هامبورج (زمان التركية) – أحيى عدد من الصحافيين الأتراك في ألمانيا، يوم “الصحفيين العاملين”، والذي يصادف العاشر من يناير/ كانون الثاني، بوضع إكليل أسود أمام مقر القنصلية التركية في هامبورج، لتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الصحفيين وقمعهم اعتقالهم في تركيا.
رئيس تحرير صحيفة “Avrupa Postası”، عادل يغيت، ألقى كلمة بالنيابة عن الصحافيين المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، قائلًا: “نود أن نتضامن مع زملائنا الصحافيين المعتقلين، من خلال تصرفنا الرمزي بوضع إكليل زهور أسود. نريد إسماع أصواتهم للرأي العام الديمقراطي. لقد جئنا هنا معًا من أجل الوقف جنبًا إلى جنب مع مئات الصحافيين المفصولين من عملهم بسبب أفكارهم، والتضامن مع أكثر من 170 صحافيا معتقلا في تركيا، بمناسبة اليوم العالمي للصحافيين العاملين”.
وأضاف: “تركيا تحتل المرتبة 156 بين 180 دولة حول العالم من حيث حرية الصحافة. في تركيا لا يمكن الاحتفال بمثل هذه المناسبات، في ظل سيطرة قصر أردوغان على 95 % من وسائل الإعلام. اليوم هو يوم أسود بالنسبة لتركيا”.
يغيت أشار إلى أن وكالة الأناضول للأنباء التابعة للحكومة التركية، ألغت مؤخرًا اشتراك موقع “سوزجو” الإخباري في النشرات الإخبارية، بسبب الأخبار التي ينشرها وتحتوي هجومًا على الحكومة.
وأوضح أن تركيا أسست في ظل النظام الرئاسي كيانا صحافيا جديدا باسم “المجلس الإقليمي للصحافة”، تابع لرئاسة الجمهورية، ومدعوم من ميزانية الدولة لضمان السيطرة على الصحفيين.
قال “إن حزب العدالة والتنمية يكمم أفواه السواد الأعظم من الصحافيين في تركيا، ويبدو أنه يرغب في مواصلة هذا النهج في الخارج أيضًا”، مشيرًا بذلك إلى عمليات التجسس والاختطاف التي يقوم بها المخابرات التركية بالتواطؤ مع أذرعها المحلية في الدولة المعنية.
من جانب آخر تعرض الرئيس التركي رجب أردوغان لانتقادات بسبب احتفاله، الجمعة، بيوم “الصحفيين العاملين” فيما تضم السجون عشرات الصحفيين المعتقلين، وبات آلاف آخرين ممنوعين من مزاولة من العمل.
وقال إردوغان في بيان بهذه المناسبة “وجود صحافة فعالة وقادرة على إعلام الجمهور دون أي قيود، هو شرط مسبق لمجتمع ديمقراطي وشفاف”، أضاف ”مع مراعاة الحساسيات الاجتماعية، أعتقد أنه في ضوء الدروس التي تعلمتها من التجارب السيئة، ستمنع وسائل إعلامنا القوى المظلمة من بلوغ أهدافها”.
يشار إلى أنه بحسب تقرير لجنة حماية الصحفيين الصادر حديثا جائت تركيا في المركز الثاني كأكثر الدول اعتقالا للصحفيين في العالم، حيث تعتقل تركيا أكثر من 68 صحفياً، من بين 251 صحفياً معتقلين حول العالم، فيما ارتفع عدد الصحفيين السجناء في الصين إلى 47.
والعدد الفعلي للمعتقلين في تركيا بسبب العمل في الصحافة والإعلام أكثر من المرصود في القائمة، حيث أن كثيرا منهم لا يعتبرون في نظر القانون يمارسون عملا إعلاميا نظرا لعدم امتلاكهم بطاقة صحفية.
وبالإشارة إلى حملة القمع الأمني الواسعة التي شهدتها تركيا عقب انقلاب عام 2016، قال تقرير سابق للمعهد الدولي للصحافة إن الصحفيين في تركيا يُسجنون ”نتيجة لحملة مطولة وذات دوافع سياسة ضد الإعلام“، مشيرا إلى أن تركيا هي ”أكثر دولة سجنا للصحفيين (في العالم) بلا منازع“ على مدى نحو عشر سنوات.
وكان نائب الرئيس التركي، فؤاد أوكتاي، كشف عن إلغاء البطاقات الصحفية لمئات الصحفيين لدواع أمنية، وصرح أوكتاي أن السلطات التركية ألغت البطاقات الصحفية الخاصة بـ685 صحفيًّا تبين أنهم يعملون أو يتمتعون بعلاقات مع مؤسسات إعلامية تابعة لكيانات تهدد الأمن القومي وذلك خلال الفترة التي أعقبت المحاولة الانقلابية الغاشمة.
وتقول أنقرة إن الاعتقالات والإقالة والوقف عن العمل إجراءات ضرورية لحماية أمن تركيا القومي باعتبار أن تركيا تواجه هجمات من متشددين أكراد وإسلاميين ومنتمين لليسار المتطرف.
ويقول منتقدون إن الرئيس رجب طيب أردوغان استغل محاولة الانقلاب كذريعة لقمع المعارضة وتعزيز قبضته على السلطة وهو اتهام تنفيه أنقرة.
–