طرابلس (زمان التركية) – تسبب رفض قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في تجدد المخاوف حول الملف الليبي، وتوسع الدور التركي.
قرار حفتر المفاجئ بمغادرة، العاصمة الروسية موسكو بشكل مفاجئ، دون أن يوقع على اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، حاولت موسكو إخفائه في البداية، بإعلانها أنه يريد الحصول على يومين إضافيين من أجل التفكير، فيما قالت تقارير في وقت لاحق أن حفتر رفض التوسط التركي.
الخبير الأمني والمحلل التركي في مؤسسة تركيا للدرسات الاقتصادية، نهاد علي أوزجان، أوضح أن حفتر لم يغادر الاجتماعات في موسكو بإرادته وبقراره الشخصي، على حد زعمه.
وأكد أوزجان على أن فهم الأمر بشكل صحيح يستوجب النظر إلى الدول الداعمة له، قائلًا: “أرى أن مغادرة حفتر للاجتماعات يشير إلى أن مجموعة الداعمين له غير راضين عن التطورات الأخيرة” ويرغبون في استمرار العملية العسكرية حتى السيطرة على العاصمة طرابلس.
وأشار أوزجان إلى أن السبب وراء القدرات العسكرية لحفتر هي الشركات المسلحة الخاصة الروسية التي تقدم له الدعم في صفوف القتال، مؤكدًا أن الأزمة الليبية ازدادت تعقيدًا بعد أن تدخلت تركيا فيها.
وأكد أن السبب الرئيس للأزمة الليبية وفشل المفاوضات برعاية تركية روسية، هو أن كلا منهما يدعم فريقا مختلفًا من الفريقين المتناحرين هناك؛ حيث تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني، التي يرأسها فايز السراج، وتحظى باعتراف دولي من الأمم المتحدة، وتقدم تركيا الدعم العسكري للحكومة من خلال مبيعات السلاح والمهمات العسكرية، لذلك فإن حفتر وبرلمان طبرق يرون تركيا عدوًا.
الكاتب والمحلل السياسي الروسي كريم هاص، أكد أن موسكو هي من أقنعت تركيا بالتوسط لإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا، مشيرًا إلى أن لهجة خطابات أردوغان أصبحت أكثر نعومة ومرونة عقب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإسطنبول في 8 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وقال هاص: “ولكن بعد تعثر المفاوضات في موسكو، عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرة أخرى إلى مهاجمة حفتر، بعد استراحة لنحو أسبوع”.
وأشار إلى أن أردوغان وجه تهديدات إلى حفتر خلال كلمة له أمس الثلاثاء أمام البرلمان التركي، خاصة بعد أن غادر حفتر اجتماعات موسكو دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، وقال: “سنتابع ما سيتم في الأيام المقبلة بين حفتر والحكومة الشرعية للبلاد. في حالة استمرار هجماته على الحكومة الشرعية في البلاد وإخوتنا في ليبيا، فإننا لن نتوانى لحظة في تلقين حفتر الانقلابي الدرس الذي يستحقه”.
وأكد المحلل السياسي كريم هاص، أن عدم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، سينتج عنه تكثيف تركيا لعملياتها الخاصة بإرسال السلاح والمعدات العسكرية إلى طرابلس، منتهكة لقرارات الحظر الدولية المفروضة على مبيعات السلاح لليبيا، بالإضافة إلى تكثيف رحلات نقل المقاتلين من سوريا إلى ليبيا.
وأشار إلى أن نظام أردوغان يرى أن استمرار الأزمة في ليبيا يمثل مصدرًا جديدًا للأموال، بالرغم من خطورة الموقف، مشيرًا إلى صفقات بيع السلاح والمعدات العسكرية التي تجريها تركيا مع حكومة الوفاق الليبية.
–