أنقرة (زمان التركية)ــ أبدى سياسي تركي معارض انزعاجه من اعتراض الرئيس رجب أردوغان على سيطرة الجيش السوري على بلدات جديدة في إدلب شمال سوريا، مطالبا الرئيس التركي وقف دعم كل “التنظيمات الإرهابية” في سوريا.
أران أردام عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الجمهوري التركي، استنكر في حديث لقناة (تيل 1) رد فعل الرئيس أردوغان وبعض المسؤولين حيال تقدم الجيش السوري في إدلب وقال “ما علاقة تركيا بإدلب ومن ثم لماذا تعترض أنقرة على تحرير الجيش السوري لمدن وبلدات وقرى سورية كان الإرهابيون يحتلونها منذ سنوات”. وفق ما نقلت وكالة (سانا).
وأضاف اردام “إذا كان أردوغان متضامنا إلى هذه الدرجة مع الإرهابيين من تنظيم جبهة النصرة الموجودين في إدلب ومحيطها يستطيع أن يأتي بهم إلى تركيا ويساعدهم كما يشاء من منطلقات عقائدية مشتركة”.
وشدد السياسي التركي المعارض على أنه ليس من حق أنقرة التدخل في أي مكان من سوريا وعليه أن يوقف دعمه لكل التنظيمات الإرهابية لأن ذلك لا يليق بعلاقات حسن الجوار كما يتناقض مع تفاهمات استانا وسوتشي التي تؤكد على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وكان أردوغان أعرب عن غضبه من استمرار قصف الجيش السوري لمدينة إدلب، بالرغم من تواجد القوات التركية فيها بموجب اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه في اجتماعات أستانا التي بدأت بشأن سوريا نهاية 2017 بين أنقرة وطهران وموسكو.
أردوغان أشار في حديث للصحفيين على متن طائرة الرئاسة التركية، خلال عودته من السنغال إلى أنه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاختيار إما تغيير علاقته مع سوريا أو اتباع علاقات مختلفة مع تركيا.
وأضاف أردوغان: “حسب الوضع الراهن، روسيا لم تلتزم باجتماعات أستانا، أو حتى سوتشي. رجالنا يجرون لقاءات مع نظرائهم. ويقولون لهم في تلك اللقاءات: إما أن توقفوا هذا القصف وهذه الهجمات على إدلب، وإلا فإن صبرنا ينفذ. وسنقوم بعمل اللازم بعد ذلك” في إشارة إلى اجتماع رئيسا المخابرات التركي والسوري في موسكو هذا الشهر.
ووجه أردوغان انتقادات لروسيا بسبب هجماتها التي تقول إنها لمكافحة الإرهاب إفي دلب التي يتواجد فيها أيضا عناصر هيئة تحرير الشام، قائلًا: “من هم الإرهابيون؟ هل من يدافع عن أرضه إرهابي؟ إنهم مقاومة. إن سألتهم ستجد أنهم يقولون إن 4 ملايين سوري آخرين في تركيا إرهابيون. من أين فروا هؤلاء؟ جاءوا فارين من ظلم الأسد”.
أما فيما يتعلق بمفاوضات أستانه، قال أردوغان في رده على الصحفيين: “لم يتبق شيء مما يسمى مفاوضات أستانة. مفاوضات أستانة غائبة الآن.”
واليوم ناقش رئيس الأركان بالجيش الروسي فاليري غيراسيموف، في اتصال هاتفي، مع نظيره التركي ياشار غولر، الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب بسوريا.
ومؤخرًا سيطر الجيش السوري على بلدة معرة النعمان الاستراتيجية أكبر البلدات في جنوب إدلب بشمال سوريا، في ظل هجوم بري كانت قوات الجيش السوري والعناصر المدعومة من إيران، قد بدأته على المناطق الريفية الجنوبية والغربية بمنطقة خفض التوتر في إدلب، يوم 17 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وأسفر الهجوم البري للجيش السوري عن نزوح عدد كبير من المدنيين من أهالي إدلب إلى الشريط الحدودي مع تركيا، والتي وصل عددها إلى نحو 480 ألف مدني وصلوا إلى الحدود التركية.
ومع دخول قوات الجيش السوري إلى مدينة إدلب، أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها سترد بدون أي تردد على أي محاولات قد تعرض نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب للخطر.
وأقام الجيش التركي، منذ بداية 2018، 12 نقطة مراقبة في إدلب وحولها، بموجب اتفاق “خفض التوتر” المعلن في محادثات “أستانة”.
وعقب التقدم البري لقوات الجيش السوري في شمال سوريا، حوصرت الشهر الماضي نقطة المراقبة في مدينة مورك بريف حماة ونقطة مراقبة الصرمان بريف إدلب، فيما باتت نقطة المراقبة في معرحطاط بالقرب من مدينة معرة النعمان، شبه محاصرة.
–