أنقرة (زمان التركية) – قال العقيد التركي السابق حسين دميرتاش، إنه تم الزج بطلاب المدارس العسكرية، الذين حكم عليهم بالمؤبد بتهمة المشاركة في المحاولة الانقلابية عام 2016 كبش فداء لمدبري الانقلاب الحقيقيين، موضحا أن التهم الموجهة إليهم تخلو من أي أدلة ملموسة.
وبعد انقلاب 15 يوليو/ تموز، تم فصل الآلاف من الطلاب العسكريين وحكم عليهم بالسجن المؤبد باعتبار أنهم شاركو في محاولة الانقلاب، ذلك رغم أنهم نفذوا اوامر قادتهم بالنزول إلى الشارع فقط.
دميرتاش اتهم من المنفى، مدير أمن إسطنبول، مصطفى شاليشكان، بأنه أول عما حدث لطلاب المدارس العسكرية، قائلا: “الأمر وما فيه أنه في تلك الليلة تم دس ميليشيات في صفوف المواطنين الأبرياء وتوجيههم إلى أماكن محددة. وتم توجيه الجنود إلى أماكن محددة أمام أعين قادتهم (ضمن المخطط). وأقدم القتلة المندسون بين المدنيين الذين كانوا يرتدون عمامات وسراويل فضفاضة، بل ويحملون العلم التركي، على ذبح جنودنا وهم يرفعون هتافات التكبير. مدعو العموم حموا هؤلاء القتلة خلال الجلسات كي لا يصيبهم مكروه، وقام أفراد الأجهزة القضائية بالتستر على ملفاتهم لمدة ثلاث سنوات ونصف. الوضع واضح وجلي بهذا القدر”.
وخلال مشاركته على قناة الصحفي، أحمد نسين، المعروف بتوجهاته اليسارية الليبرالية، على موقع يوتيوب، روى دميرتاش المكيدة المدبرة لطلاب المدارس العسكرية ليلة 15 يوليو/ تموز خطوة بخطوة، حيث ذكر أن زيارة قائد القوات الجوية، عابدين أونال، لطلاب المدارس العسكرية في المخيم يوم الخامس عشر من يوليو/ تموز 2016 لم تكن زيارة طبيعية، مفيدا أن ملابسات ليلة الانقلاب لن تنكشف طالما لا تزال شخصيات كخلوصي آكار وهاكان فيدان وطيب أردوغان وزكائي أكسكالي وبولنت بوستان أوغلو وعابدين أونال وأميت دوندار يجلسون على قمة الهرم.
وتناول دميرتاش المؤامرة، التي تم تدبيرها لطلاب المدارس العسكرية ليلة الانقلاب، قائلا:
“يتجادل أشخاص غير عسكريين حول الانقلاب. إن كنتم ترغبون في معرفة ما حدث فعلا ليلة الخامس عشر من يوليو/ تمور 2016 فإنه يتوجب عليكم النظر إلى الأمر من منظور رجل الدولة، فعندما تنظرون إلى تحركات الأشخاص في تلك الليلة ستحلون غموض تلك الليلة بكل سهولة. هذه الواقعة لن تنكشف ملابساتها طالما أن شخصيات مثل خلوصي آكار وهاكان فيدان وزكائي أكسكالي وبولنت بوستان أوغلو وعابدين أونال وأميت دوندار لم تنطق بما تعرف”.
” اعتبارا من الساعة 00:17 غادر طلاب المدارس العسكرية يالوفا وتم اقتيادهم إلى إسطنبول. وكان والي إسطنبول، ويسل شاهين، ومدير أمن إسطنبول، مصطفى شاليشكان، وقائد الجيش الأول، أوميت دوندار، حاضرين في المكان الذي نسميه “جسرا”. هم أيضا متورطون في الأمر. وفي تمام الساعة 21:41 تحدث أوميت دوندار مع قائد البحرية “ويسل كوسالا، حيث كان يحذره من الأحداث التي ستشهدها البلاد. وعلى خلفية هذا التحذير اختبأ كوسالا في الغابة. الجندي التركي المخلص لن يفعل شيئا كهذا”.
مشاهدة المذبحة من خلف الكاميرات
“في تمام الساعة 22:45 كان هؤلاء الأشخاص، الذين ذكرتهم قبل قليل، في مباني خشبية وبلاستيكية على دعامة الجسر الذي نعبره من الجانب الأوروبي إلى الجانب الأسيوي. هؤلاء الأشخاص ليسوا شخصيات منفردة. الوالي ويسل شاهين قام بتوجيه نحو 50 ألف شخص إلى اتجاهات معينة، وكانوا يشاهدون الأحداث من خلف الكاميرات”.
طلاب المدارس العسكرية كانوا نائمين
“في تمام الساعة 22:45 كان طلاب المدارس العسكرية يغطون في النوم على أسرتهم، ولم يكونوا على علم بأي شيء. هؤلاء الطلاب غادروا يالوفا في تمام الساعة 00:17 ووصلوا إلى إسطنبول في خمس مجموعات. كان يتم تتبع هؤلاء الطلاب منذ انطلاقهم من يالوفا. في تلك الأثناء تبين أن شخصيات لا علاقة لها بالأمر تواصلت مع بعضها البعض، ولاحقا وصل هؤلاء الطلاب إلى نقاط مختلفة في حوالي الساعة 1:30 -2:00. وكانت الميليشيات المسلحة تنتظرهم في تلك النقاط لقتلهم. كان يظهر مدنيون يطلقون النار على الجنود والمدنييين برشاشات آلية من الطرف الجانبي. المحكمة أيضا على علم بهذا، لكنها حكمت بالمؤبد على هؤلاء الطلاب على الرغم من اطلاعها على هذه الأدلة. شهود العيان شهدوا ببراءة الطلاب، حيث حضر الجلسة 10 شهود لكن المحكمة استمعت إلى 2-3 منهم فقط. تتفاجأ بأن الأمور تسير في صالح الطلاب فتقرر عدم الاستماع للآخرين. وضعوا القضاة أمام خيارين “إما الانصياع لتعليماتهم وإما الموت”.
جنرال مرموق مثله عجز عن تفريقهم
“في حوالي الساعة 02:00 أوقف المواطنون الطلاب الذين وصلوا إلى الجسر. حرقوا محرك الحافلة وعندها خبأ الطلاب أسلحتهم كي لا يستفزوا المواطنين المتجمعين. كل من هؤلاء الطلاب كان يمتلك بحوزته 40 رصاصة، لكنهم لم يستخدموا أيا منها. في تقريرها للجنة البرلمانية للتحقيق في المحاولة الانقلابية زعم أوميت دوندار أنه توجه إلى الجسر لكنه لم يتوسم فيهم الخير، حيث كانوا يطلقون الأعيرة النارية في الهواء فعاد أدراجه، بحسب زعمه. جنرال مرموق مثله توجه إلى الجسر ولم يتوسم خيرا في الطلاب فعاد أدراجه دون أن يستطيع تفريقهم! أيعقل هذا؟ والي إسطنبول يعجز عن القبض على 15-20 طالبا كانوا هناك. هل يعقل ذلك حقا؟ يوجد الآلاف من عناصر الشرطة تحت إمرته. بل يمكن أن يأمر عناصر الشرطة باعتقالهم وإيقافهم بكل سهولة. إذا لماذا وجهتم المواطنين المحتشدين هناك تجاه الطلاب العسكريين؟ هل أطلقتم عليهم النار باستخدام قناصة مهرة؟”.
إغلاق الجسر بحجة استعداد داعش لهجوم
“في حوالي الساعة 1:30 توجه الجنود إلى جسر البسفور بحجة أن تنظيم داعش سينفذ هجوما لتفجير الجسر. من يزعمون أن الطلبة العسكريين أغلقوا الطريق بهدف الانقلاب لا يحترمون عقولهم. في تلك الأثناء كانت الشرطة قد أغلقت الجانب الآخر للجسر ولم يحدث أي شيء هناك لساعات. كان يوجد نحو 3-4 من عناصر الشرطة. وطالبت عناصر الشرطة هذه المواطنين بالتوقف عن التدفق على الجسر فيتوقفون بالفعل. لكن ثم يتلقي هذا الشرطي اتصالا هاتفيا ويفتح في إثره الطريق أمام المواطنين. هذه خطوة غير منطقية ! وأحداث الانقلاب والشغب تبدأ بعد تلك اللحظة”.
” كان هناك جنود وطلاب على متن الحافلة اضطروا إلى مغادرتها كي لا يتسممون من الدخان. ثم يتم تحطيم نافذات الحافلة، ويتم طعن وذبح بعض من الطلاب الذين ترجلوا من الحافلة. ويتفرّق جزء من الطلاب يمينا ويسارا للاختباء، بينما يتوجه جزء آخر إلى صفوف الجنود. انتظروا هناك حتى الصباح وسلموا أنفسهم إلى الشرطة. وضعوا أسلحتهم وذخيرتهم وكل ما كان بحوزتهم على الأرض. وتراجعوا مسافة 50 مترا إلى الخلف، ومن ثم أعطوا ظهورهم للمواطنين. القائد هناك أبدى موقفا نبيلا، وقاموا بتسليم أنفسهم للشرطة”.
مصطفى شاليشكان هو الشخص المسؤول عن مقتل هؤلاء الطلاب
“بسبب تراجع عناصر الشرطة من الجسر، يتوجه المواطنون (ومن بينهم القتلة) لقتل الطلاب. في تلك اللحظة تم ذبح طالبين. قام أحد أفراد الشرطة من أصحاب الضمائر بمطالبة شاليشكان عبر اللاسلكي بإرسال دعم لهم وإبلاغه أن المواطنين سيقتلون الجنود هناك. سمعتْ جميع عناصر الشرطة هذه الرسالة، وبات مصطفى شاليشكان هو الشخص المسؤول عن ذبح هؤلاء الطلبة وإلقاء جثامينهم من أعلى الجسر حيث منع إرسال الدعم إلى هناك”.
التستر على القتلة لثلاث سنوات ونصف
“الأمر وما فيه أنه في تلك الليلة تم دس ميليشيات في صفوف المواطنين الأبرياء وتوجيههم إلى أماكن محددة. وتم توجيه الجنود إلى أماكن محددة أمام أعين قادتهم (ضمن المخطط). وأقدم القتلة المندسون بين المدنيين الذين كانوا يرتدون عمامات وسراويل فضفاضة، بل ويحملون العلم التركي، على ذبح جنودنا وهم يرفعون هتافات التكبير. مدعو العموم حموا هؤلاء القتلة خلال الجلسات كي لا يصيبهم مكروه، وقام أفراد الأجهزة القضائية بالتستر على ملفاتهم لمدة ثلاث سنوات ونصف. الوضع واضح وجلي بهذا القدر”.
–