واشنطن (زمان التركية) – علق الكاتب الصحافي والخبير الأمني التركي، أمر الله أوسلو، على تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، على خلفية اغتيال الجنرال بالحرس الثوري قاسم سليماني، وما تبعه من إعلان إيران استهداف القواعد الأمريكية في العراق بصواريخ باليستية.
أوسلو أوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تعلم بتحريك القوات المسلحة الإيرانية لبطاريات الصواريخ، وكانت تتوقع حدوث هجوم في تلك الليلة، وبالرغم من ذلك لم تقم باستهداف تلك البطاريات.
وأشار إلى أن من بين البيانات الواردة حول الهجوم الإيراني، أن الإدارة الأمريكية، فضلت سحب قواتها إلى قواعد أخرى، بدلًا من توجيه ضربة استباقية ضد إيران، لافتًا إلى أنه بذلك سمحت لإيران بتنفيذ هجوم دون أن تتورط هي في عدوان جديد ضدها.
كما علق على عدم خروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فورًا على وسائل الإعلام في كلمة أو تصريح تعليقًا على الهجوم، مشيرًا إلى أن هذا يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست متأكدة حتى الآن من حجم الهجوم ومدى الخسائر التي خلفها حتى الآن.
وأكد أن الغرض من هذا التوتر بين واشنطن وطهران هو كسب تأييد الجبهة الداخلية والحصول على المزيد من تأييد الرأي العام للطرفين، مشيرًا إلى أن مقتل قاسم سليماني أدى إلى توحيد الجبهة الداخلية في إيران، التي قامت بهجوم ظاهري لطمأنة الرأي العام في الداخل الإيراني.
وأشار إلى أن الأمر نفسه أيضًا بالنسبة لواشنطن، إذ إن سياسات ترامب ستجعله يريد أن يفعل شيئًا، ولكن على عكس إيران، فإن الرأي العام الأمريكي لا يقف بكامله خلف ترامب؛ فهناك من يرون ضرورة عدم التصعيد العسكري.
وأكد أنه من الممكن ألا يكون هناك رد أميركي كبير، طالما لم يتم سقوط قتلى في صفوف القوات الأمريكية في العراق، إلا أنه إذا كانت ادعاءات إيران صحيحة فيما يتعلق بمقتل عشرات الجنود الأمريكان، فإن هذا يعني ردًا حارقًا وكبيرًا من واشنطن.
وشدد على أنه في هذه الحالة سيكون على الدول المتعاونة مع طهران وواشنطن في الوقت نفسه أن يحددوا اتجاههم، مشيرًا إلى أن “فترة رقص تركيا بقيادة أردوغان بين طهران تارة وواشنطن تارة انتهت، وعليها أن تختار مسارها”.
وأمس دعا الرئيس التركي رجب أردوغان، خلال تدشين مشروع “السيل التركي” في اسطنبول بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة وإيران، إلى التهدئة مشيرًا إلى أن بلاده تجري اتصالات دبلوماسية بهذا الصدد.
وقال أردوغان،: “التوتر بين جارتنا إيران وحليفتنا أمريكا بلغ مؤخرا حدا خطيرا لم نكن نتمناه” وأضاف “لا يحق لأحد أن يزج بكامل المنطقة وعلى رأسها العراق في دائرة النار من أجل مصالحه الشخصية. هدفنا هو إعادة تغليب المنطق عبر وقف التوتر في المنطقة”.
–