أنقرة (زمان التركية) -قال كاتب تركي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أراد من وراء زيارته الأخيرة إلى سوريا قبل افتتاح مشروع السيل التركي التلاعب بأعصاب الرئيس رجب أردوغان، وتحقيق هدف عجز الأخير حتى الآن عن إحرازه.
أصداء زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المفاجأة يوم الثلاثاء الماضي إلى العاصمة السورية دمشق قبيل توجهه إلى تركيا في اليوم التالي لافتتاح مشروع السيل التركي، لفت الانتباه فيها زيارة بوتين الجامع الأموي برفقة نظيره السوري، بشار الأسد.
واللافت هنا أن الرئيس التركي، رجب أردوغان، كان قد صرح في بدايات الحرب السورية وخصوصا في عام 2012 أنه سيصلي بالجامع الأموي وسيتبادل التحية مع السوريين هناك، غير أن نظام الأسد نجح في البقاء في السلطة بفضل الدعم الروسي له.
الكاتب والصحفي التركي، مراد تكين، قال إن بوتين زار الجامع الأموي الذي “عجز” أردوغان عن دخوله، ولفت إلى أنه وصل تركيا قادما من دمشق وليس من موسكو.
وكان بوتين تجول برفقة الأسد في العاصمة دمشق في زيارة هي الأولى منذ اندلاع الحرب الأهلية، وشارك بالشعائر التي أقيمت بكنيسة مريم العذراء احتفالا بالعام الجديد ومن ثم توجه الرئيسان من هناك إلى الجامع الأموي حيث أهدى الرئيس بوتين المسجد نسخة نادرة من المصحف تعود إلى القرن الـ 17.
وواصل يتكين مقاله على النحو التالي:
“زيارة الجامع الأموي كانت رغبة أردوغان، فدعونا نتذكر أنه خلال فترة توليه رئاسة الوزراء ذكر خلال اجتماع مجموعة نواب حزب العدالة والتنمية في مقر الحزب يوم 5 سبتمبر/ أيلول 2012 أن حزب الشعب الجمهوري سيتوجه إلى دمشق ولن يلقى ترحيبا بينما سيزور المسؤولون الأتراك دمشق في أقرب فرصة وسيحتضنون أشقائهم السوريين هناك. وأضاف أردوغان حينها أنهم سيقرؤون الفاتحة على ضريح صلاح الدين الأيوبي هناك وسيصلون داخل الجامع الأموي وسيدعون بكل حرية لأجل الأخوة في ضريح بلال الحبشي وابن الأعرابي وسيزورون محطة قطار الحجاز ومجمع السليمانية.
أضاف “كانت الأحلام كبيرة لكنها لم تتوافق مع الوقائع. دعونا نتذكر مرة أخرى عجز أحمد داود أوغلو أثناء عمله وزيرا للخارجية عن إقناع الأسد بحكومة يشارك فيها الإخوان المسلمون وذلك في صيف عام 2011 وأمهل إدارة الأسد ستة أشهر فقط بعد عودته. وظل الأسد في منصبه على حساب تحول بلاده إلى ساحة حرب ومقتل مئات الآلاف من مواطنيه وهجرة الملايين منهم. لا يزال في منصبه بفضل بوتين.
ويتوجب علينا الاعتراف بأن بوتين، الذي نشأ كتلميذ لحيدر علييف داخل المخابرات السوفيتية، أستاذ في الحرب النفسية. إن لم تكن محاولة التلاعب بأعصاب أردوغان والضغط عليه هو هدف بوتن من الظهور على الساحة في دمشق قبل عقده لقاءات مع أردوغان على قدر محدد من الأهمية بشأن سوريا والعراق وليبيا واكتفائه بمشروع السيل التركي وعدم تنفيذ أية مشاريع اقتصادية أخرى ستزيد من ارتباطه وتبعيته إلى روسيا فما هدفه من كل هذا إذا؟”.
–