إسطنبول (زمان التركية) – قال البرلماني التركي المعارض عبد اللطيف شنار إن الرئيس رجب أردوغان يعلم أن الوضع الحالي يشير إلى أن حزبه سيخسر جميع الانتخابات التي سيخوضها، وأن مشروع قناة إسطنبول من الحيل التي يحاول بها أردوغان تعويض فقدان شعبيته.
نائب رئيس الوزراء التركي السابق عبد اللطيف شنار الذي كان أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية قبل الانتقال إلى صفوف حزب الشعب الجمهوري المعارض، اعتبر أن أردوغان يعوض فقدان شعبيته “لذلك يقوم باختبار أشياء وحيل جديدة للخروج من هذا النفق”.
عبد اللطيف شنار، البرلماني المعارض عن مدينة قونيا، علق على السياسات التركية الداخلية والخارجية، وكذلك الأحزاب الجديدة المنشقة عن حزب العدالة والتنمية، بالإضافة إلى الأزمة الليبية ومشروع قناة إسطنبول.
شنار قال: “الأزمات التي تعرض لها العالم الإسلامي بسبب أردوغان، غير مسبوقة. انتهى عصر فوز أردوغان بالسلطة عن طريق الانتخابات. سيخسر في كل انتخابات سيخوضها بعد ذلك. لذلك يقوم باختبار أشياء وحيل جديدة للخروج من هذا النفق. خاصة أنه لا يوجد أي شيء صحيح وسليم قام به أردوغان في آخر 3-4 سنوات”.
أضاف “ما قامت به حكومة أردوغان من أبسط الأمور وحتى أدقها، خاطئة، وجروا البلاد إلى كارثة. هناك نهب مخيف في تركيا. بسبب استمرار هذا النهب لن يكون الاقتصاد أو السياسات الخارجية بخير”.
ورأى أن جزءً من ناخبي حزب أردوغان سيمنحون أصواتهم للأحزاب السياسية الجديدة، قائلًا: “الأحزاب الجديدة ستحصل على أصوات من ناخبي حزب العدالة والتنمية. في الحقيقة جميع الأحزاب تحصل على أصوات من حزب العدالة والتنمية؛ سواء الحركة القومية أو الخير أو الشعب الجمهوري أي الشعوب الديمقراطي. ناخبو حزب العدالة والتنمية توزعوا وتوجهوا إلى أحزاب أخرى. وهذا ما نراه في استطلاعات الرأي الأخيرة”.
عبد اللطيف شنار أكد أن مشروع قناة إسطنبول الجديدة هو تخريب للطبيعة ونهب وسرقة كبيرة، قائلًا: “هذا المشروع يعني خرق اتفاقية المضايق (مونترو)، والسماح للأسطول الأمريكي بالتواجد في البحر الأسود، وهو المنطقة الوحيدة الخالية من الأسطول الأمريكي حول العالم. المشروع لا فائدة منه بالنسبة للمواطنين. ولكن ما يقوي أردوغان ويدفعه لتنفيذ المشروع هم من يريدون نهب المنطقة، ويلهثون وراء المكاسب العقارية، فضلًا عن ابتزازه بالتحقيق في مصادر أمواله هو وعائلته”.
ويوم الأحد الماضي نظم المئات من سكان مدينة إسطنبول سلسلة بشرية احتجاجا على طرح مشروع قناة إسطنبول للمناقصة، ونظمت السلسلة تنسيقية “إما القناة وإما إسطنبول” التي تضم أكثر من 120 شخصية ومنظمة معارضة لمشروع القناة.
ويحذر خبراء جيولوجيا من أن المشروع سيسبب كارثة بيئية لقربه من منطقة نشطة بالزلزال، مطالبين بإلغائه، ويعارض المشروع رئيس بلدية أنقرة أكرم إمام أوغلو.
وفي ديسمبر/ كانون الماضي قال الئيس رجب أردوغان: “سنطرح مناقصة مشروع قناة إسطنبول المائية ونبدأ بتنفيذ المشروع في أقرب وقت”. وأضاف: “لم ولن نسمح لأي قوة بالحيلولة دون تحقيق تركيا أهدفها لعام 2023”.
وكشف وزير النقل التركي، جاهد طورهان، أن التكلفة الإجمالية لقناة اسطنبول، تبلغ 25 مليار دولار.
وتعود بداية طرح فكرة مشروع قناة إسطنبول لعام 2011 عندما أعلنه الرئيس التركي رجب أردوغان، حينما كان رئيساً للوزراء لربط بحر “مرمرة” بالبحر “الأسود” في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترًا، بموازاة مضيق البوسفور.
وتقول حكومة العدالة والتنمية إن المشروع سيخلق مناطق جديدة قادرة على جذب السكان وتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور، أحد أكثر مسارات سفن الشحن نشاطًا.
–