تقرير: محمد عبيد الله
أنقرة (زمان التركية) – هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، رئيس الأركان الأسبق إيلكر باشبوغ، مطالبا بمحاكمته.
الجنرال إيلكر باشبوغ İlker Başbuğ، سبق أن سجن 26 شهرًا بعد الحكم عليه بالانتماء إلى تنظيم أرجنكون الإرهابي الموصوف إعلاميا بالدولة العميقة.
هجوم أردوغان على “باشبوغ” من البرلمان، وتحريض النواب عليه، يأتي بعد مشاركة الأخير، في أحد البرامج التلفزيونية، متهما البرلمانيين عن حزب العدالة والتنمية الذين صاغوا مقترحا قبل سنوات يسمح بمحاكمة العسكريين بالمحاكم المدنية، بالانتماء إلى حركة الخدمة.
https://twitter.com/ilkerbasbugcom/status/1222105707291594753
رئيس الأركان السابق قال: “يجب البحث عن السياسيين الذين قدموا للبرلمان في 26/6/2009 مقترحًا قانونيًّا تم من خلاله إقصاء القضاء العسكري. فإذا أنكرتم وجود الذراع السياسية لمنظمة فتح الله كولن فسوف يكون ذلك مخالفًا للواقع”.
القانون الذي سنّته حكومة أردوغان في عام 2009 نص على محاكمة المتهمين العسكريين والمدنيين المتهمين بتهم عسكرية في المحاكم المدنية فقط، مما فتح المجال أمام اعتقال العسكريين بقرارات صادرة من تلك المحاكم في إطار قضية تنظيم أرجنكون الإرهابي.
في مواجهة صريحة هي الأولى من نوعها منذ 2014 مع متهمين بالانتماء إلى تنظيم أرجنكون، هاجم الرئيس أردوغان من يتهمون حزبه بالصلة بمنظمة فتح الله كولن قائلاً: “هناك شخص سبق أن شغل منصب رئيس هيئة الأركان يظهر من حين لآخر على الشاشات التلفزيونية ويدلي بتصريحات مضللة للرأي العام. إنني أعرفه جيدًا. فهو يتذرع بهذا المقترح القانوني ويدلي بتصريحات تضع مجلسنا الموقر هذا في مرمى الاتهامات”.
Cumhurbaşkanı Erdoğan'dan İlker Başbuğ'a tepki:
-Parlamentonun hukuku boru ile sindirilemez.
-Başbuğ, darbelere zemin hazırlayan, hukukun işlemesinin önüne geçen yanlış bir uygulamanın düzeltilmesini eleştiriyor.
-Tüm milletvekileri dava açmalı. pic.twitter.com/UmSEvCMOC1
— Yekvücut (@yekvucutcom) February 5, 2020
تابع أردوغان تصريحاته النارية بقوله: “من أجل حماية حقوق ومكانة مجلس الأمة أدعوكم إلى رفع شكوى عن ذلك أمام المحكمة على وجه السرعة؛ ذلك لأنه لا يحق لأي شخص مهما كان أن يشوّه سمعة البرلمان من الخارج من خلال اتهامات لا أصل لها. إن السعي لإلقاء ظل منظمة فتح الله كولن على البرلمان انطلاقًا من تعديل قانوني سانده جميع الأحزاب السياسية قبل نحو 11 عامًا ليس إلا عدم احترام لهذا البرلمان بأخفّ العبارات”.
واعتبر الرئيس أردوغان تصريحات رئيس الأركان الأسبق إيلكر باشبوغ “هجومًا متعمدًا” على إرادة البرلمان، وحصانة البرلمانيين على حد سواء، ووصفها بأنها نابعة من عقلية ترنو إلى أيام “الوصاية العسكرية” في البلاد، على حد تعبيره.
تأتي تصريحات أردوغان شديدة اللهجة بعد ردّ المتحدث الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك على اتهامات باشبوغ عقب اجتماع مجلس الإدارة المركزي للحزب، حيث هو الآخر الذي دعا إلى تقديم شكوى عن باشبوغ للسلطات القضائية بتهمة الإساءة إلى البرلمان التركي.
ومع أن الرئيس أردوغان تحالف مع تنظيم أرجنكون بشكل صريح بعد عام 2013 حيث بعد فضائح الفساد والرشوة التي تورطت فيها حكومته، وفي مقابل إغلاق القضية، أمر أردوغان في عام 2014 بالإفراج عن المعتقلين العسكريين المتهمين بمحاولة الانقلاب ضده، متذرعًا بأن حركة الخدمة هي التي دبرت المؤامرة لاعتقالهم وليس هو، إلا أن مجموعة من العسكريين الموظفين حاليا والمتقاعدين بدأوا يتهمون أردوغان بأنه وحزبه “المسؤول السياسي” عن هذه المؤامرة ويصفونهم بـ”الذراع السياسية” لمنظمة فتح الله كولن؛ السلاح الذي يوجهه أردوغان ضد كل من يختلف معه أو يعارضه.
في خطاب ألقاه اليوم الأربعاء في البرلمان، قال أردوغان: “هناك عقلية تسعى دائمًا إلى نصب مؤامرات ضد الإرادة الوطنية والإساءة إلى مجلس الأمة الموقر”، ثم وجه دعوة لأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم برفع دعوى ضد إيلكر باشبوغ.
ومن اللافت أن هذه المواجهة بين أردوغان وأحد رجال أرجنكون جاءت بعد النزاع الذي اندلع بين تركيا وروسيا بسبب الصراع على مدينة إدلب، إذ كان زعيم حزب الوطن دوغو برينجك، أحد الأسماء الوازنة في تنظيم أرجنكون الذي يوالي في الوقت الراهن لروسيا، هدد الرئيس أردوغان بقوله: “إذا قمت بتسليح أوكرانيا ضد روسيا فإنك لن تستطيع البقاء في منصبك”.،