تقرير: محمد عبيد الله
إسطنبول (زمان التركية) – في الوقت الذي تظهر فيه كل يوم وثائق وأدلة تويد الأطروحة القائلة بأن الرئيس التركي رجب أردوغان هو من دبر انقلابًا على ذاته في 2016، مستعينًا بالمجموعات الإسلاموية المسلحة وعناصر تنظيم أرجنكون الإرهابي، ظهرت شخصية معروف عنها انتماؤها إلى التيار الإيراني في تركيا مؤكدًا أن الجنرال بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتيل بغارة أمريكية قبل أيام، كان في مقدمة شخصيات ساندت تركيا خلال تلك المحاولة الانقلابية.
رئيس تحرير قناة “Küdüs TV” التركية الموالية لإيران نور الدين شيرين شارك أمس في برنامج على قناة “TV5″ المقربة من حزب السعادة الإسلامي، وكشف الستار عن علاقة نظام أردوغان بالجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني بشكل واضح، قائلاً: سليماني كان أبرز الشخصيات التي قدمت الدعم لتركيا في ليلة محاولة انقلاب 15 يوليو / تموز 2016. وهذه الحقيقة يعرفها الرئيس أردوغان جيدًا”.
أضاف نور الدين شيرين: “قاسم سليماني يأتي على رأس من قدموا الدعم لتركيا لإفشال المحاولة الانقلابية كي لا تتحقق مشاريع أمريكا وإسرائيل في تركيا. مَنِ الذي ينبغي عليه الدفاع عن تركيا؟ أهْل أنقرة أم أهل كرمان الإيرانية؟ لكن سليماني، ابن كرمان الإيرانية، قال إن أمريكا وإسرائيل لن تحققا أهدافهما في تركيا طالما أني في قيد الحياة”، على حد تعبيره.
وتابع شيرين: “محاولة انقلاب 2016 في تركيا تعتبر من إحدى نقاط تحول تاريخية في صراع الحق والباطل. لذلك كان صدّ المحاولة الانقلابية يومًا من أيام الله بالنسبة لنا.. أسأل 80 مليون تركي، بدءًا من أكثر عسكري محبة للوطن وصولا إلى أكثر مدني محب للوطن: هل أحببتم هذا الوطن بقدر محبة قاسم سليماني له بحيث حمى تركيا من الهجمات الاستعمارية والصهيونية لإسرائيل وأمريكا؟ لا! لا أتحدث عما فعله سليماني لأجل إيران بل أتحدث عما فعله لأجل تركيا. أردوغان كشف بنفسه عن قيمة قاسم سليماني بالنسبة لتركيا من خلال التصريحات التي أدلى بها، لأنه يعرفه عن كثب”.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان قدم التعزية قبل يومين إلى مرشد الثورة الإيرانية في وفاة قاسم سليماني ووصفه بأنه “شهيد”، وهو الوصف الذي أثار جدلا، حتى إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعجب من استخدام أردوغان لهذا الوصف، وقال أمس “أنا أعتبره وحشًا بينما يصفه أردوغان بالشهيد؛ لكل منا أسبابه”.
نور الدين شيرين، المعروف بعلاقاته الوطيدة مع المخابرات الإيرانية ومقالاته الإسلامية المتطرفة في شتى المجلات والصحف الموالية لإيران في تركيا، شدد على أنه ليس هناك شخصية أعلى في إيران من قاسم سليماني إلا المرشد الأعلى، وأن مقتل شخص بمكانة سليماني لن يظل بدون رد من السلطات الإيرانية.
وفجر اليوم قصف الحرس الثوري الإيراني قاعدتين عسكريتين في العراق ردًا على مقتل قاسم سليماني فجر الجمعة الماضي في غارة أمريكية بالعاصمة بغداد، فيما حرضت طهران الحشد الشعبي في العراق الذي يضم عددا من المليشيات المسلحة التي شكلها سليماني في العراق للانتقام من القوات الأمريكية في بلادهم.
الكاتب الصحفي المعروف هارون أداباشي علق على التصريحات الصادمة لنور الدين شيرين، الذي كان يرد اسمه في تحقيقات تنظيم السلام والتوحيد والقدس الإرهابي التابع للحرس الثوري الإيراني بقيادة سليماني، قبل إغلاقها من قبل أردوغان في 2014، حيث قال: “إنه اعتراف مثير.. كاتب مناصر لإيران لا يستطيع التحكم في لسانه وينفلت من فيه اعتراف خطير للغاية.. وبهذا تبين مع مَنْ دبر أردوغان مؤامرة وفخّ الانقلاب المدبر. وبعد ظهور هذه الحقيقة ألن تتساءلوا: ما الذي تعمله إيران في المؤسسة العسكرية التركية يا ترى؟”.
İbretlik bir itiraf. Alçak bir İrancı dayanamıyor ve Kasım Süleymani’yi öveyim derken büyük bir itirafta bulunuyor. 15 Temmuz tuzağını Erdoğan kimlerle gerçekleştirdiği netleşiyor. Şimdi kimse sormayacak mı İran’ın Türk askeriyesinde ne işi var diye? pic.twitter.com/fprhMmuhxY
— Harun Odabaşı (@odabasiH) January 7, 2020
وأردف أوداباشي: “والآن يتبين بشكل أكثر جلاء لماذا هرع أردوغان إلى إغلاق ملفّ قضية تنظيم السلام والتوحيد وجيش القدس الإرهابي التابع للحرس الثوري الإيراني التي كانت تتعلق بجواسيس إيران العاملين في تركيا، حتى قبل إغلاق ملفات فضائح الفساد والرشوة التاريخية التي كان رضا زراب الإيراني رقم 1 فيها. هل المليشيات الإيرانية هي التي قتلت الجنود الأتراك على جسر إسطنبول ليلة مؤامرة الانقلاب؟ إن أردوغان، اللص القابع في القصر، بات مشكلة تمسّ الأمن القومي التركي فعلاً.”
من الأدلة التي تشير إلى استخدام أردوغان المليشيات الإسلامية الموالية له أن وزير الداخلية سليمان صويلو قال في وقت سابق ردًا على المنزعجين من وجود السوريين في تركيا: “لا تهضموا حق السوريين، فهم من أنقذونا في ليلة انقلاب 2016”.
ومن المثير أن تركيا وقعت مؤخرًا مع إيران اتفاقية تعاون ديني مشترك بينهما، حيث سيتم ترجمة الكتب الدينية للبلدين ونشرها بموجب هذا الاتفاق بجانب إلقاء رجال دين إيرانيين محاضرات بكليات الشريعة في تركيا، وذلك على الرغم من تحذير خبراء إستراتيجيين من تغلغل إيران في الدول الإسلامية عبر الأنشطة الدينية ونشر التشيع، بغرض القيام بعمليات استخباراتية.
وعقّب أكاديمي يدعى أيوب أنصار أغور على حسابه في تويتر، قائلاً: “السوريون المتورطون في فخّ الانقلاب المدبر موقفهم في هذه المعادلة مثير للغرابة فعلاً. حيث إنهم تحركوا في ليلة 15 تموز 2016 جنبًا إلى جنب مع أعضاء تنظيم أرجنكون والمجموعات الإسلامية الموالية لإيران، على الرغم من أن هاتين المجموعتين في مقدمة حلفاء نظام الأسد الذين يحاربونه. كنت عانيت كثيرًا في شرح قضية التعاون بين أردوغان وأرجنكون القومي الطوراني الموالي للنظام البعثي في سوريا لزملائي الأكاديميين من السوريين، إلا أن التعاون مع إيران بات أكثر دهشة من السابق”.
Bu denklemde 15 Temmuzdaki Suriyeliler garip bir konuma düşüyor.
Zira Esad rejimi aleyhtarları o rejimin en büyük destekçisi ulusalcı ve İrancılarla birlikte hareket ettiler.
Akademisyen Suriyeli dostlarıma Baas yanlısı ulusalcı faktörü zor anlatmıştım.İran daha dehşet bir örnek— Eyüp Ensar Uğur (@eyupensaruur) January 8, 2020
ومؤخرًا كشف كل من الكاتبين المعروفين أحمد دونماز وآدم ياوز أرسلان، استنادًا إلى التقاريير الرسمية وسجلات المحكمة الناظرة في قضايا الانقلاب، أن الرصاصات المستخدمة في قتل أكثر من 250 من المواطنين المدنين ليلة 15 يوليو / تموز 2016 ليست للجيش التركي، كما أزاحا الستار عن أن الفحوصات الطبية التي أجريت على جثامين الشرطيين الذين سقطوا شهداء ليلة الانقلاب أسفرت عن العثور على “رصاصات” في جسدهم، وذلك على الرغم من أن الرواية الرسمية تزعم أنهم لقوا حتفهم جراء قصف الانقلابيين لمديرية الأمن في أنقرة.
–