نيويورك (زمان التركية) – زعمت الكاتبة الصحافية ميسر يلديز وجود حرب داخلية بين وزير الدفاع خلوصي أكار، والقائد بالقوات البحرية اللواء جهاد يايجي.
الكاتبة ميسر يلدز تناولت في مقالها أمس الأربعاء المنشور بموقع (OdaTV)، بعنوان “ما وراء ستار الحرب الأخيرة في القوات المسلحة التركية”، أن: “القوات المسلحة التركية تشهد حربًا منذ فترة طويلة، وتظهر على وسائل الإعلام تارة وتبقى خلف الأبواب المغلقة تارة أخرى. الطرف الأول هو وزير الدفاع خلوصي أكار الذي يمتلك كافة الصلاحيات، والثاني هو القائد بالقوات البحرية اللواء جهاد يايجي”، مؤكدًة أن الخلافات باتت غير طبيعية في الفترة الأخيرة.
أوضحت الكاتبة أنه: “عندما تم التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا قدمها الجميع بما فيهم أردوغان وكأنها وليدة اللحظة، بينما قائد القوات البحرية اللواء جهاد يايجي هو مهندس هذه الاتفاقية. ونبهتُ وسائل الإعلام إلى أن الاتفاقية ليست وليدة اللحظة وإنما يعود تاريخها إلى عقد من الزمان، وأن الاتفاقية أصبحت معلقة بعد مقتل القذافي”.
وزعمت الكاتبة أن أردوغان بدأ يتدارك الخطأ بعدما أحدث ذلك صراعًا في جبهة اللواء يايجي ودفعت الرئيس التركي إلى مبادرات جديدة، الأمر الذي “أحزن” خلوصي أكار كثيرًا.
الكاتبة زعمت أن أردوغان أخذ صف يايجي بشكل غير معلن عندما صرح قائلاً: “المبادرات الخاصة بالاتفاقية المبرمة مع ليبيا ليست وليدة اللحظة، بل اتخذنا الخطوات الأولى لها قبل عشر سنوات. فالتقارير والخرائط والمقالات التي كتبها اللواء جهاد يايجي متوفرة للجميع.
وتابعت الكاتبة موضحة أن الصراع أخذ بعدًا آخر فيما بعد، حيث أن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم كالن دعا جهاد يايجي لحضور ندوة حوارية بعنوان “المعادلة الاستراتيجية في شرق المتوسط في ضوء الاتفاق مع ليبيا”، إلا أن أكار رفض السماح له بالحضور.
وأشارت الكاتبة إلى أن هناك أزمة في الترقيات داخل الجيش من أسباب هذا الصراع، قائلة: “كان من المتوقع أن يحصل يايجي على ترقية خلال اجتماع شورى القوات المسلحة في 2019، ولكن لم يحدث. وارتبط هذا الأمر بالخلاف القائم بينه وبين أكار. أما وسائل إعلام حزب العدالة والتنمية، اكتفت بالاندهاش فقط وأخذت صف يايجي. أما ساحة الصراع الجديد بين أكار ويايجي هي ليبيا”.
أما كواليس القوات المسلحة التركية فتتحدث عن أن جيهاد يايجي إما سيتم تعيينه قائدًا للأسطول أو سيغادر منصبه للتقاعد، وسيعين مستشارًا لأروغان.
وقبل أن يوقع أردوغان اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع طرابلس بنحو شهر، تناقلت وسائل الإعلام، دعوة اللواء التركي جهاد يايجي، في كتاب بعنوان “ليبيا جارة تركيا من البحر”، بلاده إلى توقيع اتفاق مع ليبيا لتحديد مناطق النفوذ البحرية، وأشار إلى أن المنطقة التي ستنشأ من خلال ترسيم الحدود ستحول دون توقيع اليونان اتفاق منطقة اقتصادية خالصة مع قبرص اليونانية ومصر وتوقيع قبرص اليونانية اتفاقا مماثلا مع ليبيا.
واعتبر جهاد يايجي أن الظروف الحالية في ليبيا تشكل أنسب أرضية لتوقيع اتفاق تحديد مناطق النفوذ البحري المتبادل بين تركيا وليبيا، على حد قوله، ما يعد كاشفا على دعم تركيا للإرهاب في ليبيا.
وحول تصاعد حالة التوتر داخل الجيش التركي بعد نقلاب عام 2016، كانت منظمة “Rand Corporation” الأمريكية للحريات والرأي، زعمت وجود حالة غضب شديدة للغاية بين الجنود من المستوى المتوسط داخل الجيش التركي، في وجه قيادات الجيش الحالية وكذلك بسبب التصفية التي تتم ضد القادة.
المنظمة أوضحت أن حالة الغضب داخل الجيش بدأت تتصاعد، مع وجود إشارات على أن الأمر قد يتحول إلى محاولة انقلاب؛ أما عن الخلافات الموجودة داخل الجيش فالإعلام التركي يتحدث عنها على استحياء منذ فترة.
–