أنقرة (زمان التركية) – قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في تركيا، إبراهيم كالن، إن مشروع “قناة إسطنبول” الذي يعارضه رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام اوغلو، مشروع الدولة وليس بلدية إسطنبول، وإنه سينفذ مثلما تم تنفيذ مطار إسطنبول الثالث.
أكرم إمام أوغلو، أعلن معارضته الصريحة للمشروع، وأنه لن يوافق على تنفيذه، وأنه قد يلجأ إلى عقد استفتاء حول المشروع إذا لزم الأمر.
إبراهيم كالن اعتبر أن مشروع قناة إسطنبول، الذي حذر خبراء جيولوجيا من أنه قد يسبب كوارث بيئية بسبب قربه من منطقة نشطة بالزلازل، سيحقق المنفعة لمدينة إسطنبول.
مشروع الدولة
أضاف منتقدًا معارضي المشروع: “يجري الحديث عن المشروع منذ سنوات طويلة. والآن تخرج علينا أحزاب المعارضة، ورئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، ليعارضوا المشروع، وكأن ذلك من صلاحياتهم. هذا المشروع هو مشروع الدولة، وليس مشروع البلدية”.
وقال المتحدث باسم أردوغان: “المشروع سيحقق سيولة مرورية في مدينة إسطنبول، كما أنه يقدم إمكانيات جديدة للمدينة. كما سيتم تحقيق توازن في التوزيع السكاني الكثيف للمدينة، من خلال إقامة مدينة جديدة. وسيوفر إمكانية ظهور مناطق حياة جديدة”.
أضاف متحديا “من غير المفهوم أن تصل تصريحات المعارضة إلى حد “لن أدعهم ينفذونه”. لقد نفذنا مشروع مطار إسطنبول الجديد بالرغم من أنهم قالوا لن يتم تنفيذه. مثل هذه المشروعات الكبيرة، أصبحت ممكنة بالنسبة لتركيا”.
وفي مواجهة الأصوات الرافضة، نشرت وزارة النقل التركية يوم الأحد بيانا قالت فيه إن دراسات في تخصصات تمت على المشروع وأيدته، وأن 57 مؤسسة ومنظمة أبدت رأيها بشأن تقييم الأثر البيئي وشاركت في الدراسات المتعلقة المشروع. وقالت إن تجارب مختبرية ومحاكاة أجريت من أجل المشروع في تركيا وفرنسا.
ومع إصرار الرئيس رجب أردوغان على تنفيذ ما وصفه يوما ما أنه “المشروع المجنون”، في ظل تنامي الرفض لتنفيذه، أطلق عدد من الساسة والصحافيين والخبراء دعوات لإجراء استفتاء على تنفيذ مشروع قناة إسطنبول، ودعم أكرم أوغلو ذلك.
وفي تحدٍ لرغبة الرئيس أردوغان، أكد رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم غمام أوغلو، أن تنفيذ مشروع قناة إسطنبول لا يمكن أن يتوقف على قرار شخص واحد فقط، قائلًا: “لا يجب أن يلغى المشروع لأنني قلت ذلك، ولا يجب تنفيذه لأن أحدهم يريده. ولكن يجب مناقشته. بفضلنا يتم مناقشته، ولكنهم يقولون نحن مصرون على تنفيذه، ولا يقولون سنسأل ونستشير. لا يوجد منهم من يقول سنناقش الأمر. هذا تصرف خاطئ تمامًا”.
والأسبوع الماضي قال أردوغان: “سنطرح مناقصة مشروع قناة إسطنبول المائية ونبدأ بتنفيذ المشروع في أقرب وقت”. وأضاف: “لم ولن نسمح لأي قوة بالحيلولة دون تحقيق تركيا أهدفها لعام 2023”.
الجدير بالذكر أن تكلفة مشروع حفر قناة إسطنبول ستصل إلى 16 مليار دولار في وقت يعاني الاقتصاد التركي من أزمة كبيرة ونقص في قيمة عملته الليرة أمام العملات الأجنبية.
وتعود بداية طرح فكرة مشروع قناة إسطنبول لعام 2011 عندما أعلنه الرئيس التركي رجب أردوغان، حينما كان رئيساً للوزراء لربط بحر “مرمرة” بالبحر “الأسود” في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترًا، بموازاة مضيق البوسفور.
وتقول حكومة العدالة والتنمية إن المشروع سيخلق مناطق جديدة قادرة على جذب السكان وتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور، أحد أكثر مسارات سفن الشحن نشاطًا.