بقلم : حامد أوغلوا
(زمان التركية)- لطالما كانت الامبراطوريتين الصفوية والعثمانية على خلاف وشقاق وحارب كل منهما الآخر، وانتصرت الامبراطورية العثمانية في النهاية ولكن في وقتنا هذا نجد أن ايران وتركيا يتفقان أكثر مما يتصارعان، ما يجمعهما أكثر ما يفرقهما خاصة عندما يواجه إقليم الشرق الأوسط موجه من الاضطرابات الغير مسبوقة نتيجة لكثرة الصراعات وتعقد الأزمات بين دول الإقليم وصعود دول وتراجع دول أخري ومازالت دول الطوق (تركيا – إيران – إسرائيل) التي تحد المنطقة العربية تلعب دورًا مؤثرا في رسم خريطة التغيرات في المنطقة.
بعد ثورات الربيع العربي خاصة، أصبحت تركيا وإيران أكثر تاثير في المنطقة وتمحورت حول الدولتين مزيدُا من الدول والحركات السياسية وهذا تجلى في المحور التركي القطري(المحور السني الإخواني) والذي يضم جماعات الإسلام السياسي في المنطقة التى وصلت للحكم كما حدث في مصر ما بين أعوام 2011 إلى عام 2013 ثم حركة النهضة التى وصلت للحكم بعد ثورة الياسمين في تونس عام 2010 وشكلت الحكومة التونسية عبر تحالف الترويكا ثم أصبح راشد الغنوشي رئيسا للبرلمان التونسي في انتخابات العام الفائت، وأيضا الأحزاب الإسلامية التى قفزت على السلطة في ليبيا بعد مقتل العقيد القذافي إلى أن وصلنا إلى الدعم التركي لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج والمدعومة من تيارات الإسلام السياسي في ليبيا وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين، والمحور الإيراني (الشيعي) التقليدي والذي يضم بغداد وبيروت ودمشق وأخيرا انضمت صنعاء له، والذي اشتدت قوته بعد الربيع العربي وظهرت ميليشات عراقية مثل حزب الله العراقي بالاضافة لقوات الدفاع الشعبي في سوريا التى كونت لمحاربة المعارضة السورية المسلحة المدعومة، وفي اليمن أصبحت ميليشات الحوثي الانقلابية تسيطر على العاصمة صنعاء بدعم من إيران واستطاعت اغتيال رئيس الدولة السابق على عبد الله صالح بعد أن كان في تحالف مع الحوثي وايران، وأيضا تمتع حزب الله اللبناني بنفوذ أوسع بعد الربيع العربي وقرار إيران بحماية نظام بشار الأسد من السقوط عبر إرسال ميليشات طائفية لمساندته في مواجهة التمرد الشعبي ضده ، بالاضافة لمحور الاعتدال العربي الذي يضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن وهذه المحاور تكونت مؤخرا بعد الربيع العربي تحديدَا خاصة أنه قبل الربيع العربي لم تكن سوي إيران التى تحاول أن تقارع محور الاعتدال ولكن الربيع العربي خلق محور جديد وهو داعم لحركات الإسلام السياسي وهي جماعة الإخوان .
أولا: العلاقات بين العدالة والتنمية وإيران قبل الربيع العربي:
مع صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا بداية عام 2002 كانت ايران في نفس الوقت بدأت في تطوير تكنولوجيا نووية بهدف صنع قتبلة نووية من أجل ردع القوي الدولية ومع انسحاب إيران من منظمة حظر امتلاك السلاح النووي بدأت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بفرض مجموعة من العقوبات الرداعة ضد إيران لتضيق عليها بهدف منعها من استكمال برنامجها النووي وكان العدالة والتنمية بقيادة أردوغان يتحسس خطواته في الاقليم، ولم تكن تركيا لديها نفوذ يذكر في المنطقة العربية بل كانت تركز في كيفية الانضمام للاتحاد الأوروبي وكانت إيران دورها رسخ بالفعل من خلال نفوذها القوي في العراق بعد الاحتلال ولبنان بسبب حزب الله وسوريا بشكل أقل بسبب اتفاقية الدفاع المشترك.
تعاون دبلوماسي: وجد أردوغان في ايران فرصة لتعزيز مكانة تركيا الإقليمية من خلال دعم إيران دبلوماسيا والدفاع عنها في أروقة الأمم المتحدة وكونت تركيا مع البرازيل والهند دولا تراقب سلوك إيران مع دول 5+1 والتى تضم كل من إيران وفرنسا وإلمانيا وإنجلترا وروسيا والولايات المتحدة والتى فاوضت في النهاية إيران حول تحجيم برنامجها النووي، بل كانت تركيا صوت إيران الدبلوماسي في الدفاع عنها.
تعاون اقتصادي: حيث لعبت تركيا دورا في هروب إيران من العقوبات الدولية عبر طرق عدة من خلال بنك خلق بقيادة محمد هاكان أتيلا وأيضا رجل الأعمال التركي الإيراني رضا ضراب واعترفت الرئاسة التركية على لسان إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية (1) أن تركيا ساعدت إيران في الهروب من العقوبات من خلال بنك خلق التركي، وأيضا استفادت أنقرة عبر تعزيز العلاقات التجارية مع إيران واستيراد النفط الايراني المقيد استيراده في مقابل المجتمع الدولي بسبب العقوبات.
ثانيا : العلاقات التركية الإيرانية بعد الربيع العربي
كما ذكرنا، المشروع الإيراني في المنطقة انطلق مع سقوط نظام صدام حسين في 2003 واستطاعت أيران أن تسيطر على مقدرات العراق ولبنان وكان المشروع التركي لم يبدأ بعد والمتمثل في دعم تيارات الاسلام السياسي السني والذي بدأ بعد الربيع العربي أو الثورات المنادية باصلاحات سياسية في الدول العربية مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن وتلاقت أجندة تركيا وإيران في عدة دول وتنافرت في دول أخري
1- مرحلة تناقض الدور التركي الإيراني
(أ): سوريا
كانت سوريا قبل الربيع العربي تتمتع بعلاقات متميزة بين إيران وتركيا وظل أردوغان يسعي لاستيعاب النظام السوري وتقديم النصائح له لمدة سنة كاملة بعد اندلاع التظاهرات من خلال تطبيق خطة للإصلاح حيث تقدمت تركيا لإيران بصفتها حليف دمشق بخطة تؤدي لدمج الإخوان (3) المسلمين في السلطة في سوريا مع حزمة إصلاحات أخري بهدف تهدئة الشارع ولكن قابلها النظام السوري بالرفض وأمعن في استخدام الحل الأمني، ثم أنقلب وتحول الدور التركي بالكامل وبدأ في دعم الثورة السورية بل تسليح منتسبي الفصائل المسلحة والمنشقين من الجيش السوري بدعم من الولايات المتحدة ثم بدعم واسع من دول خليجية، ثم استنفر النظام السوري قواته واستدعى الدعم الإيراني عقب خسارة الأراضي لصالح المعارضة المسلحة وازدياد وتيرة الانشقاقات في الجيش السوري مما جعلها حربا بالوكالة (PROXY WAR) بين إيران والنظام السوري وحزب الله من جهه، وتركيا وقطر ودول خليجية دعمت التمرد الشعبي والعسكري ضد نظام بشار الأسد من جهة أخري، إلى أن حدث التدخل الروسي في سوريا في سبتمبر 2015 بهدف حماية النظام السوري من السقوط نهائيا بعد سيطرة المعارضة السورية على أكثر من 70 بالمائة من الأراضي السورية وبالتأكيد هذه الحرب بالوكالة أدت إلى تناقض المصالح التركية الإيرانية في سوريا، اختلفوا في كل شيء ولكن اتفقوا على تدمير مقدرات الدولة السورية وللأسف بمعاونة فئات من الشعب السوري تجد أن هذا في صالح سوريا فمحادثات استانة واتفاقيات خفض التصعيد كلها كانت خدم على الأجندة الإيرانية الروسية في سوريا بمعاونة تركيا وبالنهاية تحولت سوريا إلى منطقة تقاسم نفوذ إيراني روسي تركي، الشمال لتركيا منعا لقيام دولة كردية والوسط لايران لتعزيز الهلال الشيعي من إيران إلى سوريا إلى لبنان، بالاضافة للنفوذ الروسي عبر السيطرة على السواحل الروسية وبالنهاية روسيا أتت لكي تعيد التناغم للدور التركي والإيراني في سوريا وتفض الاشتباك بينهم.
(ب) العراق:
مع ازدياد زخم المظاهرات المنادية بالاصلاح في أكثر من منطقة عربية والتى عرفت لاحقا بالربيع العربي هبت نسمات الربيع العربي إلى العراق في 2013 وشعر المواطنين العراقيين السُنة بالتتميز وتظاهروا ضدهم فاتهموا بالانتماء لصدام حسين أو أنهم دواعش أو إرهابيين القاعدة مما جعل تركيا تدخل بكل ثقالها لدعم هؤلاء عبر استضافة طارق الهاشمي نائب رئيس الدولة السابق وتحدث أردوغان علانية عن طائفية النظام العراقي ونوري المالكي خاصة أنه سعى للحصول على ولاية ثالثة بعد انتخابات 2014 والتى زورت بالكامل كلها لصالح حزب الدعوة مما دفع إيران لاستبدال نوري المالكي بخلفه حيدر العبادي.
وكان الدور التركي في العراق منذ سقوط صدام حسين حتى ظهور داعش هو داعم للاصلاح السياسي ومعترف بسطوة إيران على العراق وهيمنتها على الساحة العراقية بالكامل، ولكن مع ظهور تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) واحتلال الموصل العراقية بالكامل واتهام حكومة المالكي لأردوغان بدعم الداوعش لوجستيا لتسليمهم الموصل بحجة التخلص من الحكومة الطائفية ولولا التدخل الإيراني والأمريكي لسقطت بغداد بيد الدواعش ويدلل أصحاب رواية أن الدواعش استفادوا من دعم أنقرة (2) من خلال حادثة الافراج عن 39 دبلوماسي تركي في الموصل بعد أن اختطفوا من قبل داعش .
واستطاعت إيران والولايات المتحدة هزيمة داعش في العراق وطرده من كل المدن التى سيطر عليها وبهذا قل حجم ونفوذ تركيا تماما خاصة أن ايران لا تريده، وانحصر الوجود التركي في قاعدة بعشيقه شمال العراق والتى دعت بغداد أكثر من مرة لرحيل القوات التركية عنها وهو ما يرفضه أردوغان، الذي يتدخل من حين لآخر لملاحقة فلول تنظيم حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا من قبل تركيا وأيضا إلغاء الفيزا بين العراق وتركيا مما يخدم على مصلحة تركيا الاقتصادية ويجذب مزيدا من السياحة العراقية لتركيا.
(ج) اليمن:
لم يتخيل أحد أن اليمن السعيد يتحول لاحد أسوء مآسي القرن الواحد والعشرين بسبب ميليشا عبد الملك الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانيا والتى سيطرت على العاصمة صنعاء وطردت الحكومة الشرعية إلى عدن وكان هذا نقطة فاصلة في تاريخ اليمن الخاصرة الجنوبية والحديقة الخلفية للسعودية التى كانت منطقة نفوذ طبيعى لها يتم اختطافها من قبل إيران عبر أحد أدوتها الجديدة وهي ميليشات الحوثي والتى شنت الرياض ضدها بمساندة الجيش اليمني الوطني منذ 2015 لردع هذه الميلشيات الانقلابية وكانت مدعومة من قبل أردوغان عبر تصريحات رسمية وموثقة يدعم عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الحوثي ولكن بعد أزمة خاشقجي تحول الموقف التركي من دعم الموقف السعودي في اليمن إلى موقف مناهض له ومندد بالحرب على جماعة الحوثي بل أن تركيا أخذت تتقرب إلى حزب الاصلاح اليمني المنتمي فكريا لجماعة الاخوان المسلمين بهدف مكايدة دولة الامارات العربية المتحدة الرافضة لتواجدهم ضمن الشرعية اليمنية وايضا للاستثمار فيهم مستقبلا أملا ان تنال تركيا نصيبا من ادارة موانيء اليمن لاحقا وهنا يكون الدور التركي والايراني بدأ متناقضا فكل منهما كان يدعم طرفا ضد الاخر طرف ينتقض السعودية وطرفا يدعمها ثم تحول الأمر لطرف ثم حدث تناغم بين الطرفين ضد المملكة العربية السعودية
2- مرحلة التوافق التركي والايراني:
هناك ملفات عدة توافق فيها أردوغان مع إيران منها دعم الدوحة في ظل المقاطعة العربية لها بمعني تزكية الخلاف الخليجي الخليجي وايضا دعم إيران بعد مقتل قاسم سليماني ، التضامن المتبادل.
(أ): قطر
لطالما لعبت قطر على وتر الخلاف السعودي الايراني الممتد منذ عام 1979 وايضا طورت علاقتها تركيا واستخدمتها في تنفيذ اجندتها في العالم العربي ولكن جاء اليوم لكي تتلاعب بهما طهران وانقرة لتحلبها ماديا وتستخدمها في اجدنتها الخاصة
توافق الدور التركي الاردوغاني مع إيران في أزمة الخليج الأخيرة عندما قررت ثلاث دول خليجية هي السعودية والامارات والبحرين بالاضافة إلى مصر من أجل مقاطعة ادلوحة سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا بسبب دعمها للارهاب بطرق عدة وفقا لرواية هذه الدولة وحدث ذلك قبل ثلاث سنوات في 5 يونيو 2017 وكانت فرصة سانحة لتركيا وايران من أجل حلب الامارة الخليجية الغنية بالمال من خلال استغلال الموقفو الصيد في الماء العكر لتغذية الخلاف لا الوساطة فيه وتوافقوا على دعم مسار الدوحة في العناد والمكابرة ورفضها في الاستجابة لمطالب الدول الاربع وقدموا لها الدعم السياسي والدبلوماسي والجسر الجوي مما عزز من صمود الدوحة في مواجهة الدول الاخري وعظم من الشقاق الخليجي الخليجي الأخير وتجلى ذلك في زيارة روحاني للكويت وسلطنة عمان وزيارة اردوغان للسعودية وقطر بعد شهر من المقاطعة مما يؤكد أن الخليج دخل مرحلة التجاذبات الاقليمية بين إيران وتركيا كما دخل من قبل المشرق العربي هذه المرحلة من خلال سورياو العراق ولكن الدوحة هي التى سمحت لهم بلعب هذا الدور بهدف مكايدة السعودية التى تري في ايران عدو لها وتخوض ضدها حرب بادرة وتري تركيا خصما لها ينازعها على قيادة العالم الاسلامي السني وهذا ما صرح به اردوغان في أكثر من مرة عن رغبته أن يمثل العالم الاسلامي في مجلس الأمن وايضا استغلال كل من تركيا وإيران أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده للنيل من المملكة العربية السعودية واستهدافها دوليا والتجارة بدماء الصحفي في ظل تراجع حاد في مستوي حرية الصحافة في انقرة وطهران
(ب) : التضامن المتبادل
في الاعوام الاخيرة ظهر جليا حجم قوة العلاقات التركية الايرانية وحجم استفادة كلا الدولتين من بعضهما البعض خاصة بعد احداث الانقلاب الفاشل أو المسرحي في تركيا عام 2016 والتى رفضته إيران وتضامنت مع الحكومة ، على الرغم ان الحكومة التركية التى تفتري على حركة الخدمة بتدبيرها الانقلاب تقول لو نجح الانقلاب لكان أصبح الشيخ فتح الله جولن مثل الخميني الثورة الايرانية التى حدثت عام 1979 وفق تصريحات وزير العدل التركي بكير بوزداغ وأيضا المظاهرات المنددة بحكم الملالي التى اندلعت اواخر عام 2017 اوائل عام 2018 المناهضة للحكومة الايرانية ووجدنا تضامن كامل من تركيا مع ايران لان تركيا تتبادل تجاريا مع إيران ما يوازي ب 9.5 مليار دولار وتسعى لزيادته لكي يصل إلى 30 مليار دولار بالاضافة استفادة تركيا من النفط الايراني وتجارة الذهب وتبيض الأموال واصرار تركيا على عدم الاستجابة لترامب في ملف تطبيق أنقرة للعقوبات الدولية على إيران واستثناء الاقتصاد التركي منها،بالاضافة السماح للايرانيين بدخول ايران دون تاشيرة وتسهيلات كبير للاسثمارات الحرس الثوري الايراني وايضا السماح بعمليات التشييع في داخل تركيا وعلى الرغم ان تركيا مجتمع متحرر ولكن تجلت عمليات التشييع في الفترة الأخيرة وايضا في نوفمبر الماضي (3) اغتيل معارض للنظام الايراني في تركيا مما دفع المعارضة اتهام أردوغان بالتواطأ مع إيران لتصفية المعارضة الايرانية .
وايضا التنسيق الدائم والمستمر لمنع قيام كيان كردي في إيران أو كيان كردي في جنوب شرق تركيا وهي مصلحة مباشرة ومستمرة بين البلدين وأد أي مشروع كردي انفصالي بالحلول الأمنية والعسكرية وليس بالحلول السياسية التفاوضية فنموذج كرستان العراق مازال مرعبا ومخيفا للبلدين .
(ج): مقتل قاسم سليماني
التضامن التركي مع إيران في مقتل قاسم سليماني ، ففي 3 يناير الماضي اغتالت الولايات المتحدة الامريكية قائد فيلق القدس قاسم سليماني على أرض العراق مما اثار ضخة كبري في العالم وتوقعات بنشوب حرب امريكية ايرانية وسرعان ما ردت إيران عبر ضرب قاعدة عين الاسد الامريكية في العراق ولكن التضامن التركي من قبل رجب طيب أردوغان والتعزية في مقتل قاسم سليماني والترجمة الفارسية للاعلام الايراني ووصفه لقاسم سلمياني بالشهيد مما اثار غضب السوريين علي وسائل التواصل الاجتماعي ، ثم حدث نفي تركي لاحقا على الرغم انه كان الرجل الذي تسبب في قتل وتشريد مئات الالاف من السوريين تحديدا الذي يدافع اردوغان عنهم ليل نهار ويصف بشار الاسد بالدكتاتور قاتل شعبه خاصة ان السوريين في ادلب وحول العالم احتفلوا بمقتله عبر توزيع الحلوي وايضا في العراق احتلفوا لان هذا الرجل مسئول عن قتل الالاف من الناس في الداخل الايؤاني والعراق واليمن بالاضافة إلى سوريا كما ذكرنا ، من المتوقع ان تساندة أنقرة نظام الملالي في ملف الطائرة الاوكرانية التى اسقطها صاروخ إيراني بعد الضربة الامريكية ضد قاسم سليماني وهو ما سيزيد الضغط على إيران وأصبحت مطالبة بدفع تعويضات باهظة لاهالي الضحايا وفي حاجة لصوت دبلوماسي يدافع عنها وسيكون اردوغان .
وهذا لاستمرار للسياسات المتناقضة لادروغان في مخاطبة العرب فتركيا في النهاية مصالحها مع طهران وان قوتها في الهيمنة على المنطقة العربية وهي متطابقة مع أجندة إيران.
ثالثا : مستقبل العلاقات بين أردوغان وإيران
يعتبر أردوغان هو الكنز الاستراتيجي لإيران فهو من أحد أسباب استمرار النظام الايراني إلى الآن رغم منظومة العقوبات الدولية الكبيرة ضده وهو من نسج معها كافة العلاقات الاقتصادية والسياسة والعسكرية والتجارية مع ايران
السيناريو الأول: أن رحيل أردوغان عن السلطة في انتخابات 2023 سيفتح الباب أمام نشر الفضائح حول حجم تورط العدالة والتنمية في دعم النظام الايراني سواء في سياساته الداخلية والخارجية وسيعلم السوريين حجم التأمرالتركي مع ايران ضد قضيتهم
السيناريو الثاني: سقوط النظام الايراني ويبدو هذا مستبعدا تماما خاصة في ظل بحث النظام الايراني عن صفقة مع الولايات المتحدة الأمريكية لتسوية الملف النووي الإيراني وفي نفس الوقت لو رحل نظام الملالي سيظل حجم االتنسيق التركي الايراني لصالح استمرار النظامين خاصة أن ايران اصبح لديها نفوذ الداخل التركي ووجدنا من يدافع عنها بحجة مواجهة الاستكبار العالمي وكسر هيبة الولايات المتحدة وأيضا احاطة أردوغان بمستشارين مهوسين بحكم الخميني ونظام الدولة الاسلامية الايرانية مثل ابراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية واخرون ووجدنا تامال كرم الله أوغلوا ينعي قاسم سليماني في تويتر عقب اغتياله
السيناريو الثالث: استمرار النظامين الايراني بقيادة خامنئي والتركي بقيادة أردوغان ورفع العقوبات عن إيران بالكامل مما يزيد التنسيق وقوة العلاقات وتجعها تظهر على العلن أمام الجميع وليدرك العرب حجم قوة العلاقات التركية الايرانية لأن العلاقات التركية الايرانية لن تتدهور طالما بقي النظامين .
الخلاصة: العلاقات التركية الإيرانية مفيدة لكل منهما بل كل منهما يعضدد الاخر فكلما اهتزت أنقرة ساندتها إيران والعكس بالعكس، ويرجع فضل تطوير العلاقات التركية الإيرانية إلى أردوغان وحزب العدالة والتنمية حيث نجحوا في تضليل الراي العام في العالم العربي أنه تركيا خصما لايران وأنها حامية للاسلام السني وحاضنة لها من وجهة نظر طائفية باحتة وهذا على غير الحقيقة حيث يستثمر ويتاجر ويواسي أردوغان مع طهران بكل ثقل بلاده لدعم إيران دون مراعاة العقوبات الدولية وبالتناقض مع المجتمع الدولي وجعل بلده حديقة أمنة لايران وحرسها الثوري لتمرير اجندتها طهران السرية للهروب من العقوبات
مراجع :
– العربية
– الالمانية DW
– زمان التركية