أنقرة (زمان التركية) – قال الرئيس التركي رجب أردوغان، إن أزمة إدلب شمال سوريا، آخر المناطق التي تحتمي بها المعارضة، ستكون محل نقاش في قمة برلين المنعقدة اليوم حول السلام في ليبيا.
أردوغان قال اليوم من المطار قبل المغادرة إلى ألمانيا: ” نأمل أن تكون قمة برلين وسيلة لاتخاذ إجراءات ستنهي معاناة الشعب الليبي. الوضع في إدلب أيضا هو أمر آخر يستوجب التحرك بشكل عاجل خلال الآونة الأخيرة”.
أضاف “على الرغم من وقف إطلاق النار نرى أن النظام السوري يواصل مذابحه. وانطلقت موجات الهجرة مجددا. لقد حان الوقت لإنهاء وحشية النظام السوري”.
وقبل أربعة أيام، انهار اتفاق وقف إطلاق النار الذي طالب به الرئيس أردوغان قبل أسبوع في شمال سوريا، وأعلنت روسيا موافقتها عليه.
في سياق آخر، اعتبر أردوغان أن اليونان تشعر بانزعاج شديد لعدم دعوتها إلى قمة برلين، وقال كذلك إن الاتفاقيات الموقعة بين تركيا وليبيا أثارت جنون اليونان، وباتت تسعى لجذب الأطراف التي تتوافق معها تركيا في خطوة انتقامية، في إشارة إلى الزيارة التي قام بها أمس المشير خليفة حفتر إلى ليبيا.
وزعم أردوغان أن قوات خليفة حفتر لا تمتلك قوة عسكرية ذات قيمة وكون فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني زعيما تعترف به الأمم المتحدة قائلا: “قامت اليونان بدعوة حفتر. أتساءل ما إن كانوا قد أجروا هذه اللقاءات لإظهار إلى أي مدى ستبلغ خطواتهم الانتقامية هذه عقب عدم دعوتهم إلى ألمانيا. لا قيمة لكل هذا بالنسبة لنا. سنتمكن من رؤية الأمر برمته وفقا لما سيقوله حفتر في قيمة برلين، لكن كيرياكوس ميكوتاكيس يلعب اللعبة بشكل خاطئ. الخطوات التي اتخذها خاطئة ولم يبدأ الأمر بداية جيدة ولا يتخذ خطوات جيدة في علاقاته مع تركيا”.
وزعم أردوغان في تصريحاته أن المجتمع الدولي حتى اليوم لم يبدِ رد الفعل اللازم تجاه الهجمات المتهورة لخليفة حفتر وتجاهل ممارساته لفترة طويلة، مفيدا أن هذه القمة تعقد بعد مرور تسعة أشهر على بدء الهجمات على طرابلس وعقب جهود استمرت لمدة أربعة أشهر.
وأضاف أردوغان أن تركيا اتخذت موقفا متسقا منذ اندلاع الأزمة في ليبيا ودعمت الأعمال القائمة في الأمم المتحدة وعززت الحوار مع حكومة الوفاق.
وكان الرئيس أردوغان نشر مقالا في مجلة “Politico” الأمريكية، قبيل يوم من انطلاق قمة برلين حول الأزمة الليبية، حمل عنوان: “الطريق للسلام في ليبيا يمر من تركيا” ودعا فيه إلى دعم حلفائه في طرابلس حكومة الوفاق الوطني.
مشاركة أردوغان في قمة برلين، جاءت بعد دعوة وجهت في اللحظات الأخيرة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث أجرت اتصالا بأردوغان مساء أمس بحسب ما أفادت رئاسة إدارة الاتصال التابعة لرئاسة الجمهورية التركية.
وأمس قال الرئيس أردوغان، أن الوجود التركي في سوريا وليبيا متواصل إلى حين تحقيق بلاده أهدافها؛ وأنه سيتم تسخير كل الإمكانات لذلك، ملوحًا بمزيد من التقدم في الأراضي السورية.
وخلال احتفال بمد السكة الأولى من مشروع “قطار أنفاق غيرت تبه ـ مطار إسطنبول” قال أردوغان بخصوص الوجود التركي في سوريا أكد أردوغان أن “تركيا ستواصل البقاء في سوريا حتى تأمين حدودها الجنوبية وتحقيق استقرار أشقائنا الذين يعيشون هناك بشكل كامل، وقد تواصل التقدم أكثر (داخل سوريا)”.
أما فيما يخص ليبيا، قال أردوغان إن الوجود التركي مستمر هناك حتى الإقرار بحقوقها في المتوسط وتوفير الآمان لحكومة الوفاق الوطني.
–