أنقرة (زمان التركية) – من ضمن الآلاف من الأتراك ضحايا مراسيم حالة الطوارئ، التي استمرت عامين منذ المحاولة الانقلابية في 2016، فصل منير كوركماز تعسفيا، من عمله كمدرس بمدينة أضنة، ثم فصل مرة أخرى من المنصب الذي وصل إليه العام الماضي بالانتخاب، بعد واقعة مشابهة سبقت ذلك بسنوات.
وكأن قرارًا واحدًا لا يكفي لمعاقبته، قال كوركمار: “عقب فصلي في عام 2016، تم انتخابي عضوا لمجلس بلدية شوكوروفا بمدينة أضنة عن قائمة حزب الشعب الجمهوري. وحصلت على محضر التنصيب الخاص بي، لكن بعد عملي باللجان لشهرين ألغت اللجنة العليا للانتخابات محضر تنصيبي. وبهذا أكون قد فُصلت للمرة الثالثة، حيث إنني عقب انقلاب الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول 1980 تم فصلي من عملي لأربع سنوات أيضًا، لكني عدت إليه مجددا بقرار من المحكمة”.
وأضاف كوركماز في حوار مع صحيفة جمهوريت أنه لا توجد أي دعاوى قضائية بحقه، وأنه فُصل من عمله لمشاركته في أنشطة وفعاليات نقابة التربويين فقط، مفيدا أنه شخص يرغب في الديمقراطية لأجل كل من يفكر في مصالح بلاده وأسرته وطلابه.
وخلال فترة حالة الطوارئ فصل أكثر من 130 ألف موظف من عملهم بتهمة دعم الانقلاب.
وأكد كوركماز أنه فُصل بطريقة لم يتمكن من استيعابها من مهنة التدريس التي مارسها بشغف وحب على مدار 29 عاما قائلا: “قضيت 25 عاما من عملي في مهنة التدريس في النضال النقابي. خلال تلك الفترة شغلت عدة مناصب في اللجان الإدارية بنقابة التربويين واتحاد النقابات العمالية. ولم أشارك في أي فعالية أو نشاط يدعم الإرهاب ولا يهدف للسلام”.
هذا وذكر كوركماز أنه لم يتمكن من مزاولة مهنة التدريس لمدة أربع سنوات لمعارضته المجلس العسكري لانقلاب الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول 1980 خلال فترة شبابه مشددا على عدم تقبله لعملية فصله من عمله بأي شكل من الأشكال.
وبات ضحايا المراسيم جرحا داميا خلال السنوات الأخيرة، إذ لا يتم منح المستحقات من التأمينات والمدفوعات المصرفية إلى ضحايا مراسيم الطوارئ، إلى جانب عدم السماح لهم بالعمل في القطاع الخاص، حيث تطالب الشركات والمؤسسات “تزكية” من السلطات الرسمية، وإذا تبين ورود اسم أحد من المواطنين في تلك المراسيم وإلا فإن طلبه يرفض مباشرة.
–