أنقرة (زمان التركية) – بعد الضجة التي أحدثها شراء والدة أمير قطر مساحات شاسعة على محور مشروع قناة إسطنبول، تم الكشف عن امتلاك رجل أعمال كويتي، وآخر سعودي عددًا من الأفدنة في مسار المشروع.
عضو مجلس بلدية إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري، نادر أتامان، أفاد أن ما يحدث أشبه بتأسيس إقليم عربي بالمنطقة، مشيرا إلى تحول محيط مسار قناة إسطنبول إلى مشروع لجني الأرباح.
وفي محور قناة إسطنبول، تملك رجل الأعمال الكويتي وائل يوسف النصيف، قطع أرض بمساحة 53 فدان، فيما تملك ورجل الأعمال السعودي، سليمان المهيدب، لقطعة أرض بمساحة 9 فدان، وفق ما كشف تقرير صحفي.
وكانت الشيخة موزا المسند، والدة أمير قطر،تملكت مع آخرين أرض بمساحة 44 فدان في مسار مشروع قناة إسطنبول.
وذكرت صحيفة جمهوريت أنه في عام 2013 أسس رجل الأعمال الكويتي، وائل يوسف النصيف، داخل تركيا شركة نور الخير للعقارات والسياحة برأس مال 100 ألف ليرة وفي 21 ديسمبر/ كانون الأول عام 2018 اشترت الشركة، ومقرها باشاك شهير، قطعة أرض بمساحة 53 ألف و878 متر مربع تحت مسمى “مزرعة” في قرية ياسي أوران بمنطقة أرناؤوط كوي في إسطنبول.
واللافت في الأمر هو تضمن العقد لبند “ضرورة تقديم المشروع الذي سيتم إنشائه لموافقة الوزارة المعنية في غضون عامين”.
وفي الإطار نفسه تبين أن رجل الأعمال السعودي، سليمان المهيدب، قام بشراء قطعة أرض في مسار المشروع، في عام 2015 بمساحة 9 آلاف و500 متر مربع تحت مسمى “مزرعة” في قرية ساظلي بوسنه. وتبين أن المهيدب يمتلك قطع أراضي أخرى تقع في مسار مشروع إسطنبول.
وفي حال تنفيذ مشروع قناة إسطنبول فإن قيمة هذه الأراضي ستتضاعف بفعل خطط الإعمار الجديدة التي سيتم تنفيذها في مسار المشروع.
من جانبه استنكر عضو مجلس بلدية إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري، نادر أتامان، عمليات اليبيع للمستثمرين العرب، قائلا: “لنقم بمد قناة إسطنبول ولنربطها بشبه الجزيرة العربية. العرب (الموالون لأردوغان) قاموا بشراء كم كبير من الأراضي ليخرجوا ويدخلوا بسهولة. يتحدثون عن أن قناة إسطنبول ستجذب سكان المدينة إلى تلك المنطقة وستريح المدينة، لكن المستهدف الفعلي من المشروع هم العرب. القناة تخضع لاحتلال العرب. يكادون يؤسسون إقليم عربي، وتحول محيط قناة إسطنبول إلى سوق يجلب الإيرادات اسم “قناة للريع ستكون أفضل”.
وكان رئيس حزب السعادة التركي، تمل كرم الله أوغلو، اعتبر أن مشروع قناة إسطنبول استثمار خاطئ ولن يعود على الشعب التركي بشئ، قائلا: “السيد الرئيس يقول بأنه يرضى بأن تتضرر الدولة من هذا المشروع في سبيل صالح الشعب!! هل هذا المشروع سيكون لصالح الشعب أم أن الأرباح المتحصلة منه ستذهب إلى أشخاص معينين؟” في إشارة إلى المستثمرين.
ويقول خبراء جيولوجيا إن المشروع سيسبب كارثة بيئية لقربه من منطقة نشطة بالزلزال، مطالبين بإلغائه، ويعاض المشروع رئيس بلدية أنقرة أكرم غمام أوغلو.
وفي تحدٍ لرغبة الرئيس أردوغان، أكد رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، أن تنفيذ مشروع قناة إسطنبول لا يمكن أن يتوقف على قرار شخص واحد فقط، قائلًا: “لا يجب أن يلغى المشروع لأنني قلت ذلك، ولا يجب تنفيذه لأن أحدهم يريده. ولكن يجب مناقشته. بفضلنا يتم مناقشته، ولكنهم يقولون نحن مصرون على تنفيذه، ولا يقولون سنسأل ونستشير. لا يوجد منهم من يقول سنناقش الأمر. هذا تصرف خاطئ تمامًا”.
وقبل أسبوعين قال أردوغان: “سنطرح مناقصة مشروع قناة إسطنبول المائية ونبدأ بتنفيذ المشروع في أقرب وقت”. وأضاف: “لم ولن نسمح لأي قوة بالحيلولة دون تحقيق تركيا أهدفها لعام 2023”.
وتعود بداية طرح فكرة مشروع قناة إسطنبول لعام 2011 عندما أعلنه الرئيس التركي رجب أردوغان، حينما كان رئيساً للوزراء لربط بحر “مرمرة” بالبحر “الأسود” في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترًا، بموازاة مضيق البوسفور.
وتقول حكومة العدالة والتنمية إن المشروع سيخلق مناطق جديدة قادرة على جذب السكان وتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور، أحد أكثر مسارات سفن الشحن نشاطًا.
ويريد أردوغان تنفيذ مشروع قناة إسطنبول الجديدة بأسلوب التشييد والتشغيل ونقل الملكية (B.O.T) الذي أنشئ به أغلب المشروعات الكبرى في تركيا مثل المطارات ومترو الأنفاق، هو السماح لمستثمرين بالقطاع الخاص تشييد المشروع من مواردهم الخاصة على أن يتولوا تشغيله وإدارته بعد الانتهاء منه لفترة امتياز تمتد لعشرات السنين.
–