القاهرة (زمان التركية)ــ تناول تقرير حقوقي صادر حديثًا عن مركز نسمات للدراسات الاجتماعية والحضارية، تحول نظام الحكم في تركيا إلى “ديكتاتوري مافيوي” يلاحق معارضيه في الخارج ويصر على التنكيل بهم.
التقرير يتهم حكومة حزب العدالة والتنمية بالتحول بتركيا من نظام ديمقراطي نموذجي في المنطقة، إلى نظام ديكتاتوري مافيوي يخترق القوانين ويتواطأ مع دوائر الفساد في جميع أنحاء العالم لقمع معارضي الرئيس رجب أردوغان خارج الحدود.
اشتمل تقرير “نسمات” التاسع بعنوان: “تركيا من ديمقراطية واعدة إلى نظام مافيوي”على أربع نقاط رئيسة وخاتمة، وطرح التقرير العديد من قصص خطف وقرصنة نفذها جهاز الاستخبارات التركي ضد معارضي الرئيس رجب أردوغان في الخارج.
التقرير قال إن السلطات التركية ضغطت بشكل مستمر على حكومات الدول التي يعيش فيها جاليات تركية لتسليم أشخاص مطلوبين، كذلك تم التعامل مع بؤر استخباراتية فاسدة في تلك الدول.
الاختطاف والترحيل
عرض التقرير 12 حالة قرصنة قامت بها الاستخبارات التركية لمعارضين خارج البلاد، ودُعّم التقرير أيضًا بصور لهؤلاء المختطفين، وجميها تمت عقب انقلاب عام 2016 الذي اتهمت أنقرة حركة الخدمة حليفها السابق بتدبيرة، بينما تنفي الحركة وتطالب بتحقيق دولي.
ومن بين الضحايا الذين استشهد التقرير بقصتهم، ممدوح شيكماز الذي كان يملك مصنعًا في السودان، وقد سعت السلطات التركية لاعتقاله لمدة تقارب العامين، لكن السلطات السودانية رغم طمأنتها له وإبلاغه أنه في مأمن هو واستثمارته ولا يمكن تسليمه، احتجزته في عملية مشتركة بين الشرطة السودانية والتركية، ومُنع من مقابلة محاميه ولم يُسمح له بالاتصال به، في خرق من السلطات السودانية لاتفاقية اللاجئين لعام 1951 وقامت بترحيله إلى تركيا.
تناول التقرير أيضا الأفعال العنيفة من الموالين للحكومة، ضد أعضاء حركة الخدمة في كافة أنحاء العالم، وقال إن أفعالهم وتصريحاتهم اتسمت بالميل إلى العدوانية والعنف.
وفي إطار ذلك تناول التقرير ما كتبه العضو السابق في البرلمان الأوروبي “أوزان سيهون” على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلا إن “من ينتمون للخدمة في ألمانيا سيقضون ليالي كثيرة بلا نوم، ونحن مدينون لشهدائنا”، وذكر أن نحو 45 فردًا من المؤيدين لحركة الخدمة تعرضوا للتهديد بالقتل والهجمات المتعمدة، و”تعرضوا كذلك لإهانات على الإنترنت ارتقت إلى درجة الجريمة، فعلى سبيل المثال كتب “دورسون باس” رئيس إحدى المنظمات المؤيدة لأردوغان على وسائل التواصل الاجتماعي: “كيف تجرؤ على الخروج إلى الشارع؟ تأكد أنك لن تلقى حتفك بسهولة”.
وفي سبتمبر 2017 قُتل رجل الأعمال التركي أكرم كيناك في أمستردام، الذي قيل إنه كان على صلة بالخدمة. حيث تم إطلاق النار عليه وحاول شخص ما إشعال النار في مطعمه، وأُطلق النار على شريكه في العمل، وبينما نجا شريكه من إطلاق النار لم يتمكن كيناك من ذلك وسقط قتيلاً.
كما ركز التقرير على مسألتان مهمتان ظهرتا على السطح في أواخر عام 2017، “تظهران بوضوح الوجه المافيوي للنظام التركي”.
الأولى، محاكمة رجال أعمال أتراك أمام محكمة مانهاتن في نيويورك لخرقهم العقوبات الاقتصادية الأولى المفروضة على إيران والشهيرة بقضية رضا ضراب، حيث يواجه المتهمون فيها تهمًا بـ”المشاركة في مخطط بقيمة مليار دولار لتهريب الذهب مقابل النفط في انتهاك للعقوبات المفروضة على إيران”.
أما الثانية فهي محاولة اختطاف مؤسس حركة الخدمة فتح الله كولن شخصيًّا من مقر إقامته في بنسلفانيا، وعن ذلك قالت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية إن روبرت مولر المحقق الخاص في ملف العلاقات بين مقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحكومة الروسية، يُحقق في مزاعم بشأن تورط مستشار ترامب السابق للأمن القومي مايكل فلين، في مخطط لترحيل رجل الدين التركي فتح الله كولن إلى تركيا بالقوة مقابل 15 مليون دولار.
اُختتم التقرير بالتأكيد على أن عمليات الخطف والقرصنة التي تقوم بها الحكومة التركية جعلت الشعور بالخطر ينتاب الجميع حتى هؤلاء الذين فروا من بطش نظام الرئيس رجب أردوغان ويعيشون خارج تركيا، خوفًا من تعرضهم لعمليات اختطاف مماثلة.
التقرير دعا حكومات الدول لاتخاذ إجراءات تضمن السلامة للأتراك المستهدفين من قبل نظام الرئيس أردوغان قبل فوات الأوان، وتوفير حماية إضافية لكل الأفراد والمنظمات العاملة تحت مظلة حركة الخدمة عند تعرضهم لأي أخطار محتملة تستهدفهم.
–
تقرير نسمات التاسع: تركيا من ديمقراطية واعدة إلى نظام مافيوي