إسطنبول (زمان التركية) – أعلنت بلدية إسطنبول الكبرى، قرارها الانسحاب من تنفيذ مشروع قناة إسطنبول الجديدة، ليأتي الرد سريعًا من قطر بدعم المشروع.
مراد أونجون، المتحدث باسم بلدية إسطنبول نشر تغريدة باللغة العربية على حسابه الرسمي في تويتر، جاء فيها: “إلى من يهمه الأمر: انسحبت بلدية اسطنبول الكبرى من مشروع قناة إسطنبول”.
ليرد عليه رجل الأعمال القطري، عبد الله بن أحمد الهاشمي، بتغريدة باللغة التركية، قائلًا: “سنستمر في شراء الأراضي حول القناة الجديدة. وسنستمر في تقديم الدعم للاقتصاد التركي”.
ويقف رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، بالمرصاد لمشروع قناة إسطنبول، وعبر أكثر من مرة عن معارضته شق قناة الجديدة، مشيرًا إلى وجود تحذيرات بيئية بالغة الخطورة على المدينة.
وكشفت مؤخرًا وسائل إعلام تركية عن شراء والدة أمير قطر مساحات شاسعة على محور مشروع قناة إسطنبول واحدث ذلك ضجة كبيرة، كما تم الكشف عن امتلاك رجل أعمال كويتي، وآخر سعودي عددًا من الأفدنة في مسار المشروع.
وفي وقت سابق اعتبر عضو مجلس بلدية إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري، نادر أتامان، أن ما يحدث أشبه بتأسيس إقليم عربي بالمنطقة، مشيرا إلى تحول محيط مسار قناة إسطنبول إلى مشروع لجني الأرباح.
وفي محور قناة إسطنبول، تملك رجل الأعمال الكويتي وائل يوسف النصيف، قطع أرض بمساحة 53 فدان، فيما تملك ورجل الأعمال السعودي، سليمان المهيدب، لقطعة أرض بمساحة 9 فدان، وفق ما كشف تقرير صحفي.
وكانت الشيخة موزا المسند، والدة أمير قطر،تملكت مع آخرين أراض بمساحة 44 فدان في مسار مشروع قناة إسطنبول.
وفي الإطار نفسه تبين أن رجل الأعمال السعودي، سليمان المهيدب، قام بشراء قطعة أرض في مسار المشروع، في عام 2015 بمساحة 9 آلاف و500 متر مربع تحت مسمى “مزرعة” في قرية ساظلي بوسنه. وتبين أن المهيدب يمتلك قطع أراضي أخرى تقع في مسار مشروع إسطنبول.
وفي حال تنفيذ مشروع قناة إسطنبول فإن قيمة هذه الأراضي ستتضاعف بفعل خطط الإعمار الجديدة التي سيتم تنفيذها في مسار المشروع.
وكان رئيس حزب السعادة التركي، تمل كرم الله أوغلو، اعتبر أن مشروع قناة إسطنبول استثمار خاطئ ولن يعود على الشعب التركي بشئ، قائلا: “السيد الرئيس يقول بأنه يرضى بأن تتضرر الدولة من هذا المشروع في سبيل صالح الشعب!! هل هذا المشروع سيكون لصالح الشعب أم أن الأرباح المتحصلة منه ستذهب إلى أشخاص معينين؟” في إشارة إلى المستثمرين.
ويقول خبراء جيولوجيا إن المشروع سيسبب كارثة بيئية لقربه من منطقة نشطة بالزلزال، مطالبين بإلغائه، ويعاض المشروع رئيس بلدية أنقرة أكرم غمام أوغلو.
وفي تحدٍ لرغبة الرئيس أردوغان، أكد رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، أن تنفيذ مشروع قناة إسطنبول لا يمكن أن يتوقف على قرار شخص واحد فقط، قائلًا: “لا يجب أن يلغى المشروع لأنني قلت ذلك، ولا يجب تنفيذه لأن أحدهم يريده. ولكن يجب مناقشته. بفضلنا يتم مناقشته، ولكنهم يقولون نحن مصرون على تنفيذه، ولا يقولون سنسأل ونستشير. لا يوجد منهم من يقول سنناقش الأمر. هذا تصرف خاطئ تمامًا”.
الرئيس التركي رجب أردوغان قال موجها الحديث للرافضين، لإن مشروع “قناة إسطنبول”، سيتم برضاهم أو رغما عنهم، أردوغان قال الشهر الماضي مخاطبًا “الذين لا يريدون الفهم” إن قناة إسطنبول ستبنى “سواء أعجبهم ذلك أم لا”.
وتعود بداية طرح فكرة مشروع قناة إسطنبول لعام 2011 عندما أعلنه الرئيس التركي رجب أردوغان، حينما كان رئيساً للوزراء لربط بحر “مرمرة” بالبحر “الأسود” في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترًا، بموازاة مضيق البوسفور.
وتقول حكومة العدالة والتنمية إن المشروع سيخلق مناطق جديدة قادرة على جذب السكان وتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور، أحد أكثر مسارات سفن الشحن نشاطًا.
–