قرطاج (زمان التركية)ــ تسبب توقيت الزيارة المفاجئة لرئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي وزعيم حركة النهضة إلى تركيا ولقائه الرئيس رجب أردوغان في جدل كبير، دفع برلمانيين إلى طلب سحب الثقة منه.
وجاء لقاء الغنوشي بالرئيس أردوغان في قصر دولمه بهتشه، السبت الماضي، بعد يوم واحد من رفض منح الثقة لحكومة الحبيب الجملي.
وعقدت أمس الأربعاء جلسة مسائلة لرئيس البرلمان حول زيارته تركيا، فيما رفض الغنوشي الذي أدار الجلسة بنفسه الاتهامات التي وجهت إليه، والإفصاح عن فحوى الزيارة واصفا لقائه أردوغان بالزيارة الشخصية التي تأتي في إطار منصبه الحزبي.
وصوت نواب البرلمان بـ 122 صوتا، مقابل رفض 20 نائبا، وتحفظ 8، على مساءلة رئيس المجلس.
وقادت النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر، حملة الهجوم على الغنوشي في البرلمان وطالبت في كلمتها بسحب الثقة “من هذا الشخص” في إشارة إلى الغنوشي.
وعلى إثر مشادة بينها وبين رئيس مجلس النواب، وقطع الكلمة عنها لمطالبته اياها بإحترامه طالبت عبير موسي بإعادة الكلمة لها مضيفة “رجعلي وقتي أنا نسائل فيك مانيش نطبلك كيما جماعتك”.
وقالت عبير موسي “الزيارة التي أداها راشد الغنوشي إلى تركيا حتى بصفته الحزبية هي دليل جديد على ارتباط حزبه بتنظيم الإخوان المسلمين في العالم”.
واعتبرت رئيسة الحزب الدستوري الحرّ إن الغنوشي غير مؤتمن على أسرار الدّولة، قائلة ”ليس من حقّك بعد حضور مجلس الأمن القومي وبعد الإطّلاع على الخطّة الأمنيّة والعسكريّة التونسيّة وبعد الإطلاع على دواليب الدولة وعلى أسرارها، أنّك تحشر البرلمان والشعب التونسي في اصطفاف محاور وأن تذهب لرئيس دولة أجنبيّة وتقابله في جلسة مغلقة على الإعلام بدون إستشارة رئاسة الجمهوريّة ولا وزارة الخارجيّة في ظلّ غياب سفير تركيا بتونس”. وأتبعت ”ليس من حقّك أن تُفشي أسرار الدولة التونسيّة”.
وعلى خلفية زيارته لتركيا، أعدت عبير موسي، عريضة لسحب الثقة من رئيس البرلمان ووقع 17 نائبا من كتلتها على العريضة وقدّمتها لباقي الأحزاب للتوقيع عليها.
ومن المعروف اربتاط حركة النهضة التونسية بحزب العدالة التنمية الحاكم في تركيا، الأمر الذي يغضب بقية الأحزاب السياسية.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان زار تونس في الربع الأخير من الشهر الماضي، بحثا عن دعم لتدخله في تركيا، إلا أنه قوبل برفض واضح من الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد.
–