القاهرة (زمان التركية)ــ تشهد تخوم العاصمة الليبية طرابلس مواجهات حادة بين قوات “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات “حكومة الوفاق الوطني” المسيطرة على العاصمة والتي تستنجد بحليفتها تركيا لصد الهجوم ومنع سقوط العاصمة.
وكان مقر رئاسة الأركان على طريق المطار في طرابلس خضع لسيطرة قوات ” الجيش الوطني الليبي” أمس الجمعة، قبل أن تعلن قوات حكومة الوفاق استعادة السيطرة على طريق المطار بالكامل.
ويوم الخميس، أعلن “الجيش الوطني الليبي” السيطرة على معسكر التكبالي القريب من وسط العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى تقدمه في محوري الخلة ومشروع الهضبة.
وعقب ذلك طلبت حكومة الوفاق برئاسة السراج رسميًا من تركيا دعما عسكريا بحريا وبريا وجويا، تفعيلا للانفاقية الأمنية الموقعة في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وتلقى الرئيس التركي رجب أردوغان صفعة قوية من تونس، عندما نفى الرئيس التونسي قيس سعيد الدخول في أي تحالفات مع تركيا بخصوص ليبيا، وهو ما روج له أردوغان عقب عودته من زيارته المفاجئة إلى قرطاج.
وفي إصرار على السيطرة على العاصمة، قال العميد أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الوطني الليبي لقناة (العربية) إن قوات النخبة تستعد لدخول معركة الأحياء الرئيسية في طرابلس.
وكانت وزارة الدفاع التركية، قالت أمس إنها على استعداد لإرسال قوات إلى ليبيا حال وصول الأوامر، في حين أكد مبعوث تركيا إلى ليبيا، أمر الله إيشلار، أن أنقرة على استعداد لإقامة قاعدة عسكرية في طرابلس على إذا طلب منها ذلك.
من جهة أخرى كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا تجند مسلحين موالين لها في شمال سوريا لإرسالهم إلى ليبيا، لدعم حكومة فائز السراج، وقالت تقارير إن الاختيار وقع على العرقية التركمانية السورية لنقلهم إلى طرابلس.
وفي سياق متصل، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تطورات الأوضاع في ليبيا، واتفق الرئيسان “على أهمية تكثيف الجهود المشتركة بين البلدين بهدف تسوية الأزمة الليبية، ومكافحة الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، ووضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي”.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان أكد الأسبوع الماضي أنه سيتم الاستجابة للطلب الليبي بالدعم “برا وبحرا وجوا”، عقب تصديق البرلمان على مذكرة التدخل العسكري خلال جلسات الأسبوع المقبل.
الخبير في مركز الدراسات الاقتصادية والسياسات الخارجية، جان كاساب أوغلو، أكد أن تركيا لن تتمكن من تقديم الدعم الجوي في ليبيا بسبب العوائق الجغرافية وكذلك المشكلات التي تواجه الدعم اللوجستي لطائرات F-16 التركية، مشيرًا إلى أن القوات التركية في ليبيا ستتعرض لخطر كبير بسبب انعدام الغطاء الجوي.
أما الباحث المتخصص، في معهد سياسات الأمن الأوروبي، ميخائيل مانخوم، فأكد أن الاتفاق الموقع بين الرئيس أردوغان ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، سيكون محدودا بعمر حكومة الوفاق في طرابلس، حتى وإن كان هذا الاتفاق في سبيل حماية مصالح تركيا في البحر المتوسط.
–