بقلم: ماهر مهدي
(زمان التركية)- كانت الساعة قد تجاوزت الساعة الواحدة صباحا، عندما وصلت المطار الدولي للعاصمة للسيراليوتي فريتاون في طريقي إلى القاهرة، عندما نظرت إلى تذكرة السفر الإلكترونية التي أحملها والتي اشتريتها من إحدى الشركات السياحية المعروفة لي.
ولم أصدق عيني ولم أصدق ما قرأت لتوي في الصفحة الأولى من التذكرة ذات الصفحتين، إذ كانت رحلتي من العاصمة السيراليونية فريتاون إلى العاصمة المصرية القاهرة – كما حجزت لنفسي لدى شركة السياحة – وإنما نصت بيانات التذكرة على أنني أتجه من سيراليون إلى العاصمة اليونانية أثينا. ففغرت فاها وأنا أحملق مذهولا إلى بيانات التذكرة وأعيد قراءة صفحتي التذكرة، لعلي أكتشف ما برياني فلم أجد شيئا سوى تلك المفاجأة في تلك الساعة من الليل، فضحكت من الألم، ودعوت الله أن يساعدني. فالرحلة من العاصمة فريتاون إلى مطار لونجي مهلكة وخطرة نوعا ما، وتستغرق عدة ساعات.
نعم، يحتاج المرء عدة ساعات للذهاب من فريتاون إلى مطار لونجي الدولي، فيصل المرء من منزله أو عمله أو نقطة تحركه بالسيارة إلى مرفأ عبارة بحرية، ثم ينتظر قرابة الساعة – لحين وصول لعبارة – ثم يبدأ الصعود إلى العبارة. وتستغرق العبارة حوالي نصف الساعة في الطريق من المدينة إلى مرفأ مطار لونجي الدولي، ثم يتجه الراكب إلى المطار في سيارات نقل تستغرق حوالي نصف الساعة أيضا. وهكذا، لم أكن أحب أن أفكر قط في إمكانية العودة مرة أخرى إلى فريتاون في تلك الليلة، فالعودة الخائبة – بعد قضاء تلك الساعات الطويلة في الطريق – أشبه ما تكون بالكابوس والعياذ بالله. بل إن التوجه إلى اليونان بدلا من مصر أقل مشقة وتعاسة من العودة إلى مقر إقامتي. وشرعت على الفور في الاتصال بشركة السياحة التي اشتريت منها تذكرة السفر، وأنا أتخوف ألا يرد أي مسؤول على اتصالي التليفوني في الواحدة والنصف صباحا، ولكن المسؤول رد على مكالمتي واعتذر عن الخطأ وشرع في البحث عن مقعد لي على أية خط للطيران من مدينة الدار البيضاء المغربية إلى القاهرة، فلم يعثر على شىء بدرجة رجال الأعمال. وازداد توتري ورجوت مسؤول شركة السياحة أن تحاول البحث مجددا، فلم نعثر على مقعد إلى القاهرة، سوى بالدرجة السياحية على مصر للطيران، وراح المسؤول يعتذر مجددا ويؤكد لي أنه سيعاود البحث في الصباح، بعد أن تجاوزت الساعة الثانية والنصف صباحا. وقبل أن يستأذنني الرجل لينهي المكالمة، طلبت منه أن يحجز المبدع المتوفر بالدرجة إلا سياحية على مصر للطيران من الدار البيضاء إلى القاهرة، لأنجو من خيبة الرجا. فأنا لم أعثر على مقعد بدرجة رجال الأعمال لاحقا، وصلت معذبا بالدرجة السياحية، ولكن في موعدي.
الخطوط المغربية هي الأفضل في سيرالي.