسسة لديها سجل جنائي وسوابق في الاعتداء والتحرش بالأطفال. ولو بقيت 8 ملايين دولار في الخزانة العامة، كان 60 ألف طالب سيجدون مسكنًا لأنفسهم في تركيا”.
أضاف “يجب أن تستقيل إدارة الهلال الأحمر التركي فورًا. ولو كانت إدارة لديها شيء من الأخلاق لاستقالت، فمن يدري ما الذي تخفيه وماذا سيخرج من تحتهم، وإذا تم قبول اقتراح الاستجواب البرلماني الذي قدمناه، فسنرى كيف حول الحزب -الحاكم- الهلال الأحمر إلى حديقتة خلفية لنفسه”.
وكانت شركة باشكنت (العاصمة) للغاز المملوكة لمجموعة شركات “طورون” القابضة قدمت للهلال الأحمر التركي مبلغ قدره 7 ملايين 925 ألف دولار لتحويله إلى وقف “أنصار”.
وكان قد ظهر أيضًا أن هذا المبلغ المتبرّع به تم خصمه من الضرائب المفروضة على شركة العاصمة للغاز القريبة من حزب العادلة والتنمية.
وأبدى الرأي العام في تركيا مؤخرًا اهتمامًا بالتساؤل حول مصير الرسوم المحصلة لمواجهة مخاطر الزلزال، والتي يبلغ إجمالي قيمتها منذ عام 2004 حوالي 65 مليار ليرة، وذلك بعدما طلب الهلال الأحمر التركي تبرعات من المواطنين، في حين تبين أنه تبرع لوقف أنصار.
وبجانب اعتراف الهلال الاحمر، أقر وقف “الأنصار” الذي يشرف عليه بلال نجل الرئيس التركي رجب أردوغان، بالحصول على تبرع من الهلال الأحمر التركي، بحوالي 8 ملايين دولار أمريكي، في الوقت الذي قال الهلال الأحمر إنه يحتاج إلي تبرعات لتدبير مساعدات لضحايا زلزال ألازيغ الأخير.
الوقف نشر بيانًا، بتوقيع مديره العام حسين قدر، أوضح فيه أن التبرع الوارد من هيئة الهلال الأحمر التركي، كان من أجل تحويله لصالح وقف “TÜRKEN” الذي أسسه وقف الأنصار في الولايات المتحدة الأمريكية وتشرف عليه ابنة الرئيس أردوغان.
المدير العام لوقف الأنصار حسين قدر لفت إلى أن وقف “TÜRKEN” الذي تم تأسيسه في عام 2014، بالتعاون بين وقف الأنصار ووقف خدمة الشباب والتعليم ” TÜRGEV” -الذي تديره إسراء نجلة الرئيس التركي- قام بشراء قطعة أرض في منطقة مانهاتن بولاية نيويورك، بأموال التبرع من أجل إنشاء سكن طلابي مكون من 21 طابقًا.
وأوضح أن الغرض من تأسيس هذا السكن الطلابي هو إبعاد الشباب الأتراك الذاهبين لأغراض تعليمية وبحثية في الولايات المتحدة الأمريكية عن حركة الخدمة.
أضاف: “إن وقفنا يرى أن تقديم الإسهامات في كافة المجالات من أجل مكافحة حركة الخدمة، هي مسؤولية المجتمع المدني. ونسعى بكل عزم من أجل عدم تواصل الحركة مع أبناء الأمة” في إشارة إلى منافسة حركة الخدمات في الخدمات التي تميزت بها من حيث توفير السكن الطلابي المجاني لطلاب العلم في الخارج والداخل.
–